زين وشين
ماذا يعني للحكومة كلها، ولوزارة الداخلية والإدارة العامة للمرور 54 الف مخالفة في ثمانية ايام؟
رقم مرعب يجب التوقف عنده طويلاً، ولكي نكون صادقين مع انفسنا، ونتحدث بواقعية، ونفكر جدياً بهذه الارقام الفلكية للمخالفات، لا بد ان نعترف قبل كل شيء ان هناك فوضى مرورية، وهي السبب بارتفاع المخالفات إلى هذا الحد المخيف!
نعم هناك فوضى مرورية، وسوء ادارة، شجعت المقيم والمواطن على ارتكاب كل تلك المخالفات، ومجلس الوزراء هو السبب ممثلاً بالمرور، فقد ترك الحبل على الغارب، وسمح للمحسوبية، والواسطة، والأمور الأخرى، وتهاونوا بشروط الفحص الفني، ودخلت الرشاوى، والمحسوبيات، والفوضى باستخراج رخص القيادة، فاختلط الحابل بالنابل، حتى بات مطلوباً من مستخدم الطريق ان يقود سيارته، وينتبه للسيارة الاخرى، بل يقود نيابة عن السائق الاخر الذي لا يتوانى عن أن يخرج بوجهك من شارع فرعي، او يصر على السير في الحارة اليسرى، ويسير ببطء ليعرقل حركة السير، هذا إذا لم تتعطل سيارته المستهلكة، والتي يستخدمها لنقل الركاب بمخالفة صريحة لقانون المرور!
بماذا تفسر سؤال المقيم، خصوصا من جنسية معينة، للمواطن "تعرف أحد بالمرور"؟
جواب هذا السؤال هو أس المشكلة، فالمهم ان القصة قصة سنوات طويلة من الفوضى، وضعف القبضة الامنية، وانتشار الفساد والرشاوى، والواسطة، كل تلك التراكمات أوصلت الامور إلى هذا الحد، بل من المحتمل ان تصل إلى اكبر من ذلك ما لم تستعاد هيبة الدولة، وتقوى القبضة الامنية.
نقول لمن بيدهم الأمر، من دون مجاملة: انقلوا كل ضباط وأفراد المرور إلى المخافر، واستبدلوهم بالأقوياء الأمناء، ان كنتم تريدون الإصلاح، فقد عشش بعضهم في المكاتب، وداخل الكسل، وعدم المبالاة البعض الآخر، وترك الشارع يعج بالفوضى والاستهتار، حتى وصلت المخالفات الى هذا الرقم المخيف، وفي مثل هذه الحال اللوم الاول على المرور، وليس على المواطن او المقيم، اسألوهم ما الذي جعل رقم المخالفات يرتفع إلى هذه الدرجة؟ وحاسبوهم قبل ان تحاسبوا مستخدم الطريق او سائق السيارة.
بصراحة المشكلة في المرور، وليست في الناس، فلن يعلق وسام البطولة رجل المرور الاول الذي وصلت المخالفات بعهده إلى هذا الحد!
بالمناسبة نعرف نحن الجواب جيدا: خلهم يقولون اللي يبون، واحنا نسوي اللي نبي...زين.