حوارات
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ" (الحجرات 12).
يشير الوقوع في أعراض الناس في هذه المقالة إلى ما يمارسه الإنسان من غيبة، أو طعن، أو قذف في شخصيات الآخرين الغائبين، لا سيما من يتداول الشؤون الخاصة بالناس الغائبين في الديوانيات، وما يشابهها من تجمّعات، تدور رحاها في استعمال أعراض الآخرين، وسمعاتهم، وشؤونهم كمواد حديث بين من لا شأن لهم بهذا الأمر.
ومن بعض علامات وأسباب خوض بعض الأفراد في أعراض الناس، وما هي البدائل الأخلاقية للأحاديث المبتذلة في بعض الدواوين والمجالس، نذكر ما يلي:
- العلامات والأسباب: يظهر على من تعوّد الوقوع في أعراض الناس الغائبين شغف جنوني لتقصِّي شؤونهم، إمّا عن طريق سؤال الآخرين عنهم، أو نشر خبر كاذب عنهم، لعلّ من يستمع له يطلعه على معلومة شخصية عن ضحيته لم يعرفها في السابق (اِستدراج الحديث).
ويقوم الواقع في أعراض الناس بهذا التصرّف السيّىء لأسباب محدّدة، منها شعوره بالفراغ الروحيّ، وسعيه الى سدّه عن طريق تناول وتداول وبث الإشاعات عمن يعتقد أنهم أفضل منه.
وبسبب التعرّض لتربية أسريّة سيّئة تعوّد فيها الوالدان، أو أحدهما، على الخوض في أعراض الآخرين أمام أطفالهما (الحشّ والغيبة).
يمارسان هذا السلوك السلبيّ عن طريق ذكر عيوب الأفراد الآخرين من ورائهم، بهدف الإساءة إليهم، على الأقل على مستوى الوهم! وبسبب تفاهة عقل من يقع في أعراض الناس، وفقدانه القدرة على التواصل البنّاء مع الناس في المناسبات الاجتماعية، وربما بسبب عدم ممانعته أن يستعمل شؤونه، وأسراره الخاصة، مادة حديث مع كل من يهبّ ويدبّ في حياته.
- بدائل الوقوع في أعراض الناس: مجالس الذِّكْر، ودواوين كبار السن الرزينين، والانشغال في إصلاح النفس، وحفظ القرآن الكريم، ومناقشة السنّة النبويّة مع العلماء الربّانيين (علم وعبادة)، والقراءة النافعة، والسعي إلى اكتساب المهارات الشخصية القويّة والبنّاءة، وسجن اللسان عن قول ما هو باطل.
كاتب كويتي
DrAljenfawi@