زين وشين
من القصص المضحكة المبكية، في اوج معارك حرب الخليج الاولى، بعد ان تم اسر الجيش العراقي مجموعة كبيرة من الشباب صغار السن من الإيرانيين المتطوعين للقتال، ولوحظ ان اكثرهم إن لم يكن كلهم يرتدون قلائد حول رقابهم، فيها مفاتيح، وبسؤالهم أجابوا: ان هذه مفاتيح الجنة أعطيت لهم ليفتحوا بها ابواب الجنة، ويدخلوها بسلام امنين بعد وفاتهم في جبهات القتال، هذا طبعا وفق فتوى اصدرها اركان النظام.
الفتوى نفسها، لكن بأسلوب آخر صدرت في دولة الكويت اخيراً من بعض المفتين المنتمين لحزب "الاخوان المسلمين"، وفتواهم تقول ان احد القادة الذين قتلوا في حرب غزة ذهب إلى الجنة، وسوف يشفّع لسبعين شخصاً من اهله!
وفي ذلك جرأة غير مسبوقة على الخالق عز وجل، فهم لم يقولوا نسأل الله، عز وجل، ان يتقبله شهيداً، بل جزموا أنه شهيد، وانه الان في الجنة، ويشفع لسبعين شخصاً!
وقد نهى السلف الصلاح عن إطلاق كلمة شهيد على القطع، اي التأكيد، فالله سبحانه اعلم، وان كان يجوز اطلاق شهيد بالإجمال على من قتل في سبيل الله، مثل الحكم على الظاهر، والباطن علمه عند الله.
قال العلامة ابن عثيمين، رحمه الله: إن تقيد الشهادة بشخص معين مثل أن تقول لشخص بعينه: إنه شهيد"، فهذا لا يجوز إلا لمن شهد له النبي (صلى الله عليه وسلم).
واضاف الشيخ، رحمه الله: ولأننا لو شهدنا لأحد بعينه أنه شهيد لزم من تلك الشهادة أن نشهد له بالجنة، وهذا خلاف ما كان عليه أهل السنة، فإنهم لا يشهدون بالجنة إلا لمن شهد له النبي (صلى الله عليه وسلم).
زبدة الحديث ان فتوى مفتي حزب "الاخوان" معلبة جاهزة، وقد استعجلت الحكم على شخص قتل، والله وحده هو الذي يعلم عنه، ونحن لا نعلم.
كل هذا لانه منتمٍ إلى حزبهم فقط، اما آلاف القتلى من اهل غزة الغافلين الذين قتلوا بغير ذنب ارتكبوه، إلا ان قيادتهم أدخلتهم في حرب غير متكافئة، وألقت بهم إلى التهلكة، فلم يقل المفتون اياهم عنهم حرفاً واحداً، انما حصروا الشهادة برموز "الاخوان" فقط!
ورد في الحديث الصحيح ان الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم) قال: "والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي"؟ فهل بعد هذا القول قول فاتقوا الله... زين.