طهران فجراً خلال الهجوم الإسرائيلي (أب)
100 مقاتلة شنت ثلاث موجات من الهجمات استهدفت 20 موقعاً عسكرياً في طهران وخوزستان وعيلام
السعودية والأردن أكدا عدم استخدام أجوائهما... وضربات استباقية حيّدت دفاعات سورية وعراقية لتمر الطائرات
طهران، الرياض، واشنطن، عواصم - وكالات: بعد أسابيع من التهديدات المتبادلة بين البلدين، نفذت إسرائيل وعيدها وهاجمت إيران فجر أمس، رداً على الهجوم الصاروخي الإيراني الواسع الذي استهدفها في الأول من أكتوبر الجاري، والذي تم خلاله إطلاق نحو 200 صاروخ اعترضت غالبيتها، وبينما أعلن الجيش الإيراني استشهاد اثنين من جنوده جراء الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع عسكرية في محافظات طهران وخوزستان وعيلام، تعيش طهران مرحلة التقييم لتقرر الرد أو عدم الرد، دعت الولايات المتحدة الأميركية لإغلاق قوس التصعيد المتبادل، محذرة من جر المنطقة لحرب إقليمية لا تحمد عقباها.
وفي هذا الإطار جاء الرد الإسرائيلي خجولا في تقدير الكثيرين ولم يرق إلى مستوى رفع السقوف والتهديدات الإسرائيلية والإنذارات المتصاعدة التي سبقته، فضلا عن أنه جاء مسبوقا بإبلاغ تل أبيب، طهران، قبل ساعات كافية عبر أطراف ثالثة بطبيعة الأهداف التي سيتم استهدافها لتحضير نفسها، وتنسيق أميركي- إسرائيلي- إيراني كامل ومسبق، لم تخرج تل أبيب عنه كما كان متخوفا منه.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن فجر امس، أن نحو 100 طائرة مقاتلة إسرائيلية شنت ثلاث موجات من الهجمات على إيران، مشيراً إلى أنه استهدف 20 موقعاً في إيران، رداً على الهجمات الصاروخية التي شنتها طهران مطلع الشهر الجاري، وفي ساعات الصباح الأولى أمس، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي انتهاء هجوم دقيق نفذه، فجراً، ضد مواقع عسكرية إيرانية في مناطق عدة، رداً على الهجمات الصاروخية التي شنتها طهران مطلع الشهر الجاري، وبدأ الهجوم الإسرائيلي قبيل الساعة الثانية فجراً بالتوقيت المحلي على طهران، وبعد ذلك بفترة وجيزة، أعلن المتحدث باسم جيش الإحتلال دانيال هاغاري أن الغارات الجوية تم تنفيذها بناء على توجيه استخباري، وشملت مواقع إنتاج صواريخ إيرانية، مؤكداً أن جميع الطائرات المشاركة عادت إلى قواعدها بسلام، معلنا في بيان آخر انتهاء هجوم دقيق تم تنفيذه على ثلاثة مراحل، ضد مواقع عسكرية إيرانية، بينما نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصدر إسرائيلي مطلع قوله إن الهجوم على إيران لم يشمل منشآت نووية أو نفطية، وقالت القناة 12 العبرية إن الهجوم تم على موجات، واستهدف منشآت عسكرية ومصانع إنتاج الصواريخ الباليستية.
