الجمعة 18 أكتوبر 2024
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 أحمد الدواس
كل الآراء

قَصصٌ عن حكم الطغاة المستبدين

Time
الخميس 17 أكتوبر 2024
View
70
أحمد الدواس
مختصر مفيد

في إفريقيا اعتمر إمبراطور جمهورية إفريقيا الوسطى تاجاً مرصعاً بالألماس، قُدر ثمنه بخمسة ملايين دولار، لكن هذا الثراء، والظلم لم يدم طويلاً، فقد اطيح حكمه في عام 1979.

وفي الفلبين هرب الرئيس ماركوس وزوجته إميلدا من بلادهما في عام 1986 بعد انتفاضة شعبية ضدهما، وفي قصرهما وجد المتظاهرون ملابس فاخرة، وألف حقيبة يد نسائية، و1060 زوج حذاء لزوجته إميلدا التي عملت منها متحفاً للأحذية.

ثار شعب رومانيا ضد الديكتاتور الشيوعي نيكولاي تشاوشيسكو، الذي أُصيب بجنون العظمة، ونهب خلال حكمه ثروات البلاد بينما كان شعبه يرزح بالفقر، وفي أواخر عام 1989 خرجت مظاهرات، أيدها الجيش، فارتفعت الروح المعنوية للشعب، وحاصرت الحشود قصره، ما أصاب تشاوشيسكو بالرعب فاضطر للهرب من الممرات السرية لقصره، وبواسطة طائرة هليكوبتر حطت به هو وزوجته خارج المدينة.

لكن بعض الفلاحين قبض عليه، وسلموه الى السلطة التي عقدت له محاكمة سريعة هو وزوجته استغرقت ساعتين، أمام كاميرات التلفزيون، وحكم عليه بالإعدام بتهم ارتكاب جرائم ضد الدولة، والإبادة الجماعية، وتدمير الاقتصاد الروماني، وكان قبل وفاته قد بنى قصراً له مؤلفا من ألف غرفة، وحتى يبني هذا القصر اُضطر إلى هدم مناطق بأكملها في العاصمة بوخارست.

وفي آسيا الوسطى ظهرت أنظمة مكروهة في كازاخستان وطاجيكستان وتركمنستان، وعند تحرير العراق والإطاحة بنظام صدام حسين في عام 2003 اكتشفت حقائب مليئة بملايين الدولارات مع صناديق السيغار الكوبي الفاخر، في قصور صدام وأبنائه عدي وقصي، مع دور خاصة للسينما، وأحواض تسبح فيها الدلافين.

أما كوريا الشمالية فنظامها قمعي الى درجة فظيعة، إذ يهتم بصنع الصواريخ، ولا يقيم وزناً لأحوال الشعب، ولما تفشى فيها الفقر والمجاعة، أمر الرئيس شعبه أكل الكلاب، مع جرائم ضد الإنسانية كالتعذيب والقتل، إذ أمر الرئيس بإعدام وزير لأنه شعر بالنعاس في اجتماع رسمي، ولما حدثت فيضانات في البلاد قررالرئيس إعدام بعض المسؤولين لأنهم فشلوا أمام كارثة الفيضانات، التي أسفرت عن موتى وتشريد الآلاف.

وأساء رئيس زمبابوي السابق روبرت موغابي الى شعبه، رغم ان البلاد غنية بالمعادن الثمينة، فقد اتصف حكمه بالفساد الحكومي والتعذيب، وتصفية الخصوم السياسيين، والتلاعب بأصوات الشعب أثناء الانتخابات، كما دمر اقتصاد بلاده وأساء الى معيشة الشعب.

ولتوضيح الصورة بأسلوب اقتصادي مبسط نتخيل ان المواطن في زمبابوي يتهيأ للخروج من منزله، وفي ذهنه ان سعر السلعة ثلاثة دنانير، وما ان يخرج من منزله حتى يكون سعرها قد وصل في السوق الى ثلاثة دنانير ونصف الدينار، وبعد ان تُقله سيارته يكون سعرها قد ارتفع الى اربعة دنانير، وما إن يقف في السوق حتى يكون سعرها قد بلغ خمسة دنانير، هذا هو مايُسمى بـ"التضخم المُفرط "، فالسعر كان ثلاثة دنانير، لكنه يزداد في ساعات النهار.

فالأسعار ترتفع كل ساعة بدلاً من كل يومين أو ثلاثة، أي ترتفع ونحن نتحدث أنا وأنت الآن، فأصبح رغيف الخبز الواحد يكلف 100 ألف دولار زمبابوي ( أي 230 فلساً كويتياً ) ثم بلغ 100 تريليون دولار زمبابوي، لأن هذه العملة لا قيمة لها.

التضخم الهائل في زمبابوي جعل الشحاذ يرفض قبول بليون دولار زمبابوي، تدمير الاقتصاد بهذه الصورة جعل الخريجين باعة في الشوارع، هذا شيء مخيف ولا شك.

السبب في هذا ان نقص الدولار الأميركي جعل البائع يرفع سعر سلعته بالعملة المحلية كأنه يريد التعويض، فارتفعت نسبة التضخم بشكل هائل، وحدثت مضاربة على الدولار ما ساعد على خروج مزيد من الدولارات من البلاد، وأخذ الناس يعانون من صعوبة المعيشة والفساد الحكومي، والقحط، والصراع السياسي، ومعدل بطالة بلغ 90 في المئة، ثم سادت توقعات باحتمال اندلاع حرب أهلية أو انقلاب عسكري، ثم حدث انقلاب عسكري في نوفمبر 2017 أطاح النظام القائم، هذه فقط بعض الأمثلة.

نحن بنعمة وخير في بلدنا الكويت، ولن نعرف قدرها إلا بمقارنة وضعنا بظروف الآخرين.

[email protected]

آخر الأخبار