"مسارات التعليم الثانوي"... "مسدودة"

المشروع المُدرج ضمن برنامج الحكومة يتعثّر ومديره يعتذر

عبدالرحمن الشمري

كشفت مصادر تربوية مطلعة عن "تعثر برنامج مسارات الحياة المهنية في التعليم الثانوي"، المدرج ضمن برنامج عمل الحكومة لوزارة التربية، والهادف إلى تنوع المخرجات التعليمية بما يخدم سوق العمل واحتياجاته.

وأكدت المصادر لـ"السياسة" أن المشروع واجه صعوبات وتحديات جعلت تطبيقه أمراً معقداً وغير قابل للتنفيذ، يأتي في مقدمتها عدم تعاون بعض المؤسسات التعليمية مع وزارة التربية، مشيرة الى ان هذه المؤسسات أصرّت على ان يكون تطبيق التعليم الميداني أو العملي تحت إشرافها المباشر، ما أدى إلى صدامات متكررة بينها والوزارة.

وأوضحت أن الاحصاءات تشير الى ان 146.461 طالباً في المدارس الحكومية وأكثر من 68.000 طالب في "التعليم الخاص" لم يتمكنوا من الاستفادة من المشروع، باجمالي بلغ أكثر من 200 ألف طالب تخرجوا في الصف الثاني عشر خلال السنوات الخمس الأخيرة، من دون اكتساب المهارات المهنية اللازمة، ما أثر من فرصهم في سوق العمل.

وأشارت إلى "اعتذار مدير المشروع عن عدم الاستمرار"، بسبب الإحباط الذي أصاب الفريق والتردد المستمر في تطبيق المشروع الذي تعاقب عليه عدة وزراء على مدار السنوات الماضية، كل منهم ترك المشروع متأرجحاً بين تشكيل لجان لدراسته وإلغائه، دون اتخاذ قرار حاسم بشأن تفعيله.

وقالت المصادر: "رغم الكثير من التعديلات التي أدخلت على المشروع، فإن القائمين عليه لم يتمكنوا من تحقيق نتائج ملموسة"، لافتة الى ان "التعثر جاء نتيجة لعدم وجود رغبة مشتركة بين مؤسسات التعليم لتطبيقه".

وفيما حذر خبراء من أن المشروع قد يظل مجمداً ما لم يعد النظر في آليات التعاون بين الوزارة والمؤسسات التعليمية المختلفة، أكدت المصادر أن "العاملين في الميدان التربوي لا يزالون يؤكدون الحاجة الملحة الى تطبيق (مسارات الحياة المهنية) في التعليم الثانوي".