الجمعة 09 مايو 2025
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
أفلام الرعب 'الحديثة'  تمنحنا شعوراً كاذباً بالأمان
play icon
"مخيف 3" أحدث أفلام الرعب التي طرحت أخيراً
الفنية

أفلام الرعب "الحديثة" تمنحنا شعوراً كاذباً بالأمان

Time
الثلاثاء 22 أكتوبر 2024
View
60
لم تعد الوحوش والزومبي والموسيقى الصاخبة تخيف المتلقي

الفيلم الذي اعتلى القمّة هذا الأسبوع عنوانه "مخيف3"، وهو فيلم رعب عن قاتل يرتدي ثياب "سانتا كلوز" ويصطاد ضحاياه في "عيد الميلاد". في الجوار من بانكوك وحتى القاهرة، ومن أوسلو إلى طوكيو حفنة كبيرة من أفلام الرعب من بينها، على سبيل المثال فقط "لا تتكلم شراً" "ابتسم 2" من بين أخرى كثيرة. كل واحد من هذه الأفلام هو إما عن وحوش غير منظورة أو عن بشر مُصابين بعاهات نفسية خطرة.

من الطبيعي التساؤل عن السبب. ليس السبب في وجود هذا الكمّ الكبير من الأفلام المنتمية إلى هذا النوع "قرابة 90 فيلماً أميركياً يذهب معظمها إلى المنصّات إما مباشرة، أو بعد عروض سينمائية قصيرة) فهي متوافرة لأن هناك جمهوراً كبيراً لها، بل لماذا هذا الإقبال عليها".

أفلام الأذى

قبل سنوات قليلة كتب جواباً على هذا السؤال مفاده أن الناس تحب أن تخاف لأنها تدرك أن ما يقع على الشاشة لا يمكن أن يؤذيهم. سيخيفهم، إذا كان الفيلم جيداً، لكن العنف والقتل والطعن "الذي هو أكثر عنفاً من القتل بإطلاق النار، لذلك لا نجد في هذه الأفلام وحشاً أو شريراً يقتل بمسدس" سيبقى على الشاشة ولن ينتقل إلى الجمهور الذي يشاهد وهو يتسلى بالـ"بوب كورن".

هذا كان صحيحاً ولا يزال. لكنَّ هناك أسباباً أخرى نشطة، وتلك الطمأنينة الطاغية ليست سوى حالة ظاهرة. هناك المزيد مما يجعل انجذاب الجمهور الذي لا يتجاوز الثلاثين سنة من العمر غالباً مشدوداً إلى هذه النوعية من الأفلام.

بديهيات

من البديهيات. الأعمق إيذاءً هو الخروج من الأفلام (على تكرار مشاهدتها) بدرجة أقل من الثقة بالنفس وبالمحيط المجتمعي. الخوف من السير ليلاً، حتى في أحياء آمنة. الخوف من الغرباء حتى ولو كانوا مسالمين. الخوف من الوحدة أو اللجوء إليها، وكل ذلك وسواه تحسباً لأن يتكرّر ما شوهد في أفلام الرعب. في أسوأ الأحوال سيصبح أكثر انطواءً، كما في تفسير نشرته مجلة "Psychology Today" قبل عامين.‬

المجرم الذي عاد

حبكات مختلفة ومشاهد معيّنة تتوارد فيما لو كانت الأشجار القريبة تُخفي قاتلاً راصداً كما في فيلم "في طبيعة عنيفة" لكريس ناش. أو فيما لو ارتاب أحدنا بعائلة انتقلت إلى المنزل المجاور مثل فيلم "سيقان طويلة". القاتل المتسلسل الذي لا يعرف الرأفة قد يكون زميلاً في العمل أو شبحاً في الظلام كما هو الحال في فيلم "حادث غريب"، أو دمية تُبث فيها الروح.

وبحسب مجلة "The Scientist" التي نشرت تقريرا حول هذه النوعية من الافلام: "تتأثر الأعصاب في جزءٍ من الدماغ مسؤول عن التصرف عدائياً من حيث لا يدرك المُشاهد. من صفات هذا التأثير أن يشعر المُشاهد المُدمن على هذه الأفلام بالتوتر والخوف والغبطة معاً".

كل هذا يؤدي بنا إلى إعادة البحث عن الأسباب. هنا لن نجد أسباباً لها علاقة بالفن على الرغم من أن كثيراً منها جيد التنفيذ وكلما كان جيد التنفيذ ازداد خطره، كما الحال في فيلم "ذا شيننغ" حتى سلسلتي "هالووين"، و"كابوس شارع إيلم"،‬هناك احتمال أن بعض المدمنين على هذه الأفلام لديهم خلفيات مريعة وقعت لهم تركتهم غير قادرين على نسيانها ما يدفعهم للانتقال إليها مجدداً على طريقة "المجرم الذي لا بد أن يعود إلى مكان الجريمة".

الشعور بأن هناك مسافة آمنة يجعل البعض الآخر يُقبل على تلك الأفلام ليشعر بالثقة. الحالة هنا تُشبه حالة أحد ما إذا ما وقف أمام قفصٍ فيه حيوان مفترس، وهذا قفز فجأة كما لو كان يريد الوصول إليه مخترقاً القضبان. في الوهلة الأولى سيقفز الشخص إلى الوراء غريزياً لأنه يريد أن يحمي نفسه تماماً. بعد ذلك سيبتسم مستعيداً ثقته بأن لا شيء سيحدث له ما دام الخطر موجوداً داخل القفص وليس خارجه.

في أكثر من فيلم حديث يتلاعب الموضوع الماثل مع قناعتك. تهز إيمانك الروحاني كما هو الحال في فيلم " المرأة"،أو تحذّرك من طفل يسكنه شيطان في فيلم " الغيب"، أو من قوى غيبية ترصد أنفاسك.

آخر الأخبار