الأربعاء 15 يناير 2025
18°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 م. عادل الجارالله الخرافي
كل الآراء

السنوار... وحقه بالدفاع عن أرضه وشعبه

Time
الأربعاء 23 أكتوبر 2024
View
80
م. عادل الجارالله الخرافي

ربما أكون متطرفاً بعض الشيء، لكن علينا أن نقول الحقيقة، خصوصاً إذا كانت متعلقة بالمصير، والوجود لأي شعب، وعلينا أيضاً، قبل أن نتهم الآخر بأنه عميل، لأنه يدافع عن أرضه ووجوده، أن نتذكر أن من حق الشعوب الدفاع عن وجودها، وقرارها، وليس عليها وصاية من أحد.

لقد وعينا، أقله جيلنا في الكويت، على مناصرة القضايا العربية، وكنا نشارك في التظاهرات والمسيرات، المنددة والمستنكرة لما يتعرض له إخواننا العرب، وعندما وقعت ما يسمى الثورات العربية، وهي أساساً انقلابات عسكرية، في بعض الدول، كنا نؤيدها، ولقد بنيت مناهجنا المدرسية على أساس أن الكويت بلاد العرب. صحيح أنني كويتي، والإسلام ديني، والعروبة من عناصر هويتي، لكن لن يكون لي وجود إذا لم أكن كويتياً، وعلى هذا الأساس تولدت شخصيتي، فأنا لست محايداً في هذا الشأن. عندما وقع الغزو العراقي للكويت، كنت أتجوّل في شوارع منطقتي، وأنا خائف ممن سيسألني عن هويتي، وهو بالطبع ليس كويتياً، وهنا شعور بمعنى فقدان الوطن، الهوية، والوجود، أي فقدان نفسي، لذا أحرص دائماً، أن أؤكد ماذا تعني الهوية، خصوصاً أن المحتل مسلم، عربي، جار لي، وهذه أكبر طعنة لا يمكن أن تزول من الذاكرة.يومها كنت أستمع إلى إذاعات وتلفزيونات الدول، وأجد أن الحياة مستمرة، بينما أنا أحترق من الداخل، وهذا الأمر- للحظة - كاد يفقدني الثقة بنفسي، لكن كنت أؤمن بأنه طالما هناك مؤمن بحقه سيتنصر، حتى لو الطعنة كانت من شقيق، إذ في المقابل هناك عرب ومسلمون، وغير مسلمين وأجانب ساعدوا في تحرير بلدي، لكن هذا لا يمكن أن يحصل لولا أن هناك شعبا كافح، وتحمل المصاعب في مقاومة الاحتلال. اليوم أجد ما حصل في غزة، هو دفاع عن الوطن، وهنا أتكلم من تجربتي، وهي تترجم على الفلسطيني، وبالمناسبة كانت لي يوما زيارة إلى فلسطين، وقلت لمن قابلني، وهناك شهود كثر على ذلك، أنا مع المحتل ضدك، بسبب ما ارتكبه ياسر عرفات، ومناصرته للمحتل، وأؤيد من تعاون معي لأحرر بلدي. لهذا أجد نفسي في الموقع نفسه الذي فيه الفلسطيني حالياً، مع فارق أن المحتل هناك غريب ليس من أبناء الأرض، ولا من الثقافة ذاتها، لهذا أنا مع الفلسطيني ثائراً لتحرير بلده، ولن أزايد عليه، ولن أقول إن إيران تموله وتمده بالسلاح، أو أتباع المذهب الشيعي يناصرونه، فأنا لا أرى هذه الأشياء، بل كل ما أراه أن من حقه اختيار الوسيلة كي يتحرر.

إنه هو أول من سيموت، وأول من يتعذب، لهذا علينا ألا نبخس الأمور حقها، لأننا لا نتفق مع هذا أو ذاك، بل على الجميع أن يضعوا أنفسهم في الموقع نفسه، فماذا كانوا سيفعلون؟

لا شك أن هذا ينطبق على يحيى السنوار، الرجل المقاتل، المعتقل سابقاً، فهو لم يمت على كراسي الزعامة، ولا العيش الرغيد، وليس لديه الأملاك، والقصور، والأموال، بل هو مقاتل، رجل ميداني موجود في الميدان، دافع عن بلده كما يرى أن هذا هو الطريق الصحيح، فلماذا تشككون، وتلومون الفلسطينيين في الدفاع عن بلدهم من داخلها. صحيح ننكر عليهم ما حصل في الخليج من إرهاب وتفجيرات وعمليات انتحارية، لكنهم ليسوا كل الشعب الفلسطيني، الذي يواجه العدو، ويعمل على حرية تحقيقه مصيره، إذا لم تقف معهم، أقله كفّ شرك عنهم.

كذلك الأخوة في لبنان الذين يواجهون العدو الإسرائيلي، وماذا يعني أن المقاتل من "حزب الله"؟ فهو مواطن لبناني له الحق في الدفاع عن أرضه، ولهذا علينا أن نتذكر المحنة التي مررنا بها قبل أن نتفلسف على خلق الله.

آخر الأخبار