حوارات
"وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ" (الحشر 10).
تشير سلامة الصَّدر، في هذه المقالة، إلى نقاء القلب من الغلّ والحقد الكامن تجاه المسلمين الآخرين، ونظافته من الحسد والكره المرضي، والتنافس الأناني، وبراءته من الضّغينة ضدّ من هو أفضل أخلاقاً، أو أكثر نجاحاً في حياته الشخصية.
ومن بعض علامات سلامة صدر الإنسان، وبعض أسبابها، نذكر ما يلي:
العلامات: البِشْر، وهي سمة تشير إلى لطف الطبع وطلاقة الوجه والبشاشة، وستجد سليم الصّدر مبتسماً عند لقائه الناس، لا سيما في المناسبات الاجتماعية، وتلاحظه ودوداً، ومحبوباً من أغلبية من يحتك بهم، بسبب ارتياح نفوسهم إليه.
ومن أبرز علامات سلامة الصَّدر في الحياة اليومية، بركة الرِّزق، وصلاح الأبناء، والسمعة الطيّبة بين الأهل والجيران والأصدقاء والمعارف.
ويمتنع سليم الصّدر عن الغيبة، والنميمة، والكذب في حياته الخاصّة والعامة، ويتمنّى الخير لكل المسلمين، وينأى بنفسه عن التطرّف الطائفي، والقبلي، والفئوي، لأنه ينظر إلى الآخرين كأفراد مساوين له في الحقوق وفي الواجبات الأخلاقية والدينية، ويندر ألّا يكون أصدقاؤه سوى من سليمي الصّدور، فأرواح هذا النوع من الأسوياء نفسياً والمستقيمين أخلاقياً، تتآلف وتتوالف.
وستجد سليم الصّدر مخلصاً لوطنه الذي ولد وتربّى وعاش فيه عيشة كريمة، وهو بالطبع لا ينكر فضل مجتمعه، ولا يوالي بلداً آخر سوى وطنه.
-أسباب سَلَامَة الصَّدْر: يمثّل ترسّخ الصلاح والاستقامة الأخلاقية في قلب الإنسان، منذ الصغر أبرز أسباب سلامة صدره، ولإختلاط المرء بالأفراد الصالحين في مجتمعه.
وبسبب تلقّيه لتربية أسريّة صالحة على أيادي والدين صالحين، وبسبب إخلاصه في عبادة ربّه، و لتخلّقه بخلق القرآن الكريم، ولتطبِّعه منذ الصغر على الصدق والأمانة، وحسن الأخلاق، وبسبب استمرار المرء المسلم في قراءة القرآن الكريم، والتمعّن في معانيه النبيلة، لا سيما ما ترتبط بالشخصية الإسلامية الأخلاقية المثالية.
كذلك بسبب رضى الإنسان باليسير من الرِّزق، ولنقاء قلبه من الطمع، والحرص الشديد على ملذّات الدنيا، ولغضّه بصره وسمعه، وحبسه لسانه عن النطق بكلام الفحش، ولشكره للنِّعَم، وتحصينه لها بحسن استعمالها.
كاتب كويتي
DrAljenfawi@