اختلاط الأنساب

زين وشين

هناك موضوع في غاية الاهمية، قد يكون غائباً عن اذهان كل من يعارض فتح ملف الجناسي، وكشف التزوير، واهمية النظر والتدقيق بكل الملفات، بل حتى المؤيدين لهذه الاجراءات لم يتنبهوا إلى هذا الموضوع المهم، ألا وهو موضوع اختلاط الأنساب!

عندما ينتمي أحدهم بالتزوير إلى قبيلة ليست قبيلته، او يضيف إلى اسمه الف لام التعريف للاسم الاخير، من دون وجه حق، او دليل، وينتمي إلى اسرة ليست أسرته، او قبيلة ليست قبيلته، فما الذي سوف يحصل مع مرور الوقت؟

سوف يختلط الحابل بالنابل، وقد تحصل زيجات غير متكافئة، ينتج عنها أولاد، ثم ينكشف المستور او يظهر التزوير، او قد تسحب الجنسية!

البعض يقول اننا في الكويت يعرف بعضنا بعضه، ونعرف الاصلي من التقليد، ومن لا يعرف يسأل ويجد من يرشده. كل هذا الكلام صحيح بالنسبة للجيل الحالي، لكن ماذا عن الجيل القادم، هل سوف يجد احدنا من يرشده؟

مسألة اختلاط الأنساب مسألة مهمة، لا يجب إغفالها في مواضيع التزوير، وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "من انتسب إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين".

وقد اجمع العلماء على ان انتساب المرء لقبيلة غير قبيلته، او عائلة ليست عائلته، قد تولى غير مواليه، ويشمله الحكم الشرعي نفسه، وللعلم ان الجيل عند علماء النسب يساوي 35 سنة، وكل التزوير واللخبطة التي حصلت في ملفات الجنسية، حصلت في مرحلة الفوضى بعد التحرير، ما يعني أنه مضى عليها جيل كامل، قد ينتج عنه اختلاط بالأنساب لا تحمد عقباه.

لذلك فالإجراءات الحالية، حتى وان جاءت متأخرة جدا، إلا انها ضرورية جدا لحماية المجتمع من آثار التزوير والمزورين، وبالتالي حماية الاجيال القادمة من اختلاط الأنساب، الأمر الذي يهدد كيان الدولة كلها، خصوصا حين يسند الأمر الى غير اهله على المدى البعيد...زين.