الأربعاء 15 يناير 2025
17°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 صالح بن عبد الله المسلم
كل الآراء

الشرق الأوسط الجديد

Time
السبت 19 أكتوبر 2024
View
110
صالح بن عبد الله المسلم

تشهد المنطقة انفلاتاً كبيراً منذ أكتوبر العام الماضي، وحرب غزة امتداداً لما وصلنا اليه من حرب إسرائيلية - إيرانية زعزعت المنطقة بأكملها، مما يوحي ان حرب الاستنزاف مستمرة، وان إسرائيل ومن خلفها الداعمون الأقوياء لها عالمياً عازمون على تغيير خارطة الطريق، والمشهد الجيوغرافي في المنطقة، وهيكل الشرق الأوسط، والقضاء على اذرع ايران، ورُبما تغيير النظام بأكمله، وإعادة رسم الصورة الجديدة للشرق الأوسط.

هكذا هي الأمور، وبوادر مجريات الاحداث مُنذ حرب غزة، واغتيال رئيسي، ومن ثم هنية ونصرالله، وقادة حزبه، والسنوار.

هُناك تكهنُات مُستمرة حول إمكانية شن إسرائيل ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية، خصوصا مفاعلي "نطنز" أو "فوردو". إسرائيل تعتبر البرنامج النووي الإيراني تهديداً وجودياً، إذا تمكنت إيران من تطوير سلاح دمار شامل، وقد سبق لها تنفيذ عمليات تخريبية، واغتيالات استهدفت علماء إيرانيين.

أي ضربة عسكرية ستكون معقدة بسبب انتشار المواقع النووية الإيرانية، وحمايتها بتكنولوجيا دفاعية متقدمة، بالإضافة إلى التداعيات، السياسية والعسكرية، التي قد تؤدي إلى تصعيد إقليمي كبير.

المجتمع الدولي، بما فيه الولايات المتحدة، يحاول تجنب هذه السيناريوهات عبر الجهود الديبلوماسية، واذا اقدمت إسرائيل على ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية، يمكن أن تؤدي الى سيناريوهات عدة، وتصعيد واسع، اما عبر رد إيران وحلفائها، واما تصعيد إقليمي بمعنى اندلاع حرب شاملة تشمل لبنان، سورية، والعراق، ممل يُؤدي الى تعطل إمدادات النفط (استهداف مضيق هرمز قد يرفع أسعار النفط ويضر بالاقتصاد العالمي).

الضربة ستكون محفوفة بالمخاطر، وقد تثير صراعاً يمتد خارج حدود إسرائيل وإيران.

الوضع الداخلي الايراني يعاني من تحديات كبيرة، تشمل أزمات اقتصادية وسياسية، مما يعمّق الاستياء الشعبي، فأكثر من نصف سكان البلاد يعيشون تحت خط الفقر، وتفاقم التضخم وانخفاض قيمة العملة الوطنية، زاد من معاناة العائلات في تلبية احتياجاتها الأساسية.

نظام طهران يواجه صعوبة في تهدئة الشارع؛ فبدلاً من تركيز جهوده على معالجة هذه الأزمات، يستمر في توجيه موارده نحو سياسات خارجية، ودعم حلفائه في المنطقة، مثل "حزب الله" والحوثيين، مما يزيد من التوتر الداخلي، هذا التوجه يزيد من النقمة الشعبية على الحكومة التي تتهم بإهمال احتياجات المواطنين الأساسية.

إلى جانب التحديات الاقتصادية، هُناك ترقب داخلي بشأن خلافة المرشد الأعلى علي خامنئي، خصوصا أن ابنه مجتبى، المدعوم من الحرس الثوري، يُطرح كمرشح بارز، وهذا السيناريو يثير قلقاً بين بعض رجال الدين والمواطنين، الذين يعارضون استمرار سيطرة النظام الديني والعسكري على السلطة.

كل هذه العوامل تجعل الداخل الإيراني هشاً، وأي تصعيد إقليمي، مثل حرب محتملة مع إسرائيل، قد يشعل مزيداً من الاحتجاجات ويزيد من الضغوط على النظام، مما يهدد استقراره في المستقبل القريب، إذا لم يعالج هذه الأزمات بفعالية.

مسألة الحوثي معقدة نوعاً ما، لكن استمرار الضغوط العسكرية قد يضعف الجماعة، ويجبرها على قبول تسوية سياسية.

في حال نجاح مفاوضات السلام، قد يتم دمج الحوثيين في نظام حكم يمني جديد، مما يحد من نفوذهم العسكري.

باختصار، القضاء الكامل على الحوثيين عسكرياً يبدو صعباً، لكن احتواء نفوذهم ممكن عبر مزيج بين الضغوط العسكرية والحلول السياسية.

التحركات، واللقاءات التشاورية، والرحلات المكوكية لقادة العالم هي محاولة اخراج، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وتجنيب المنطقة ويلات الحروب والدمار، وإعادة لبنان الى الصف العربي، والتفاوض الإسرائيلي -الإيراني حتى ولو كانت بشروط إسرائيلية.

كاتب سعودي

آخر الأخبار