المواطن يستحق الأفضل

عندما يتعلق الأمر بالصحة، أقول: نعم المواطن يستحق الأفضل، فصحته لها أولوية كبيرة، ولا ينبغي أن يؤثر على هذه الأولوية أي أمر آخر، ويجب أن تكون أولوية للحكومة، ولوزارة الصحة على نحو خاص.

نعم، ولله الحمد نحن نعيش في بلد الخير، ونعم الله علينا لا تحصى، لكن نظامنا الصحي، والخدمات الطبية، أصبحت لا تستوعب الطلب عليها نتيجة نمو عدد السكان، وضيق الطاقة الاستيعابية لنظامنا الصحي بمكوناته المختلفة، خصوصا بعد إلغاء تأمين "عافية"، وتوجه العدد الكبير من المتقاعدين الى الخدمات الصحية الحكومية.

على سبيل المثال، هناك أمثلة كثيرة، على ذلك، فأحد كبار السن كان بحاجة ماسة الى موعد مع الطبيب المتخصص، ولم يحصل على موعد الا بعد اكثر من شهر، فهل تبقى معاناته طول هذه المدة حتى يحين موعده؟

الأمر كذلك بالنسبة الى مرضى السرطان، اذ أن هناك حالات يمكن علاجها بشكل أفضل في الخارج، إلا أن هذا النوع من العلاج اصبح بعيداً من متناول المواطن، بعد وقف العلاج في الخارج، بالأمس القريب إحدى المريضات وافتها المنية، بعد محاولات أهلها العديدة لعلاجها في الخارج، لكن دون جدوى.

إننا، من دون أدنى شك، مع خفض النفقات العامة، لكن الرعاية الصحية للمواطن لا ينبغي أن يمسها هذا الخفض، بل يتعين العمل على زيادتها، وتوسيع نطاقها، فهذا ما يحدث في الدول التي تعطي صحة المواطن أولوية كبيرة.

إن كل تقليص للانفاق على قطاع الخدمات الصحية ينعكس بشكل مباشر على صحة المواطن، وهو ما يجب الانتباه اليه، ولعل من المفيد ان تستطلع وزارة الصحة آراء المتقاعدين بشأن الخدمات الصحية مع تأمين "عافية"، وبعد إلغائه، وسترى الوزارة حجم المعاناة التي بدأ يعاني منها المتقاعدون بعد إلغاء "عافية"، في الحصول على الخدمات الصحية، والمواعيد الطبية، وعسى العلي القدير أن يكون في عونهم.