"حزب الله": سنجعل حيفا وغيرها مثل المستوطنات الحدودية

بيروت، عواصم - وكالات: فيما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس، أن ملايين الإسرائيليين هرعوا إلى الملاجئ عقب انطلاق صفارات الإنذار في وسط إسرائيل، بما يشمل تل أبيب، هدد "حزب الله" اللبناني بأنه سيجعل من حيفا وغير حيفا بالنسبة لصواريخ المقاومة ومسيّراتها بمثابة كريات شمونة والمطلة وغيرهما من المستوطنات الحدودية، وتوعّد بمزيد من الهجمات إذا واصل الاحتلال الاعتداء على لبنان، قائلا في بيان "حذرنا سابقًا، بأن تمادي العدو الإسرائيلي في الإعتداء على أهلنا الشرفاء في كل بقاع لبنان الصامد، سيجعل من حيفا وغير حيفا بالنسبة لصواريخ المقاومة ومسيّراتها بمثابة كريات شمونة والمطلة وغيرها من المستوطنات الحدودية مع لبنان، كما أكدنا للعدو أن المقاومة ترى وتسمع حيث لا يتوقع".

وتابع أنه "في عمليّة نوعية ومركبّة، أطلقت القوة الصاروخية في المقاومة عشرات الصواريخ باتجاه أهداف متنوعة في مناطق نهاريا وعكا بهدف إشغال منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي، وبالتزامن أطلقت القوة الجوية في المقاومة أسرابا من مسيّرات متنوعة، بعضها يُستخدم للمرة الأولى، باتجاه مناطق مختلفة في عكا وحيفا، حيث تمكنت المسيّرات النوعية، من اختراق رادارات الدفاع الجوي الإسرائيلي دون اكتشافها ووصلت إلى هدفها في معسكر تدريب للواء النخبة غولاني في منطقة بنيامينا جنوب مدينة حيفا المحتلة، وانفجرت في الغرف التي يتواجد فيها العشرات من ضباط وجنود العدو الإسرائيلي الذين يتحضرون للمشاركة في الاعتداء على لبنان وبينهم ضباط كبار، مما أسفر عن مقتل وجرح العشرات".

في المقابل، وبينما حض وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، على التحول إلى المسار الديبلوماسي في لبنان، وضمان سلامة وأمن قوات "اليونيفيل" الأممية والجيش اللبناني، معربا عن تعازيه بمقتل الجنود الإسرائيليين، مجددا التزام الولايات المتحدة العميق بأمن إسرائيل الذي تجلى من خلال الإعلان عن نشر بطارية دفاع جوي "ثاد" في إسرائيل في الأيام المقبلة، تعهد غالانت لأوستن ردا حاسما وقاصما على هجوم "حزب الله" على القاعدة الإسرائيلية في بنيامينا، مشددا على خطورة الهجوم والرد القوي الذي سيتم القيام به ضد "حزب الله"، وفق ما نقلته "تايمز أوف إسرائيل".

من جانبه، نفى مصدر سياسي أن تكون حكومة الاحتلال الإسرائيلية أوعزت للجيش بوقف أو تقليص الضربات على بيروت والضاحية، واصفا ما نشر بهذا الشأن بأنه "عار عن الصحة"، مؤكدا أن إسرائيل تحتفظ لنفسها بالحق في حرية العمل في جميع أرجاء لبنان وفقا لوجود الأهداف، نافيا ما ذكرته هيئة البث الإسرائيلية أن المستوى السياسي أوعز للجيش بعدم استهداف بيروت والضاحية، وأن سلاح الجو لم ينفذ خلال الأيام الثلاثة الماضية غارات هناك، قائلة إن قائد القيادة المركزية الأميركية إريك كوريلا، الذي زار البلاد قبل نحو أسبوع، طلب من رئيس الأركان هرتسي هاليفي أن يتوقف الجيش الإسرائيلي عن مهاجمة بيروت والضاحية، ورفع رئيس الأركان الطلب إلى المستوى السياسي، مضيفة أن الرئيس الأميركي جو بايدن، طلب من رئيس وزراء الإحتلال بنيامين نتانياهو عدم قيام الجيش الإسرائيلي بمهاجمة بيروت والضاحية.

