اجتماع عسكري إسرائيلي بمقر قوة "الرضوان" بالجنوب
بيروت، عواصم - وكالات: فيما كثّف جيش الاحتلال الإسرائيلي ضرباته على لبنان براً وبحراً وجواً، تقدم لبنان بشكوى جديدة إلى مجلس الأمن الدولي ضد الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة، وقال جيش الاحتلال إن قواته البحرية ضربت عشرات الأهداف التابعة لحزب الله في جنوب لبنان بالتعاون مع القوات البرية، فيما شنت طائراته غارات على مناطق متفرقة أبرزها الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت ومدينة النبطية، مما أسفر عن وقوع قتلى، وأصدر مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة في لبنان بيانا أعلن فيه أن الغارة الإسرائيلية على مبنيي بلدية النبطية واتحاد بلدياتها، أدت إلى مقتل ستة أشخاص وإصابة 43 بجروح، فيما لا تزال أعمال رفع الأنقاض مستمرة، وقال مصدر أمني إن قتلى الغارة هم رئيس بلدية النبطية أحمد كحيل، بالإضافة إلى عدد من أعضاء وموظفي البلدية، موضحاً أن المقاتلات الإسرائيلية شنت نحو 15 غارة عنيفة على مدينة النبطية، وقالت محافظة النبطية هويدا الترك إن 11 غارة إسرائيلية طالت بشكل رئيسي مدينة النبطية، مشكِّلة ما يشبه حزاما ناريا.
من جانبه، زعم الناطق باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي أن طائرات سلاح الجو بتعاون مع القيادة الشمالية، شنت سلسلة غارات استهدفت عشرات الأهداف لحزب الله في منطقة النبطية، بينها مبان ومقرات قيادة عسكرية ومستودعات أسلحة زرعها "حزب الله" بجوار مباني مدنية مستخدماً السكان دروعاً بشرية، على حد قوله، مضيفاً أن قوات الفرقة 91 تعمل ضد بنى إرهابية لحزب الله في جنوب لبنان، حيث داهمت على مدار الأيام الأخيرة شبكة من فتحات الأنفاق وبنى تحتية تحت الأرض شملت أماكن للمكوث والتزود وعثرت داخلها على الكثير من الوسائل القتالية.
وفوق العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية، خرقت طائرات إسرائيلية جدار الصوت على دفعتين بشكل عنيف حيث تردد الدوي في أنحاء عدة فوق العاصمة بيروت، وذلك بعد ثلاث غارات استهدفت في وقت مبكر من الصباح مجمعاً سكنياً في حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت، بعيد إنذار أصدره الجيش دعا فيه إلى إخلاء مبنى في المنطقة، وقال شهود إن غارة إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت في ساعة مبكرة للمرة الأولى منذ أيام.
وبينما دوت صافرات الإنذار في منطقة الجليل الأعلى وتم رصد طائرتين مسيرتين اخترقتا المجال الجوي من لبنان، أعلن "حزب الله" استهداف دبابة ميركافا في محيط بلدة راميا بصاروخ مُوجّه وأوقعوا طاقمها بين قتيل وجريح، فيما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن نائب رئيس الأركان أمير برعام عقد اجتماعا عسكريا في مجمع تحت الأرض، عثر عليه مؤخرا جنود اللواء الثامن بالتعاون مع جنود وحدة ياهالوم التي داهمت المنطقة، ويعتبر مركز قيادة قوات "الرضوان" التابعة لـ"حزب الله" في جنوب لبنان، وأجرى تقييما للوضع مع قائد الفرقة 91 شاي كلابر وقائد اللواء الثامن دوري سار، وتحدث مع الجنود، قائلا: "منذ سنوات، استعدت الفرقة 91 وقيادة الشمال للدفاع والاحتواء ضد ما أسماه حزب الله غزو الجليل. إنه لأمر قوي ومثير للفخر أننا نعمل الآن في المنطقة التي خططوا لمهاجمتنا منها، وتفكيك بنيتهم التحتية وخططهم"، مضيفا "هذه هي الطريقة التي ينبغي أن يتم بها الأمر، لا توجد طريقة أخرى لمواصلة العمل، الذي سيكون له تأثير لسنوات قادمة علينا وعلى الشرق الأوسط".
في المقابل، أعلنت وزارة الخارجية اللبنانية أنها قدمت شكوى إلى مجلس الأمن حول الاعتداءات الإسرائيلية، مشيرة إلى أن الشكوى تدين خرق إسرائيل سيادة لبنان وتستهدف المدنيين والمسعفين، موضحة أن لبنان أدان في الشكوى استمرار إسرائيل في خرقها لسيادته بحراً وبراً وجواً، واستهدافها مراكز الجيش اللبناني وهيئات الإسعاف والإغاثة والمدنيين غير المشاركين في الأعمال الحربية بقصف عشوائي للمدن والقرى، على غرار ما حصل في بلدة أيطو ومنطقتي النويري ورأس النبع وغيرها من المناطق، حيث سقط مئات القتلى والجرحى من المدنيين، إضافة الى استهدافها محطات نقل المياه ومعبر المصنع الحدودي، وشنها غارات على محيط قلعة بعلبك المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونيسكو وعلى سوق النبطية التاريخي.
كما أدان لبنان انتهاج إسرائيل سياسة التصفية والاغتيالات الممنهجة عبر الغارات الجوية المباغتة في المدن والقرى والأحياء المأهولة بالسكان، دون أي اكتراث بحياة المدنيين، لافتا إلى أن إسرائيل تحاول بالقوة وبالوسائل العسكرية العدائية فرض رؤيتها للأمن في المنطقة ضد سيادة وأمن وسلامة دول المنطقة وشعوبها، متذرعةً بمزاعم غير مبنية على أي دلائل أو براهين تثبت السردية التي تتبناها، خصوصا لجهة ادعائها الدفاع عن النفس.