الثلاثاء 22 أكتوبر 2024
22°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
مبارك هذا القرار
play icon
الافتتاحية

مبارك هذا القرار

Time
الأحد 20 أكتوبر 2024
View
670
أحمد الجارالله

حسناً فعل مجلس الوزراء بإقراره الدوام المسائي، بل هذا ما كان يجب فعله في كل الوزارات، منذ زمن طويل، فهو معمول به في مختلف الدول التي تحرص على إنجاز العمل في وقته المناسب، كما هي الحال في بعض دول الخليج.

بل إن الدوام الجديد يجب ألا يكون للموظفين فقط، إنما للوزراء، والوكلاء، والمسؤولين التنفيذيين كافة الذين عليهم أن يكونوا قدوة لمرؤوسيهم، بعدما مرّ المنصب الوزاري بكثير من المشكلات، خصوصا حين كان يفرض بعض النواب إقالة وزراء بعد تعيينهم بشهر أو شهرين، حتى أن بعضهم صدر مرسوم تعيينه مساء، وأعفي صباحا.

في المقابل، هناك حكومات، في دول تحترم القانون والمواطن، يعمل الوزراء فيها لغاية منتصف الليل، لا سيما الوزارات التي تحتاج إلى متابعة مستمرة، خصوصاً الحساسة منها، إذ لا تكفي الساعات الست المقررة للدوام الرسمي لإنجاز المطلوب.

للأسف، كانت العادة في الكويت، أن يبصم الموظف المحظوظ والمرضي عنه، وبعدها يذهب إلى النوم في منزله، لأنه ضمن دعم أحد النواب، وهم الذين فرضوا هذا النمط منذ نحو 50 سنة، بسبب التمصلح الانتخابي الذي خرّب المؤسسات.

من هنا علينا الاعتراف أن ما مرت به الكويت طوال خمسة عقود، من سوء إدارة، أدى إلى تراجع الإنتاج في مؤسسات القطاع العام كافة، فقد أثبتت بعض الدراسات منذ سنوات أن إنتاجية الموظف لا تتعدى 25 دقيقة في اليوم، وبسبب ذلك، سادت مقولة إن "الكويتي لا يعمل".

لا شك أن هذا ساعد على تخلف كل القطاعات، وأدى إلى التأثير سلبياً على الوضعين، الاقتصادي والاجتماعي، في البلاد، وأفسح في المجال لتغلغل الدولة العميقة والمتنفذين في مفاصل المؤسسات.

أيضاً، إن هذا الكسل تسبب به سوء فهم المهمة النيابية، ففيما الواجب أن تكون هناك ممارسة رقابة أمينة على أعمال الوزارات، إلا أنه جرى استغلالها من أجل تمرير مصالحهم الخاصة، وهو ما حصل في المجالس النيابية كافة باستثناء المجالس الثلاثة الأولى.

إضافة إلى ذلك، فرض بعض النواب المتشددين على الوزراء تجميد قرارات كانت تنسجم مع ما يريده الشعب، وإصدار أخرى مخالفة لطبيعة المجتمع، وعاداته وتقاليده وثقافته، ما أدى إلى الوضع المزري الذي بانت عليه الدولة في السنوات الأخيرة.

كذلك، طوال عقود انشغل الوزراء عن أداء مهماتهم، بسبب كثرة تدخلات النواب، واللجان التي يفرضونها عليهم، ولهذا، فإننا اليوم نحتاج إلى كل دقيقة عمل، بعدما عشنا دهوراً من الهدر، خصوصاً في ما يتعلق بإنجاز المشاريع التي تحتاج إليها البلاد.

في هذا الشأن، لا بد من تطوير القوانين كافة كي تخدم الشعب الكويتي، وتخرجه من المأزق الذي وضع فيه، والعمل على تعويض ما فاتنا، وإصلاح ما خرّبته المرحلة الماضية.

اليوم الفرصة متاحة لمجلس الوزراء كي يتنفس، ويعمل بكل طاقته، إذ لم تعد لديه أي حجة، بل عليه مضاعفة العمل، فهو اليوم يمارس سلطتين، تنفيذية وتشريعية، وعليه الإنجاز في شتى المجالات، ولهذا، فإن الجميع يباركون قرار الدوام المسائي.

  • أحمد الجارالله
آخر الأخبار