من جهته، أعلن الصليب الأحمر اللبناني مقتل 22 شخصا وجرح آخرين في غارة إسرائيلية على منطقة أيطو ذات الأغلبية المسيحية في شمال البلاد، وقال رئيس بلدية أيطو جوزيف طراد إن الغارة أصابت منزلا تستأجره أسر نازحة، بينما واصل الطيران الحربي الإسرائيلي شن غارات على بلدات في جنوب لبنان، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى وتدمير منازل ومرافق عامة، حيث استهدفت الغارات الإسرائيلية مناطق متفرقة في جنوب لبنان أمس، بما في ذلك قضاء صور والقطاع الشرقي ومنطقة النبطية، وفي بلدة معروب بقضاء صور، أدت غارتان جويتان إلى مقتل شخصين وإصابة آخرين، كما تعرضت بلدة الشهابية في القضاء نفسه لغارات جوية، وفي القطاع الشرقي، استهدف القصف الجوي والمدفعي بلدتي شبعا والهبارية في منطقة العرقوب، بالإضافة إلى محيط البلدتين وجبل سدانة، أما في القطاع الأوسط، فقد تعرضت بلدتا عيتا الشعب وراميا لقصف مدفعي مركز استمر لنحو ساعة، وفي منطقة النبطية، أسفر استهداف منزل في بلدة أنصار عن مقتل شخصين. كما تم استهداف بلدة كفرفيلا، وتم شن أكثر من غارة على الحي الشرقي لبلدة يحمر الشقيف، مما أدى إلى تدمير خمسة منازل، وتسببت غارة على محيط المدرسة الرسمية في البلدة بقطع الطريق.

من جهتها، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بسقوط عدد من الإصابات إثر رشقة صاروخية من جنوب لبنان باتجاه مدينة كرمئيل ومحيطها في الجليل شمال إسرائيل، وأعلنت الإطفاء الإسرائيلية أنها تتعامل مع مواقع اشتعلت فيها النيران إثر قصف مدينة كرمئيل شرق حيفا، وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن صفارات الإنذار دوت في نحو 20 بلدة ومدينة بالجليل، ولاحقا، قال المتحدث باسم جيش الإسرائيلي إنه تم رصد نحو 15 عملية إطلاق عبرت إلى داخل البلاد من لبنان، تم اعتراض معظمها وتم الكشف عن عدد من حالات سقوط الصواريخ في منطقة الكرمئيل.

لوكسمبورغ، عواصم - وكالات: ندد مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بالهجمات الإسرائيلية غير المقبولة على مواقع قوات "اليونيفيل" التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان، قائلا قبيل اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ أمس، إن دول التكتل الـ27 اتفقت على الطلب من إسرائيل التوقف عن مهاجمة "اليونيفيل"، وذلك بعد أن كان أكد في بيان نيابة عن الاتحاد الأوروبي ليل أول من أمس أن مثل هذه الهجمات تشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي، ويجب أن تتوقف على الفور، معربا عن تنديد الاتحاد الأوروبي وقلقه البالغ.

من جانبه، قال وزير خارجية إسبانيا خوسيه مانويل ألباريس إن هجمات إسرائيل على "اليونيفيل" غير مقبولة وتنتهك قواعد الأمم المتحدة، مضيفا أنها تتعارض مع ما نتوقعه من أي دولة عضو في الأمم المتحدة، التي هي في نهاية المطاف منظمة تحمي السلام العالمي، مؤكدا أن الأمم المتحدة وحدها هي التي يمكنها إصدار أمر بسحب قوات "اليونيفيل".