الاثنين 02 يونيو 2025
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
'الخريجين' أبَّنت الشارخَ: 'صخرُ العربيةِ' ورائدُ اقتصادِ المعرفةِ
play icon
المتحدثون خلال حفل تأبين الراحل الكبير محمد الشارخ (تصوير- سامر شقير)
المحلية

"الخريجين" أبَّنت الشارخَ: "صخرُ العربيةِ" ورائدُ اقتصادِ المعرفةِ

Time
الأربعاء 23 أكتوبر 2024
View
10
إيناس عوض
أدباءٌ وكتّابٌ حضروا الحفل أكدوا أنه شخصيةٌ استثنائيةٌ بكلِّ المقاييس
  • المليفي: رمز كويتي نعتز به وبصماتُه بارزة في جعل اللغة العربية حيةً ومتجددةً
  • رياض الشارخ: رحلة البناء والتطوير كانت مليئة بالتحديات والإبداع والتميز
  • فهد الشارخ: كان العقل الذي حقق للعرب نقلة نوعية كبرى في عالم الصناعة
  • داوود: للراحل دور محوري في تقريب المسافات بين البلدان العربية
  • بومسهولي: تجربته القصصية فريدة بامتياز وتنطوي على أحداث مفاجئة وغريبة

إيناس عوض

أكد رئيس مجلس إدارة جمعية الخريجين إبراهيم المليفي أن الراحل محمد الشارخ أحد الرموز الكويتية التي نعتز بها على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية كافة، مشيرا الى بصماته البارزة في جعل اللغة العربية حية ومتجددة ومتطورة عبر ربطها من خلال مشروعات وبرامج وتقنيات بثورة المعلومات والذكاء الاصطناعي.

وقال المليفي ـ في كلمة ألقاها في ملتقى نظمته الجمعية أول امس لتأبين الراحل بعنوان "محمد الشارخ ..من الكويت الى العالمية" ـ إن تجربة الشارخ استثنائية بكل المقاييس فقد أسس من ماله الخاص المشروع الأهم والأوسع انتشاراً وتأثيراً في تاريخ الحضارة العربية المعاصرة "صخر" ثم تطويره لتطبيقات وأنظمة وبرامج تعليمية ومكتبية عربية كثيرة، لاقت انتشاراً واسعاً في البلاد العربية كافة.

من جهته، تحدث رياض الشارخ عن أبرز المحطات في رحلته مع الراحل التي تجاوزت 50 عاماً من طفولته وحتى الدراسة الاكاديمية الى تعامله المهني معه لقرابة 40 عاماً، مشيرا الى ان رحلة البناء والتطوير لشركة "صخر" كانت مليئة بالتحديات والابداع والتميز، إذ أسس المشروع في فترة الثمانينيات التي لم يكن وقتها المجتمع العربي مهيأ لاستقبال مثل هذا النوع من التنمية.

وأضاف: إن محمد الشارخ كان شخصية استثنائية بكل المقاييس فقد سبق بفكره وشغفه وحبه للغة العربية الجميع، ولافت الى انطلاق رحلته لحفظ وتطوير اللغة العربية بتأسيسه لمشروعه "العالمية للإلكترونيات" بعد ترك العمل الحكومي وتفرغ له منذ مطلع الثمانينيات، وخلال ذلك أطلق مشروعه الأهم كمبيوتر "صخر" ، كان ذلك بالتحديد عام 1982 وسرعان ما انتشر انتشاراً واسعاً وتزاحمت من أجله الأسواق حتى أنه باع منه 2 مليون جهاز في فترة وجيزة، ثم انطلق في مجال تعريب البرمجيات".

بدوره، قال نجل الراحل فهد الشارخ : إن " الوالد كان العقل الذي حقق للعرب نقلة نوعية كبرى في عالم الصناعة، فقد دفعه اخلاصه لشغفه الى تأسيس مشروع له طابع معرفي في زمن كان هروب رأس المال من عالم الثقافة والفكر أمراً مألوفاً له أسبابه، وأعذاره"، مشيراً الى أن "والده صنع نموذجاً لاقتصاد المعرفة وترجمه عملياً دون تنظير، وذلك قبل أن تتداوله الخطط العربية التنموية.

" لذلك أسس الشارخ مشروعاً لنقل هذه اللغة إلى عالم التقنيات وطوع التكنولوجيا من أجل لغة الضاد، كما ساهم في تأسيس وتمويل العديد من المشاريع الثقافية المهمة في الوطن العربي، فقد أسس مشروع "كتاب في جريدة" مع اليونسكو عام 1997 وأسهم في تمويله، كما ساهم في تمويل مركز دراسات الوحدة العربية والمنظمة العربية للترجمة.

