جباليا "مقبرة الجنرالات" تحت النار... قصف كل دقيقة وشهادات تُدمي القلوب

"أونروا": 100 ألف فلسطيني محاصرون منذ 3 أسابيع

غزة، عواصم - وكالات: على الرغم من دق منظمات أممية ناقوس الخطر بشدة، إلا أن مخيم جباليا شمال قطاع غزة والذي تحول من هدف لتطبيق ما يعرف إسرائيليا بخطة الجنرالات لتهجير سكان قطاع شمال غزة، إلى مقبرة لجنرالات الاحتلال، وأحدثهم قائد لواء المدرعات 401 إحسان دقسة الذي سقط بكمين محكم للمقاومة مع ثلاثة من كبار جنرالاته أول من أمس، لا يزال يرزح تحت النار وتتواصل حرب الإبادة الإسرائيلية ضد سكانه منذ نحو أسبوعين، وتستهدف طائرات ودبابات ومدفعية جيش الاحتلال الإسرائيلي منازله وتدكها فوق مواطنيه بشكل متواصل، وأكد الدفاع المدني في غزة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يُحكم حلقات سياسة القتل والحصار والتجويع في المخيم، ويمنع فرق الإنقاذ من الوصول إليه مع مناطق الشمال لإجلاء الجرحى.

وتوالت الشهادات المرعبة من الفارين من جحيم المخيم بشأن مايدور داخله، حيث أفادت فلسطينية تحمل طفلاً أثناء فرارها مع كثيرين آخرين من العمليات العسكرية عبر شارع صلاح الدين، بأن السكان لم يشهدوا مثل هذا الخوف والرعب من قبل، قائلة إن القصف يتجدد كل دقيقة والانفجارات تقع كل ثانية، وإطلاق النار لاينقطع، مؤكدة ان وحوش جيش الاحتلال لا يظهرون أي رحمة على الإطلاق، فيما أفادت أخرى بأن الاحتلال اعتقل زوجها وابنها الأكبر فمكثت مع بقية أطفالها في المنزل لمدة 15 يوما، إلى أن دخلت جرافة وقطعت وسط البيت، فخرجوا إلى مدرسة في منطقة الشيخ زايد، فاعتقلت إسرائيل ابنها الأوسط.

وقال فلسطيني "أصبحنا أمواتاً... وحتى الآن، ونحن نغادر، نشعر وكأننا أرواح بلا أجساد. كان القصف مكثفاً وبلا رحمة حول المنزل، متجاهلاً وجود الأطفال والنساء. سقطت جميع القنابل علينا.. لقد تركت ورائي بيوتاً دمرت مع سكانها، وتركت جثثاً في الشوارع أصبحت طعاماً للكلاب، بينما يتم تعذيب الرجال في المدارس بعد أخذهم".

من جانبها، شددت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" على أن 20 ألف فلسطيني أجبروا على الفرار من مخيم جباليا، بحثاً عن الأمان، بما في ذلك من هم في ملاجئ "الأونروا"، مؤكدة أن الناس فقدوا كل شيء، وهم بحاجة إلى كل شيء، مشددة على أنه تم الإبلاغ عن نقص حاد في الوقود والإمدادات الطبية في آخر المستشفيات المتبقية، لافتة إلى أن نقص الوقود يؤثر أيضاً على إمكانية الحصول على المياه، مؤكدة أن ما تم السماح به من عشرات الشاحنات المحملة بالدقيق بالعبور إلى مدينة غزة هذا الأسبوع، غير كافية على الإطلاق، بينما قال نائب مدير "أونروا" في قطاع غزة سام روز إن 100 ألف من سكان جباليا محاصرون من دون إمدادات منذ ثلاثة أسابيع، مضيفا أن هجمات جيش الاحتلال استهدفت ثلاثة من مرافق الوكالة في غضون خمسة أيام، لافتا بالقول إن "الوضع في شمال غزة يتجاوز أي شيء رأيناه منذ بداية الحرب".

وبينما قال منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند إن المشاهد مروعة في شمال قطاع غزة، قالت مصادر طبية إن 41 شهيداً سقطوا في غارات إسرائيلية على قطاع غزة أمس، منهم 33 شمال القطاع، مضيفة أن 640 شهيداً سقطوا في العملية العسكرية الإسرائيلية المستمرة على جباليا وشمال قطاع غزة منذ 17 يوماً.

إلى ذلك، كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن زعيم حركة "حماس" السابق يحيى السنوار رفض عروضا من وسطاء عرب للسماح له بالخروج من غزة مقابل الموافقة على إطلاق سراح الرهائن، قائلا للوسطاء "أنا لست تحت الحصار، أنا على أرض فلسطينية"، مشيرة إلى أنه وبعد اغتيال أمين عام "حزب الله" حسن نصر الله بدأ السنوار الاستعداد لمقتله، وأوصى "حماس" بتعيين مجلس قادة لقيادة وإدارة الفترة الانتقالية بعد وفاته، وزعمت الصحيفة أن الحصار المستمر لنظام أنفاق "حماس" أجبر السنوار على الصعود فوق الأرض مما جعله أكثر عرضة للخطر.

مقترح هدنة أسبوعين في غزة مقابل 5 أسرى أحياء

غزة، القاهرة، عواصم - وكالات: بعد زيارة رئيس جهاز "الشاباك" الإسرائيلي للقاهرة ولقائه رئيس الاستخبارات المصرية، عاد الحديث عن إحياء مفاوضات لوقف النار في غزة، حيث كشفت صحيفة "معاريف" العبرية عن اتفاق جديد تم عرضه على مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر "الكابينت"، يتضمن مقترحاً لصفقة تبادل بين إسرائيل وحركة "حماس"، موضحة أن الحديث يجري عن إطلاق خمسة أسرى إسرائيليين أحياء مقابل هدنة تمتد أسبوعين في غزة.

وقالت إن وزير الحرب يوآف غالانت ومعه وزير الخارجية يسرائيل كاتس وكذلك وزير العدل ياريف ليفين دعموا المقترح، إلا أن وزيري المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير عارضوه.

يأتي هذا بعد ساعات قليلة من محادثات جرت في القاهرة ليل أول من أمس، بين رئيس الشاباك الإسرائيلي ورئيس الاستخبارات المصرية حول استئناف مفاوضات الأسرى، حيث قال رئيس "الشاباك" لرئيس الاستخبارات المصرية إن هناك فرصة لإحياء المفاوضات، بحسب ما نقل موقع "أكسيوس".