الشمري: التسمية عند العرب لها فلسفتها ودلالاتها

خلال محاضرة نظمت في الموسم الثقافي لرابطة الأدباء

ألقى الباحث عبدالله الشمري في محاضرة بعنوان "فلسفة التسمية عند العرب"، خلال الموسم الثقافي لرابطة الأدباء الكويتيين، وأدارها محمد الفارس.

وفي السياق، قال الشمري "إن أوراقي التي أعددتها لهذه المحاضرة هي في الأصل مجموعة قصاصات وأفكار جمعتها وأنوي تقديمها للجامعة لتكون رسالتي للماجيستير، فقدمت هذا الموضوع مقترحا لي، لكنه رفض وبقيت هذه القصاصات والأفكار عندي فرتبتها اليوم، واختصرت ما اختصرت واجتهدت لتقديمها لكم بصورة شيقة ماتعة".

وأضاف: "العرب منذ جاهليتهم اعتنوا بالتسمية، فلم تكن تسمية العربي لابنه أو دابته أو حتى بعض آلاته اعتباطية، بل كان ينتقي الاسم بعناية وفن، والعرب اهل فصاحة وبيان وذائقة وحس عال، ووعي ودراية لأهمية هذه المسألة. فلو نظرنا بلمحة سريعة خاطفة الى أسمائهم فسنجد تنوعا في الحقول التي استقوا منها أسماءهم، لتتنوع دلالات هذه الأسماء بين القوة والجمال والتفاؤل والامل، والمبالغة الحسنة في ذلك، بل وقد تكثر أسماء المعنى الواحد فيسمونه بأكثر من اسم تعظيما له ولما يحمله من معان: كالأسد: ليث، وهزبر، وغضنفر، وعروة، أما والسيف: الحسام، المهند، المصقول، الفيصل، والموت: الهلاك، المنية، والحتف، والردى.

وأكد الشمري بأن الاسم هو الهوية الأولية للشخص، فأول ما تتعرف على الاسم، وربما قبل حتى أن تلتقيه، أو بعد اللقاء، أول سؤال تسأله إياه ما اسمك؟ وأول ما سيعرفه عنك هو اسمك فتعرف بنفسك اسمي فلان! ومن خلاله قد نتعرف على العرق والديانة وربما الطبقة الاجتماعية التي ينتمي لها. وبين الشمري وقال "وفي موضوعي هذا - وانا متخصص في اللغة العربية - تناولت دراسة التسمية – تسمية الأبناء- دلاليا وثقافيا على ضوء علم اللغة الاجتماعي، فهي وان كانت عملية فكرية ونتاج عقلي، إلا أنها قبل كل شيء عملية لغوية، فكل تسمية هي في الأصل استعارة، استعارة لفظ معروف مسبقا لمعنى ما ومفروض على بعض الأشياء والموجودات حولنا، واعطائه لمدلول اخر".

الأسماء بنت اللغة

وخلال المحاضرة تناول الشمري مذاهب التسمية عند العرب موضحا: باختصار وايجاز أن أتناول بعض أسماء العرب بلمحة سريعة، لنتعرف على بعض مذاهبهم ونتوصل إلى فلسفتهم في التسمية، ونمشي على خط زمني من الجاهلية الى اليوم، ونتأمل الأثر الحضاري والديني والاجتماعي والثقافي في تغيير مفاهيم الناس وحسهم وذوقهم ورغباتهم. وحول التسمية في الوقت الحاضر قال الشمري "والاسماء بنت اللغة تتغير وتتجدد، فمع كل تغير وتطور حضاري تظهر عندنا مصطلحات جديدة وأسماء جديدة أيضا والناس دائما تبحث عن التميز والتفرد". وختم قوله " إن دراسة فلسفة التسمية واسعة جدا – أسماء الناس وأسماء المدن والمحلات التجارية - ويمكن تناولها لغويا على عدة مستويات، صرفيا وصوتيا ودلاليا، او في تخصصات علم الاجتماع وعلم النفس، ومثل هذه الدراسات من تزودنا بمعارف جديدة عن أنفسنا ومجتمعاتنا وثقافتنا".

جانب من الحضور