الأحد 22 ديسمبر 2024
10°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 خالد أحمد الطراح
كل الآراء

التفكير النمطي المريض

Time
الأحد 13 أكتوبر 2024
View
60
خالد أحمد الطراح

رسمت العقلية الغربية في الماضي البعيد، منذ الستينات والسبعينات، صورة نمطية عن الشخصية الخليجية تحديداً، وربطها بالصحراء والتخلف، وعدم التحضر ومجتمع الجمل والجمّال( Camel Jockeys).

تغيرت الظروف، وتطورت العقول الغربية، وأصبحت متحفزة أكثر من الماضي في البحث العلمي والدراسة لمنطقة الخليج العربي، باعتبارها دولاً مؤثرة، سياسياً واقتصادياً، في الساحتين الدولية والإقليمية، وليست دولاً نفطية فقط.

على خلاف الماضي الغربي للصورة النمطية الخليجية، لدينا ظاهرة متفشية من أفواه فارغة، وما يسمى "المحلل السياسي" الذي يتحدث في ما لا يفقه فيه، ولا له علاقة علمية، أو عملية، أو تجربة ثرية.

اجتياح غبار الجهل والتطفّل للشأن السياسي، العربي والخليجي، تحديداً، وعمى العقول التي ترفض التغيير، والـ"براغماتية" في التحليل غير الفارغ من المحتوى الرصين، والتفكر العقلاني، وغير النمطي أصبحت ظاهرة متفشية.

التمييز بين الغث والسمين في المعلومات ومن أفواه النشاز، ظاهرة قاتلة حين يستمرئ الجاهلون الترويج عن جنسيات وبلدان محددة، بناء على ما يسمعون من قيل وقال، وثقافة سمعية لتعزيز التكوين للصور النمطية المريضة عن أنظمة سياسية، ودول أخرى، نتيجة تراكمات وترسبات الستينات من القرن الماضي، تحديداً، وعدم القدرة على الخروج من التغيب الفاعل للواقع والمستجدات.

"الإخوان المسلمون" في الكويت، ومع فجر عملية حركة "حماس" وحتى اليوم يهمسون بالسر والغمز عن السعودية الشقيقة، والتطبيع مع إسرائيل، فيما متخلفون أخرون، من ورثة تركة القومية، يتسابقون إلى الوقوع في مستنقع "الإخوان"، ومناصرتهم ضد السعودية، ودول خليجية أخرى!

صورة نمطية مريضة تنتشر بين الجاهل والسفيه، والعاقل غير المستنير، عن السياسة السعودية، والإماراتية، والعمانية، والبحرينية، والقطرية، انتصاراً للصراع بين حركة "حماس" وإسرائيل، وكأن حلم تحرير فلسطين بكاملها بات واقعاً، قريباً من التحقيق، وحذف إسرائيل من الخريطة السياسية الدولية والجغرافيا، بات شأناً غير مستحيل!

الإعلام الرسمي، لا أتصور لديه اهتمام في تصحيح الصور النمطية، والتفكير غير النمطي المريض عن دول شقيقة، وتعزيز حق اختلاف الآراء فهو جهاز ترفيهي متواضع، ثقافياً وسياسياً، في التخطيط، ولا يقوى على معالجة الصورة النمطية المريضة في المجتمع!

لدينا صور نمطية عن جنسيات آسيوية، وأخرى عربية وغربية، لكن ليس لدينا إعلام رسمي قادر على قيادة الشارع والرأي العام ضد تفشي ظاهرة الصور النمطية القاتلة، ثقافياً، واجتماعياً، وسياسياً. في المقابل، تثور ثورة التيار الديني الأصولي عن الصور النمطية الدينية لهذه التيارات بمباركة الإعلام الرسمي، لأن وزارة الإعلام مشغولة في منافسة مساحات إعلامية وأخبارية، مشغولة اساساً من دون الالتفات إلى أمور أكثر الحاحاً، خصوصاً تفشي الغلو في الدين والإرهاب الفكري، والتطرف الديني!

عرضت أكاديمية إعلامية قبل فترة فكرة مريضة عن تحويل وزارة الإعلام وزارة "سيادية"، ربما لجذب الضوء والاهتمام نحوها، للفوز بمنصب وزاري، ولن استغرب تحقيق الأحلام، ومنح الإعلام الرسمي حصانة قانونية ودستورية غير مسبوقة، مع العلم بعدم وجود وزارات سيادية أساساً!

كل شيء جائز في عالم التبصير، وضرب الودع، وحكومة ممتدة صامتة، وإعلام رسمي متحجر!

آخر الأخبار