الاحتلال يشن عشرات الغارات على لبنان ودمّر مستشفى كمال عدوان بغزة

بيروت، عواصم - وكالات: أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس، أن قواته قضت على عشرات المسلحين ودمرت بنى تحتية ووسائل قتال متعددة في جنوب لبنان وغزة، مشيرا إلى اعتراض مسيّرة آتية من لبنان، بعد ساعات من شنه هجوما على إيران، لافتا إلى أن سلاح الجو شن نحو 70 غارة استهدفت مواقع تابعة لحزب الله، وبينها مواقع محصنة ومبان عسكرية ومخازن أسلحة وخلايا مسلحة ومقرات عسكرية، فيما نفذت فرق عسكرية إسرائيلية عمليات في المنطقة الحدودية مع لبنان، حيث قامت الفرق 91 و146 و98 بعمليات برية متنوعة، واستهدفت سبع غارات إسرائيلية، حارك حريك ومنطقتي الكفاءات وبرج البراجنة بالضاحية الجنوبية لبيروت، فضلا عن غارة على منطقة الليلكي، وشن عشرات الغارات على قرى الجنوب، وردّ "حزب الله" بوابل صوايخ.

وانتقاما لمقتل ثلاثة من جنوده وإصابة خمسة في المعارك، لترتفع حصيلة قتلاه إلى عشرة في يوم واحد، فخخ جيش الاحتلال قرى بجنوب لبنان وفجرها وقام بعمليات تفخيخ وتفجير واسعة في بلدتي ديرسريان والعديسة وأسقط بالونات حرارية فوق بلدات حدودية، وشن أربع غارات على بلدة أنصار وغارتين على بلدتي المجادل وبافليه، وخلفت الاستهدافات خمسة قتلى على تفاحتا جنوبا، وفي المقابل، رد "حزب الله" بإطلاق صواريخ تجاه مناطق عدة شمال إسرائيل، وصل منها 30 إلى الجليل الأعلى وفقا لوسائل إعلام إسرائيلية، كما أعلن الحزب قصف نحو خمس مناطق سكنية في شمال إسرائيل، فضلا عن استهداف مواقع عسكرية في المنطقة ذاتها وتجمعات جنود في جنوب لبنان، وأورد في بيانات متلاحقة أنه قصف بالصواريخ منذ الصباح كل من كريات شمونة ومتسوفا وجعتون ويسود همعلاه، إضافة الى الكريوت شمال مدينة حيفا.

وأعرب وزير حرب الاحتلال يوآف غالانت بتغريدة على حسابه في منصة "إكس"، عن تعازيه، مؤكداً أنها لحظات صعبة، قائلا إن كل الذين سقطوا في الأيام الثلاثة الماضية قاتلوا بإصرار وضحوا بأرواحهم من أجل هدف واحد مشترك، وهو أمن إسرائيل، داعيا إلى الوحدة في الدفاع عن البلاد خلال هذا العام المليء بالتحديات، حسب قوله. من جانبه، وبعدما أعلنت قوات الأمم المتحدة "اليونيفيل" انسحاب جنودها قبل يومين من موقع مراقبة تابع للقوة في بلدة الضهيرة الحدودية في القطاع الغربي في جنوب لبنان، بعد تعرّضه لإطلاق النار من الجيش الإسرائيلي، شدد الناطق باسم "اليونيفيل" أندريا تيننتي على أن جنود حفظ السلام يواصلون عملهم في مراقبة ما يحدث على الأرض ورفع التقارير رغم التحديات، مؤكدا أن القوت مازالت في مواقعها كاملة ولم تتحرك، مشددا على أنها لن تتحرك من مواقعها رغم كل التهديدات. وفي غزة، اتّهمت وزارة الصحة في غزة الجيش الإسرائيلي باستهداف آخر مستشفى ما زال يعمل في القطاع ما تسبب بوفاة طفلين، وبشن ضربات أوقعت نحو 38 شهيدا، حيث يشهد شمال القطاع أحلك لحظات الحرب، وفق مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك، الذي حذّر من أن الممارسات الإسرائيلية قد تصنف "جرائم فظيعة"، وأعلنت وزارة الصحة في غزة مقتل طفلين في قسم العناية المركزة في مستشفى كمال عدوان بعد توقف المولدات واستهداف محطة الأكسجين، مضيفة أن قوات الإحتلال تجري تفتيشا في المستشفى وتطلق النار داخل أقسامه بعد اقتحامه صباح الجمعة الماضي، واحتجاز مئات المرضى والطواقم الطبية وبعض النازحين الذين لجأوا للاحتماء به، وأبدت منظمة الصحة العالمية قلقها على مصير العاملين في المستشفى بعد انقطاع الاتصال بهم. وكان الدفاع المدني في غزة أعلن استشهاد نحو 12 فلسطينيا بغارات شنتها مسيّرات إسرائيلية على مجموعة تنتظر وصول مساعدات إنسانية في مدينة غزة بشمال القطاع، بعدما كانت ضربات أخرى أوقعت نحو ستة شهداء في المدينة، وفي خان يونس، استشهد نحو 20 شخصا على الأقل بينهم تسعة أطفال تقل أعمارهم عن 16 عاما في غارتين ليليتين إسرائيليتين، وأعلن جيش الاحتلال مقتل ثلاثة من جنوده.

في غضون ذلك، وبعد اجتماع الدوحة، التقى وفد أمني مصري وفدا من قادة "حماس" في القاهرة في إطار الجهود الرامية إلى استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة مقابل الإفراج عن المحتجزين في القطاع.