الثلاثاء 22 أكتوبر 2024
22°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 خالد أحمد الطراح
كل الآراء

تزوير التاريخ والصمت الحكومي

Time
الأحد 20 أكتوبر 2024
View
140
خالد أحمد الطراح

ذكرى الغزو العراقي للكويت تمر كل عام مروراً خجولا في الإعلام الرسمي، في حين تستنفر وزارة الإعلام عضلاتها المادية، وحناجرها في استقبال عيد التحرير والعيد الوطني، وكأن التاريخ يتجزأ بناء على رغبات واهتمامات انتقائية!

يمثل النشيد الوطني الكويتي تاريخ الدولة وكرامتها، وتاريخ إسهامات قامات وطنية التي وضعت لبنات هذا البناء الشعري، وفي مقدمهم الشاعر الراحل أحمد العدواني الذي تألق في قصيدته "وطني الكُويت سَلمتَ لي للمَجْد"، التي فازت بالمسابقة التي تمت بناء على توجيهات مجلس الوزراء في منتصف السبعينيات، وتحت إشراف المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.

غادر الشاعر أحمد العدواني الدنيا تاركاً إرثاً عظمياً للدولة والشعب، والتاريخ، في العديد من أعماله وقصائده، ولعل أبرزها النشيد الوطني، لكن الحكومة، وتحديداً المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، يلوذ بالصمت والفزع من الرد على تزوير التاريخ، الخاص بالنشيد الوطني ومؤلفه!

وزارة الإعلام تهتم بشكل خاص وانتقائي بمقاضاة المواطنين والإحالة إلى الجهات القانونية، والمحاكم، بسبب تغريدة أو شكوى سياسية، دون تقييم للظروف والأسباب، والحريات الدستورية في حين يلتزم الإعلام الرسمي الصمت إزاء امتهان البعض غير الكويتي تزوير وتشويه تاريخ النشيد الوطني، من مواطن سوري، المدعي، الذي لم يقدم للمحكمة ما يبرهن على أنه صاحب النشيد الوطني، لذلك هدرت المحكمة الادعاءات الكاذبة قانونياً.

فقد قدم المدعي السوري للمحكمة نصاً يزعم فيه أنه صاحب النشيد الوطني في حين الصياغة، والمبنى الشعري للنص المقدم أمام المحكمة مختلف تماماً عن أصل نص الشاعر أحمد العدواني، فقد كان نص المدعي لا يليق بمستوى نشيد وطني، وكان ركيكاً بشهادة قامات وطنية، ومراجع في الأدب والشعر، كالأخ الكبير الشاعر الدكتور خليفة الوقيان، والأديب الراحل أحمد السقاف.

دار اللغط منذ أشهر، وتجدد اللغط والادعاء الكاذب قبل أسبوع، من ابن المدعي السوري على منصة "إكس" مجتراً إرثا من الأوهام والتدليس، ما استدعى الرد عليه من الأخ العزيز الدكتور خليفة الوقيان، بتسجيل صوتي لشرح تفاصيل المسابقة الشعرية للنشيد الوطني، علاوة على تقديم شرح واف لشهادته، وشهادة أحمد السقاف، رحمه الله، أمام المحكمة رداً على المزاعم الكاذبة، من نواح شعرية، ولغوية للنص المقدم من المدعي السوري.

لبيت رغبة الاشتباك مع المدعو زيدان عارف العاقل، ابن المدعي، على غير عادتي في منصة "إكس" خصوصاً حين يكون المصدر فاقد الحجة والرأي الحصيف، وخفيف الوزن، لسبب مهم للغاية، وهو التصدي للغة السوقية البذيئة، والادعاء الرخيص ضد الشاعر أحمد العدواني، رحمه الله، والأخ العزيز الدكتور خليفة الوقيان، الذي أكن له شخصياً عظيم التقدير والمودة، والاحترام.

الدكتور خليفة الوقيان له جولات في التصدي لمحاولات من أكاديميين في تزوير التاريخ، وهي منشورة في الصحافة الكويتية، وهو بطبيعته هادئ، وحكيم في التأمل والتعليق، واختيار المفردات، من دون أن ينتظر رداً أو تعليقاً من وزارة الإعلام، التي لا تفرق بين شرب القهوة، والثقافة، والشعر!

قدمت ما لدي من مستندات ومعلومات في منصة "إكس" رداً على الأكاذيب والأوهام، وقدم من جهته، مشكوراً، الأخ الدكتور خليفة الوقيان ما لديه عن واقع عاصره، وشهد على تفاصيله القانونية بصفته الأمين العام المساعد في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، آنذاك.

شرفني الأخ الدكتور الوقيان بتزويدي بشهادته وتفاصيلها، مع بعض المستندات عن الأكاذيب للمدعي السوري التي هدرتها المحكمة، وأسدلت الستار على نزاع لم يستحق المزيد من البحث والتدقيق ووقت المحكمة لكي لأنشرها في منصة "إكس" لأنه لا يملك حساباً في منصة "إكس" أو غيره في الـ"سوشيال ميديا".

لم يهدأ ابن المدعي السوري، وهو مقيم في الكويت وفق ادعائه، بل زاد في غله، وجحده، وحقده على قامات كويتية، وتاريخ الدولة، والنشيد الوطني تحديداً، حتى بلغ مستوى بذاءة اللسان والتعبير السوقي، بحق قامات وطنية، كالدكتور خليفة الوقيان والشاعر الراحل أحمد العدواني، والإساءة إلى كرامة الكويت، وتاريخها، والنشيد الوطني المعتمد رسمياً في الدولة.

هل وزارة الإعلام فقدت عضلاتها القانونية، أو تنازلت عنها أم الانتقائية في الإعلام الرسمي، والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب تحديداً حفز على السكوت، وقدم الصمت على المزاعم الكاذبة؟

مسؤولية التصدي للتزوير في التاريخ مسؤولية جماعية، لكنها ليست مسؤولية فردية، وبالأحرى هي مسؤولية الدولة، ممثلة في وزارة الإعلام و"المجلس الوطني" قبل الحكومة التي تتعامل مع الأحداث والتاريخ من منظور مزاجي وانتقائي!

أكتب هذه السطور من أجل توثيق تقصير وزارة الإعلام والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، والعجز في المحافظة على التاريخ والتصدي للتزوير والدفاع عن النشيد الوطني.

آخر الأخبار