أمير قطر: لن نتوانى عن دعم المسيرة الخليجية ودفع العمل المشترك

أعلن تعديلات دستورية والعودة لتعيين مجلس الشورى

الدوحة، عواصم - وكالات: أكد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد أن بلاده تولي اهتماماً خاصاً للعلاقات مع الأشقاء في الخليج ودفع مسيرة التكامل بينهم، مشدداً لدى افتتاحه دور الانعقاد العادي الرابع من الفصل التشريعي الأول الموافق لدور الانعقاد السنوي الـ53 لمجلس الشورى أمس، على أنه في ظل رئاسة قطر للدورة الحالية لمجلس التعاون الخليجي فإنها لم تدخر جهدا مع أشقائه قادة دول مجلس التعاون لدعم المسيرة الخليجية ودفع العمل المشترك بما يلبي طموحات شعوب دول مجلس التعاون.

وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية، أكد أمير قطر الحرص دوما على إقامتها على ثوابت أساسية ومبادئ مستقرة تحقق الاهداف والمصالح الوطنية وتتفق مع القيم وتعكس الانتماء الإسلامي والعربي والخليجي، وتفي بالتزامات قطر الدولية وشراكتها الفاعلة مع المجتمع الدولي في مواجهة التحديات العالمية بما يحقق الخير للبشرية جمعاء، منوها إلى أنه فيما عدا الموازنة بين القيم والمبادئ والمصالح فإن السياسة الخارجية ترتكز أيضا على "الواقعية السياسية والتقدير الواقعي لما يمكن أن نقوم به، ونحن نتبع نهج الحوار والديبلوماسية الوقائية وندعم الحلول السياسية التوافقية وتسوية النزاعات بالطرق السلمية ونضطلع بالوساطة حين يكون ذلك ممكنا ما يتطلب المرونة اللازمة لأداء هذا الدور".

وقال إن "القضية الفلسطينية تظل في مقدمة أولوياتنا، فلقد مر عام على العدوان الوحشي على أهلنا في غزة والضفة الغربية، عام من التدمير وجرائم الإبادة الجماعية في ظل استمرار عجز وتقاعس المجتمع الدولي عن وقف الحرب البشعة التي انتهكت القيم التي تجمع الإنسانية والمواثيق والأعراف الدولية والشرائع الدينية"، مضيفا أن الاحتلال الإسرائيلي يستغل فرصة تقاعس المجتمع الدولي وتعطيل مؤسساته وإحباط قراراتها، لتنفيذ مخططات استيطانية خطيرة في الضفة الغربية وتوسيع عدوانه إلى لبنان، قائلا "وقفنا وما زلنا نقف مع أشقائنا في فلسطين وطالبنا مؤسسات المجتمع الدولي بوقف العدوان والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة ورفع الحصار الظالم عن الشعب الفلسطيني".

وأكد أن الدمار لن يجدي مع الشعب الفلسطيني الصامد المتمسك بحقوقه المشروعة ولن يكون أمام الاحتلال بعد كل هذا القتل والتدمير سوى الانصياع لما توافق عليه المجتمع الدولي في حل الدولتين وفقا لقرارات الشرعية الدولية والالتزام بتنفيذها، موضحاً أن قطر بذلت وما زالت تبذل جهوداً مكثفة مع شركائها لوقف إطلاق النار ونجحت في التوصل لاتفاق الهدنة الذي تم تنفيذه في نوفمبر الماضي، مؤكداً الاستمرار في بذل كل الجهد للوصول إلى اتفاق ينهي الحرب ويوقف نزيف دماء الاشقاء في فلسطين وإيصال المساعدات لهم ويطلق سراح الأسرى والمعتقلين.

وجدد الإدانة للغارات الجوية والعمليات العسكرية التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد لبنان والتي أودت بأرواح الآلاف من المدنيين وتهجير نحو مليون مواطن، محذرا من التصعيد الخطير للعدوان الإسرائيلي الذي تتسع رقعته يوما بعد يوم ومن عواقبه على دول الجوار والمنطقة، قائلا إن المخرج الأسهل والأسلم لوقف التصعيد على الحدود مع لبنان كان وقف حرب الإبادة على غزة الذي تطالب به غالبية البشرية، ولكن الاحتلال الإسرائيلي اختار عن قصد توسيع العدوان لتنفيذ مخططات معدة سلفا في مواقع أخرى مثل الضفة الغربية ولبنان لأنه يرى أن المجال متاح لذلك، داعيا إلى وقف العدوان على لبنان وإلى تنفيذ القرارات الدولية بما في ذلك قرار مجلس الأمن رقم 1701 لعام 2006.

على صعيد آخر، أعلن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد أن مجلس الوزراء انتهى من إعداد مشروع تعديلات دستورية وتشريعية فيما سيجري طرحها للاستفتاء بعد موافقة مجلس الشورى، قائلا إن مجلس الوزراء انتهى من إعداد مشروع تعديلات دستورية وتشريعية "وانطلاقاً من مسؤوليتي وواجبي تجاه وطني وشعبي لما فيه الخير في الحاضر والمستقبل، فقد ارتأيت أن التعديلات تحقق المصلحة العليا للدولة وتعزز من قيم العدل والمساواة في الحقوق والواجبات بين أفراد المجتمع القطري.

وأضاف أنه وجه بإحالة مشروع التعديلات الدستورية بما فيها العودة إلى نظام تعيين أعضاء مجلس الشورى إلى المجلس لاتخاذ اللازم بشأنها وفقا لأحكام الدستور، فيما سيتولى مجلس الوزراء اتخاذ الإجراءات اللازمة بشأن التعديلات المقترحة على القوانين.