الجمعة 18 أكتوبر 2024
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 د.خالد عايد الجنفاوي
كل الآراء

الحَزْم يُدِيمُ نِعْمَة الأمْن

Time
الخميس 17 أكتوبر 2024
View
10
د.خالد عايد الجنفاوي
حوارات

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُم"(النساء 59).

يشير الحَزْم، في هذه المقالة، إلى ضبط الأمور، والحنكة في اتخاذ القرارات المصيريّة، التي تضمن وتحفظ "الأمْن"، وتحمي النفوس والأعراض من أشرار الناس.

ويماثل الأخذ بالحَزم في الحفاظ على الأمن، الداخلي والخارجي والقومي، للدول، سعي الإنسان العاقل في الحفاظ على نِعْمَة الأمن التي يعيشها في حياته الخاصة، والعامة في مجتمعه.

ومن دلائل مساهمة الحَزْم في إدامة نِعْمَة الأمْن، نذكر ما يلي:

-اتخاذ القرارات الحازمة يحافظ على الأمن: قالت العرب القدماء عن الحَزْم: "العاقل يحسم الداء قبل أن يبتلى به، ويدفع الأمر قبل أن يقع فيه"، "واحزم الحزم سوء الظَّن بِالنَّاس".

وقال الشاعر الأندلسي الأبيوردي: "مَنْ أغْفَلَ الحَزْمَ أدْمى كَفَّهُ نَدَما، واسْتَضْحَكَ النّصْرَ مَنْ أبْكى السّيوفَ دَما، فالرّأيُ يُدْرِكُ ما يَعْيَى الحُسامُ بهِ، إذا الزّمانُ بِذَيلِ الفِتْنَةِ الْتَثَما".

وما يصلح للفرد في سعيه إلى الحفاظ على أمنه وإطمئنانه يصلح للمجتمع أيضاً، ولقد قيل في السابق: "وَلَستَ بِمَأخوذٍ بِلَغوٍ تَقولُهُ، إِذا لَم تَعَمَّد عاقِداتِ العَزائِمِ" (الفرزدق).

-مساهمة الفرد في حماية الأمن الدَّاخِلِيّ والخارجيّ لوطنه: يستلزم على المواطن المخلص لوطنه، وقيادته الحكيمة، أن يكون عوناً لوطنه عن طريق تعاونه التام، والمستمر مع الجهات الأمنية للحفاظ على أمن المجتمع.

وأفضل نوع من المساهمة في الحفاظ على الأمن، الداخليّ والخارجيّ، للوطن هو إيفاء المواطن بكامل واجباته الوطنية، وتقيّده بكامل مسؤولياته، الاجتماعية والوطنيّة.

-نِعْمَة الأمْن لا تقدّر بثمن: يصعب وضع قيمة معينة للأمن الفردي، والاجتماعي، والوطني في عالم اليوم المضطرب، فهي نِعْمَة عظمى يشعر بها العقلاء والأسوياء، نفسيًّا وأخلاقيًّا.

وستجدهم الأحرص على إدامة هذه النِعْمَة عن طريق الاعتراف المستمر بها، وبأهميتها، وشكرها عبر عدم التفريط بها، سواء في الحياة الخاصة أو العامّة.

-الحَزْم ورباطة الجأش: يحتاج تطبيق الحَزْم تجاه الصعوبات المتكرّرة التي تهدّد الشعور بالأمن في الحياة الشخصية ثباتاً تاماً للقلب، وباتخاذ القرارات المصيريّة الحازمة التي تميِّز بين ما هو حقّ وما هو باطِل.

كاتب كويتي

DrAljenfawi@

آخر الأخبار