ولفت الى عمل والده على تطوير تطبيقات تقوم على تقنيات اللسانيات الريادية والذكاء الاصطناعي في زمن لم يكن قد تشكل بعد للدول العربية رؤى معينة تجاه الذكاء الاصطناعي واستشراف آفاقه التنموية ولا لـ"اقتصاد المعرفة" كوسيلة وهدف في الخطط والبرامج لتحقيق "استدامة التنمية" فمنذ عام 1984، تعاون مع فريق كبير من المهندسين والمبرمجين وحاملي الدكتوراه العرب، لتطوير أنظمة وبرامج تعليمية ومكتبية عربية كثيرة لاقت انتشاراً واسعاً في الأقطار العربية كافة، وطوّر لأول مرة برنامجاً كمبيوترياً للقرآن الكريم عام 1984، وآخر للحديث الشريف سنة 1989، ليحصل على ثلاث براءات اختراع من هيئة الاختراعات الأمريكية، بالإضافة إلى المعجم العربي المعاصر، والمدقق الإملائي، وموسوعة الفقه الإسلامي، والمعجم الإلكتروني.. وغيرها.

وأشار فهد الشارخ في حديثه الى مشروع معجم صخر المعاصر للغة العربية الذي استحوذت عليه وزارة الثقافة السعودية عام 2017 والذي شكل علامة فارقة في تطوير اللغة العربية وربطها بالعصر الحديث، والى قصة والده في مقاضاة شركة ميكروسوفت وعملاقها بيل غيتس عندما خرقت بنود الاتفاقية مع شركة والده مستغلة الغزو العراقي الغاشم على الكويت.

من جانبه، قال الإعلامي المصري إبراهيم داوود : إن للراحل دورا محورياً في تقريب المسافات بين البلدان العربية، حيث السلطات الثقافية رشحت أسماء بعينها في الرواية والقصة والنقد والفن التشكيلي والموسيقى والغناء، حيث نفس الوجوه بكل الأنشطة الثقافية بكل العواصم بمعارض الكتب ولجان الجوائز، وما الى ذلك، بينما الشارخ كان يلعب دور الضمير ويبحث عن المواهب وينشر لها بعيداً عن المؤسسات الرسمية، وكان دعمه يصل الى شراء الروايات وتوزيعها على أصدقائه، حيث قام بهذا العمل مع كتاب من مصر والمغرب وتركيا.

وأشار داوود الى أن معرفته بالراحل كانت وسط الأساتذة يوسف ادريس، وابراهيم أصلان، وجمال الغيطاني، وسليمان فياض، وسيد حجاب، وأحمد فؤاد نجم، وغيرهم من الأعلام العربية، حيث بدأ معهم في مجلة جاليري 68، لافتاً الى أن الراحل كان صاحب وجهة نظر في الكتابة والحياة.

من جهته، قال الأديب المغربي عبد العزيز بومسهولي :إن ما يجعل من تجربة الشارخ القصصية، تجربة فريدة بامتياز، إنما هو هذا الحفر في العلاقات البشرية، بوصفها تنطوي على أحداث مفاجئة ومواقف غريبة وأسرار وتحولات تنشأ عنها خيوط سردية مكتفة مقتطعة من الحياة اليومية للشخوص القصصية .

أرشيف إلكتروني لأكثر من 200 مجلة و13879عدداً

كشف فهد الشارخ نجل الراحل الكبير أن من أبرز المشروعات التي أنجزها والده ومن أهمها إنشاء أرشيف إلكتروني للمجلات الثقافية العربية، وتعيينه عدداً كبيراً من العاملين في 19 دولة عربية وغير عربية لجمع ونسخ هذه المجلات، بالإضافة إلى فريق فني عالي المستوى، وقد احتوى هذا الأرشيف أكثر من 200 مجلة تتضمن نحو 13,879 عدداً، تضم 480,119 مقالا لعدد 22,947 كاتباً، وبعدد صفحات مليون و700 ألف صفحة.

اللغة العربية يتيمة لا أب لها... ونحن أحق باحتضانها

استذكر الشارخ الابن بعــض مـــقولات فــقيد الكويت، ومن بينها أن "اللــغة العــربية لغــة يتــيمة لا أب لها"، لافتاً إلى أن محــــمد الــشارخ كان يــردد "من غيرنا أحق باحتضان اللـغة العربية وهي لغــة القرآن الكريم، كما أنها اللغة الوحيدة في العالم الــتي لا يزال شعرها المكتوب مـــنذ أكثر منذ 1500 ســنة يُقرأ ويفهم في معظمه"، مؤكدا أنه ـ رحمه الله ـ كان يعتبرها مصدر فخر وكبرياء "لأنه لا يوجــد لها مـثيل في العالم".

آخر الأخبار