تحريم الخمر وترخيصها... ماذا ورد في القرآن الكريم؟

حديث الأفق

أُمرنا باجتنابها لأنها رجسٌ من عمل الشيطان

العنصرية تُفقد الإنسان عقله أكثر من الخمر

تقديم النقل على العقل يدمره ويجمده

الله ترك أمرها لولي الأمر يمنعها أو يسمح بها

‏قصة منع الخمر في الكويت فيها الكثير من النوادر والطرائف، خصوصا في ما يتعلق بما سمي خلافات على الوكالات، غير أنها كلها ثبت عدم صحتها.

بعض دول الخليج أفسحت المجال في شراء وبيع الخمور، ووضعت تشريعات قاسية على من يظهر في مكان عام أو يقود سيارة وهو في حال سُكر.

لم يكن تشريع الخمر قانوناً في تلك الدول من فراغ، بل له أساس اقتصادي بحت، وترفيهي، فقد وجدت أن نسبة كبيرة من السياح الأجانب يشربون الخمر، ولهذا سمحت بها.

الأمر الآخر، هو المنع في الشريعة، وعلى هذا الأساس، نشر المفكر صانع المحتوى السعودي، جمال الشايع، بعض الأسئلة في مقطع فيديو، في ما يتعلق بعدم وجود آيات قرآنية زاجرة لمنع الخمر.

يقول الشايع في المقطع المصور: لماذا الخمر حرام، ولماذا لا توجد آية في القرآن لتحريمها؟

أضاف: الله سبحانه وتعالى فصّل لنا ما حُرم علينا، فأين تفصيل تحريم الخمر، ولماذا لم يذكر الله تحريمها في آيات التحريم؟

يقول المولى عز وجل: (إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ).

وقال الله في كتابه العزيز: (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ).

وفي ذلك لم يذكر الخمر، في التأكيد ليس نسياناً، تعالى الله سبحانه، بل هو لا يريد أن يذكر تحريم الخمر، فلو أراد فعل ذلك سبحانه شاء ما يريد، وعلينا أن نفهم، وقوله سبحانه: (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون...).

ظاهر الآية لا يحرم الخمر ولا يحرم السكر، لكن يمنع الاقتراب من الصلاة وأنت في حالة السكر ولا تعلم ما تقوله، ولو كنت شارب الخمر، ولو كنت في حالة سكر، لا تقرب الصلاة.

استدل البعض على تحريم الخمر بقول الله عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين).

قال سبحانه وتعالى: (فاجتنبوه)، ولم يقل (فاجتنبوها)، ولا (اجتنبوهم)، فهو يأمر باجتنابه لأنه رجس من عمل الشيطان.

والبعض يقول إن الاجتناب أشد من التحريم، وهذا كلام خطير، لأنه يعني أن الظن وقول الزور أشد من قتل النفس، وأشد من الشرك بالله، لأنه أمرنا باجتناب الظن والزور، وبينما سبحانه وتعالى حرّم القتل والشرك بالله.

فيما يقول البعض الآخر إنها حرام لأنها تفقد العقل، ونحن نرى الناس في العالم يشربون الخمر، ولا يفقدون عقولهم، بل فيهم عظماء ومفكرون وسياسيون.

في الحقيقة، لا شيء يفقد العقل كقول بعضهم قدِّم النقل على العقل، هذا هو الذي فعلاً يدمر ويجمد العقل، والحقيقة أن العنصرية والعصبية والغضب تفقد الإنسان عقله أشد مما تفعل الخمر، والبعض يقول إنه حرمها لأنها ضارة، فهل نحرم الدهون لأنها ضارة، أو السكريات، فالقاتل الأول على الكوكب هو الدهون، نرى أن الله ترك أمر الخمر لولي الأمر يمنعها أو يسمح بها وفق المصلحة العامة.

نكشات

التربية هي أن تعرف متى تتكلم، والأخلاق أن تستمع لمن يتكلم، والأدب ألا تقاطع من يتكلم، والذكاء ألا تصدق كل من يتكلم.

بعض الحكام الذين نهضوا ببلادهم لم يكونوا عباقرة، بل كانوا طموحين، وعرفوا كيف يستغلون العباقرة لصالح طموحهم.

ما أجمل أن يكون لدى الحاكم الطموح والرغبة في النهوض! فهكذا تسعد البلدان.

لماذا نسمي الذين دمروا بلدانهم وتسبّبوا في قتل شعوبهم شهداء، شهداء على ماذا، على الدمار والقتل والقرارات المجنونة؟

حتى الآن لدينا تضارب اختصاصات بين الوزارات والهيئات الحكومية، والمطلوب فكّ الاشتباك، إن وجد.

أيام الفوضى النيابية عندنا صدرت قوانين متخلفة، واليوم نحتاج إلى تعديلها أو إلغائها، لأن بعضها يوحي وكأننا دولة تخلف.

يُفترض أن بلادنا تُصدّر الفهم والتقدم إلى دول الإقليم، لكن جاء من يعبث بقيمنا وسلوكنا، بل عبث برؤيتنا المتقدمة لصالح التخلف، فتغيرنا وتخلفنا.

كل ما تحتاج إليه بلادنا أن تُحضّر مشاريع الرفاه ليسعد الناس بها، والتمتع في بلدهم بدل السفر إلى بلدان أخرى يضحكون فيها ويتسلون.