اِسْتَغْفِرْ وتَصَدَّقْ وَسَتَرى عَجَائِبَ قدرة الله

حوارات

"وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ"(الأنفال 33).

يستغفر الإنسان ربّه، عزّ وجلّ، عندما يطلب منه أن يغفر ذنوبه ويعفو عنه ويرحمه، ويتصدّق المرء عندما يعطي صدقات المال والطعام، والابتسامة، ويتعامل بخلق حسن مع الفقراء والمساكين وعامّة المسلمين.

وما إن تجتمع هاتان السّمتان الدينيتان والأخلاقيتان عند أحدهم، بالإضافة إلى الإيفاء بكل واجبات عبادة الله، عزّ وجلّ، حتى يبدأ يعيش الفرد المسلم حياة أخلاقية وصالحة.

ومن بعض فوائد المداومة على الاستغفار والتصدّق، نذكر ما يلي:

-فوائد الاستغفار: كلما استغفر المرء المسلم من ذنوبه، التي يعلم بها، وتلك التي لا يعلم بها، كلما قوي إيمانه، وصلحت نفسه، ومال إلى قول وفعل الخير، وتجنّب ارتكاب الشرور والذنوب في حقّ نفسه وفي حقّ الآخرين، وسوف يشعر، وربما يلاحظ من يداوم على الاستغفار الصّادق أنّ حياته اليومية بدأت تتغيّر للأفضل، فتخفّ حدّة قلقه وتزول تدريجياً الهموم من صدره، ويجلو بصره وبصيرته.

ويبدأ يسير على الصراط الأخلاقي المستقيم، سواء في تعامله مع ربّه عزّ وجلّ أو تعامله مع المسلمين الآخرين.

ومن فوائد المداومة على الاستغفار أن يكون الإنسان من الذّاكرين لله، عز وجل، وهم من يقول عنهم تعالى: "وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا"(الأحزاب 35).

-فوائد التصدّق: يقول المولى، عز وجل، في كتابه الكريم: "إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ" (البقرة 271)، وهذا تأكيد ربّاني عظيم على أهمية الصّدقات في حياة الإنسان المسلم.

فبالإضافة إلى مساهمتها في مساعدة الفقراء والمساكين من المسلمين، فهي أيضاً تساهم، بشكل أو آخر، بالتكفير عن السيّئات، وكلما كُفِّرت سيّئات المسلم قوي إيمانه، وتيسّرت حياته، وتمتّع بنِعَمِ الأمن وستر الحال، وبركة الرِّزق، والطمأنينة النفسيّة، والله عزّ وجلّ أعلم.

-عجائب قدرة الله عزّ وجلّ في الاستغفار والصدقة: يقول الرسول (صلى الله عليه وسلم) في الحديث الشريف: "صِلَةُ الرَّحِمِ تزيدُ في العُمُرِ وصدَقةُ السِّرِ تطفئُ غضبَ الرَّبِّ" (حديث شريف).

كاتب كويتي

DrAljenfawi@