الثلاثاء 19 أغسطس 2025
39°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
العمران للشباب: 'لا تتحلطم'... بادر بنفسك وأوقد شمعة
play icon
جانب من أعمال صبغ وتجميل الجسور
المحلية

العمران للشباب: "لا تتحلطم"... بادر بنفسك وأوقد شمعة

Time
الاثنين 14 أكتوبر 2024
محمد العنزي
نموذجٌ مشرفٌ يُفضّل العمل على التذمُّر والشكوى... و"السياسة" رافقته في تجميل جسور الكويت
يوسف يُعيد تعريف التطوع بتصحيح الأوضاع بدلاً من انتظار الحلول بشعار "بو جراح يغيّر"
انطلق في رحلة غير تقليدية لإصلاح شوارع الكويت ومرافقها ونشر روح العمل الجماعي
يؤمن بأن الحل يبدأ من الفرد... و"لا أحب التحلطم" إحدى مقولاته الشهيرة

 

محمد المصلح

في عالم يميل فيه كثير من الناس إلى الشكوى من مشاكل البنية التحتية وتردي المرافق العامة، يظهر المواطن الكويتي يوسف العمران كمثال استثنائي، مفضلاً الفعل والعمل على التذمر والشكوى.

المواطن يوسف العمران يُعيد تعريف التطوع بتصحيح الأوضاع بدلاً من انتظار الحلول من الآخرين، بشعار "بو جراح يغيّر"، حيث انطلق العمران في رحلة غير تقليدية لإصلاح شوارع الكويت ومرافقها، ناشراً روح العمل الجماعي والمشاركة المجتمعية في بناء وطن أفضل.

العمران الذي اكتسب شهرته من مبادراته التطوعية، يؤمن بأن الحل يبدأ من الفرد، قال في حديثه لـ"السياسة": "لا أحب التحلطم" وهي واحدة من مقولاته الشهيرة، التي تعبر عن فلسفة يطبقها في حياته اليومية، فبدلاً من تضييع الوقت في الشكوى، يرى أن التغيير ممكن من خلال العمل المباشر والفوري، وهذا ما دفعه الى الانخراط في سلسلة من المشاريع التطوعية التي أصبحت محط أنظار المجتمع.

ويوصل العمران، الذي بات يعرف في الأوساط المحلية بمبادرته الملهمة، القيام بأعمال تطوعية لإصلاح الشوارع والمرافق العامة والجسور، حيث تمكن من تحقيق إنجازات ملموسة في عدة مناطق، ومنها إصلاح جسر الصليبخات المهمل الذي يؤدي إلى نادي الصليبخات لاسيما مع قرب بطولة كأس الخليج، ما يجعل من عمل العمران ليس مجرد تحسين للبنية التحتية، بل إسهام مباشر في دعم الفعاليات الرياضية الوطنية.

كما شملت مبادراته إصلاح طريق العبدلي والطرق الرئيسية الاخرى التي تعاني من الحفر، إضافة إلى تجميل نفق الجابرية الذي بات اليوم معلماً جميلاً بفضل جهوده التطوعية.

ولعل ما يميز العمران ليس فقط عمله في ترميم الأماكن العامة، بل تأثيره على الناس من حوله، حتى أصبحت مقولة "بو جراح يغيّر"، ليس مجرد شعار، بل أسلوب حياة، من خلال زرع روح التطوّع والمشاركة في نفوس المواطنين، حيث قال: إن عدد المتطوعين يتزايد في كل مرة ينظم فيها حملة جديدة، فالجميع بات يستمتع بهذه التجربة، ويتعلم أن العمل التطوعي لا يقتصر على تحسين المكان، بل يسهم في تحسين النفس والمجتمع.

ومن خلال هذه المبادرات، بات العمران مصدراً لنشر مفهوم التطوّع والمساهمة المجتمعية، وهو نموذج يحتذى به لكل من يريد أن يحدث تغييراً حقيقياً في مجتمعه.

وفي مبادرته الأحدث، رافقت "السياسة" العمران في تجميل الجسور على الدائري السادس، حيث أكد أن هذه المبادرة، التي تمثّل استمراراً لجهوده التطوعية، تهدف إلى إضفاء لمسة جمالية على الجسور التي تربط بين المناطق الحيوية في البلاد، وذلك عبر صبغها بألوان مميزة وجذابة.

وذكر العمران أنه يسعى من خلال مبادرة "صبغ الجسور"، إلى تحويل الطرق والجسور التي يستخدمها آلاف المواطنين يومياً إلى معالم جمالية.

وبين أن المبادرة فرصة لنشر رسالة مفادها أن الأماكن العامة ملك للجميع، ويجب أن نهتم بجمالها تماماً كما نهتم بجمال منازلنا.

وتحدث عن الأهمية الرمزية لهذه المبادرة، قائلاً: إن "صبغ الجسور ليس مجرد تحسين مظهر الطرقات، بل رسالة للأجيال القادمة أن العمل التطوعي يمكن أن يحوّل أي شيء إلى فرصة للإبداع والجمال".

كما أشار إلى أن صبغ الجسور لا يقتصر على الشكل الجمالي فحسب، بل يلعب دوراً في تقليل حوادث الطرق عبر تحسين الرؤية الليلية بفضل الألوان الزاهية المستخدمة، حيث إن هذه الألوان ليست عشوائية، بل تم اختيارها بعناية لتناسب كل منطقة وبيئتها المحيطة، ما يعزز الهوية البصرية للمكان.

وأكد العمران انه لن يتوقف عند هذا الحد، فقد بين أن لديه خططاً مستقبلية لتوسيع مبادراته لتشمل تجميل الطرق في جميع أنحاء الكويت، ومواصلة رحلته في إصلاح وتحسين الكويت بجهود تطوعية، حيث يرى أن التغيير يبدأ بالخطوة الاولى.

وذكر العمران أن هناك تعاونا مع العديد من الجهات الحكومية والخاصة لتنفيذ مثل هذه المبادرات المجتمعية.

وخلال جولة "السياسة"، لاحظنا كيف تفاعل المتطوعون الذين شاركوا في أعمال الصبغ، بعضهم كان يقوم بتنظيف الجسور قبل عملية الصبغ، والبعض الآخر كان يتعاون في إتمام الصبغ بطريقة احترافية، حيث كان التفاعل المجتمعي مع هذه المبادرة يعكس نجاح العمران في خلق ثقافة العمل التطوعي.

من جانبه، قال المتطوع علي الملا: "عندما رأيت العمران يغيّر الطرقات ويحول الأماكن المهملة إلى معالم جميلة، شعرت بأنني يجب أن أكون جزءاً من هذا التغيير، مضيفاً أن الأمر ليس فقط عن صبغ الجسور، بل عن شعورك بأنك تسهم في تحسين وطنك".

آخر الأخبار