زين وشين
الحملات الأمنية التي يقودها مشكوراً وزير الداخلية، كلها حملات ناجحة، حتى لو لم تسفر عن نتائج، إلا أن الحملات بحد ذاتها نجحت في فرض الهيبة المفقودة، وفرضت العين الحمراء، التي يبحث عنها الجميع من أجل وطن آمن مطمئنّ، وهذا بحد ذاته إنجاز.
لكن الإصلاح من الخارج لا يكفي، ولنا أمل أن يلتفت الوزير مشكوراً إلى داخل الوزارة، إلى المراكز الخدمية التي تكثر مراجعات المواطنين لها، مثل مراكز الخدمة وإدارات الإقامة، وإدارات المرور، خصوصاً دوام العصر، ليشعر بمعاناة المواطن. بالتأكيد نحن لا نعمم، لكن بين كل عشرة موظفين تجد موظفاً واحداً يستقبل المراجعين، ويعطيهم من الاهتمام ما يستحقون!
أبواب مغلقة، ومديرون أكثرهم في اجتماع، واجتماعه مع نفسه ليس إلا، ومعاملة سيئة للغاية، "واللي مو عاجبه يشرب من البحر "ضحكوا علينا حين قالوا كل عمل حكومي أصبح إلكترونياً، يمكن إنجازه "اون لاين"، والحقيقة غير ذلك. سجل عندك على سبيل المثال لا الحصر، تحويل السيارة لا يمكن إنجازه كاملاً عن طريق "سهل" إذ
لابد من مراجعة مراكز الخدمة لاستلام الدفتر، وهنا ترى العجب العجاب، فهذا يعني الذهاب إلى مركز الطباعة سيئ الذكر لسحب أوراق المعاملة، التي تمت الكترونياً، ثم العودة لمركز الخدمة والانتظار الطويل، ثم الاستعداد للإجابة عن الأسئلة التي لا جدوى منها مثل قراءة الاسم مرتين، والسؤال أنت صاحب المعاملة؟ من الموظف أو الموظفة (ثقيل الدم) ثم سحب الدفتر بعد جهد جهيد، ثم الدخول في طابور آخر للحصول على توقيع الشخص المخول بالتوقيع! يعني لا طبنا ولا غدا الشر أن تجري التحويل بالمركز، أفضل، ثم ربك يعين على المرمطة، لكن لمرة واحدة بدلا من المرمطة مرتين. كذلك بالنسبة لإدارات الإقامة، التي لا بد من مراجعتها حتى لو أنجزت نصف المعاملة الكترونياً!
أبواب مغلقة، ورفض من دون سبب، وراجع المسؤول، ثم المسؤول الذي يلي هذا المسؤول، ولا نتيجة!
نسمع عن المراجع الخفي ولا نراه، ونسمع عن خدمة المواطن ولا نراها، ونسمع عن تسهيل الإجراءات، واذ المزيد من التعقيد، والكذبة الكبرى الحكومة الالكترونية، تسحب سبعة أوراق في مركز الطباعة، ويسألك موظف الاستقبال أين النموذج؟
ما نود لفت نظر الوزير اليه هو أن تصليح البيت من الداخل هو الاهم، والجولات التفقدية تنفع المراجع، وتجعل الموظف تحت المجهر، يا معالي الوزير نحن نستحق الأفضل...زين.