نون النسوة

نحن نون النسوة لنا حرف يميزنا دوناً عن بقية الأحرف، وذلك لعظم شأننا، رغم تغييبنا لسنوات مضت، وجعلنا خلف الأضواء، بعكس الرجل الذي استحوذ على كل شيء، حتى المهمات النسائية، من طبخ وخياطة وغيرها، ويتفاخر بأنه يتفوق عليها من دون أن يعلم سبب تفوقه أنها لا تستطيع الظهور والمشاركة، والتنقل بشكل مرن، وبحرية مطلقة كما يفعل هو.

اليوم عندما عادت المرأة إلى الأضواء والحضور، في شتى المجالات، خرج المحاربون ممن يخوفون المجتمع من الانفلات، والضياع، وانتشار الفاحشة، وتشتت الأسرة، وضياع النشء.

كل هذا الإرجاف، والتخويف، والتشديد لتكون المرأة تحت كنف الرجل، ورحمته، رغم أنها هي التي صنعته.

لذلك أيها الرجل لا تنس أنك أتيت من امرأة، وإن نجحت وكنت عظيماً في يومٍ من الأيام، فتذكر من بنى شخصيتك، ومن عزز ثقتك بنفسك، فهي المرأة التي تحاربها، وتريد لها المكوث في خدمتك، وتكون روحها ومالها ملكاً لك. فمنذ هذه اللحظة يجب أن تغير مفاهيمك أيها الرجل، وتعي أن الحياة ليست تملكاً، وإنما مشاركة وتبادل مهمات، وصناعة نفس.

إذا استدعت الحاجة، فالمرأة هي التي تدير الحياة، فلا تنسب نجاح حياتك الزوجية لنفسك، ولا تعتد بإنجازاتك، فإن صعدت إلى القمم اعلم أن هناك من تدعي لك في الخفاء، ومن تمهد لك الطريق، وتزيل عنك العقبات منذ صغرك.

لكم أنت عظيمة يا نون النسوة، فياليت قومي يعلمون ما أنت فاعلة، وما تفعلين، فبك تنهض الهمم، وبك تقوم الحروب، وبك يستوي طريق النجاح، فسيري قدماً دون أن تكترثي لمحطميك.

عهود الدوسري