في المقابل، أكد الجيش الإيراني أن ضربات إسرائيلية استهدفت قواعد عسكرية في محافظات إيلام وخوزستان وطهران، وتسببت في أضرار محدودة، قائلا إن دفاعاته الجوية قلصت الأضرار التي سببتها الضربات، ثم عاد للإعلان عن مقتل جنديين إيرانيين في الضربات، بينما أكدت مصادر أنه لم يتم استهداف أي موقع للحرس الثوري الإيراني في الضربات، وقالت وكالة "مهر" أن الدفاع الجوي الإيراني تصدى لهجمات إسرائيلية على نقاط في محافظات طهران وخوزستان وإيلام، مشيرة إلى وقوع أضرار محدودة في بعض المواقع، يجري التحقيق بشأنها، مؤكدة أن الدفاعات الجوية تصدت لمحاولات إسرائيلية لمهاجمة مواقع في محيط العاصمة طهران ومناطق أخرى، كما نقلت وكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية عن مصادر حكومية قولها إن إيران كما أعلنت سابقاً مستعدة للرد على اعتداء إسرائيلي، مبينة أن إيران تحتفظ بحقها في الرد على أي اعتداء، ولا شك أن إسرائيل ستتلقى رداً متناسباً على أي عمل.
من جانبه، أكد المقر المركزي للدفاعات الجوية الإيرانية أنه تصدى لهجمات إسرائيلية استهدفت مراكز عسكرية في محافظات طهران وخوزستان وإيلام، مشيراً إلى وقوع أضرار محدودة في بعض المواقع، ويجري التحقيق بشأنها، بينما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن مسؤولين إيرانيين أن من المواقع المستهدفة بالهجوم الإسرائيلي، شملت منظومة الدفاع الجوي "إس 300" في مطار الخميني الدولي بالعاصمة طهران.
من جانبها، دعت الولايات المتحدة الأميركية إيران للتوقف عن مهاجمة إسرائيل لكسر دوامة العنف بعد الرد الإسرائيلي، وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي شون سافيت "نحض طهران على وقف هجماتها على إسرائيل لإنهاء دوامة القتال من دون مزيد من التصعيد"، بينما قال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، إن واشنطن لديها قنوات متعددة للتواصل مع إيران، مؤكداً سعي بلاده لتجنب أي سوء فهم، وبحسب وكالة "بلومبيرغ"، أضاف المسؤول الأميركي أن الإيرانيين يعلمون تماماً موقفنا بشأن قضايا عدة، وضمن ذلك المخاطر المرتبطة بسلوكهم، خاصةً إطلاقهم 200 صاروخ باليستي موجهة نحو مناطق سكانية مكتظة في أكثر مدن إسرائيل اكتظاظاً، مشيرا إلى أن واشنطن أبلغت موقفها للشركاء في المنطقة ونقله عبر قنوات متعددة بشكل مباشر وغير مباشر إلى إيران.
واعتبر الضربات الإسرائيلية على المواقع العسكرية في إيران "رد متناسب" على هجمات طهران السابقة، مشددا على ضرورة أن يكون هذا نهاية تبادل إطلاق النار المباشر بين الجانبين، نافياً مشاركة واشنطن في الهجوم، مشيرا إلى أن الرئيس جو بايدن عمل وفريقه للأمن القومي خلال الأسابيع الماضية مع الإسرائيليين؛ لتشجيع تل أبيب على رد يكون مستهدفاً ومتوازناً مع تقليل مخاطر الأضرار المدنية، قائلا "يبدو أن هذا ما تحقق بالفعل هذه المرة".
وأكد مسؤول سعودي أن المملكة لم تسمح باستخدام مجالها الجوي لاستهداف إيران، مشددا على أن المجال الجوي للمملكة لم يستخدم خلال الضربات الإسرائيلية على إيران، كما نفى الجيش الأردني سماحه لأي طائرة عسكرية بعبور أجواء المملكة، وقال مصدر عسكري أردني إنه لم يسمح لأي طائرة عسكرية بعبور الأجواء الأردنية، من قبل الأطراف المتصارعة في المنطقة، مضيفا أن القوات المسلحة كانت تتابع من كثب التصعيد العسكري الذي حصل خلال الساعات الماضية، مشدداً على أن سلاح الجو الملكي الأردني كان يراقب الأوضاع باهتمام بالغ، وعلى أهبة الاستعداد لحماية الوطن، وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" فإن الضربات على إيران جرت عبر الأجواء السورية والعراقية، فيما أكد مسؤولون إسرائيليون أن الضربة على إيران شملت في البداية بطاريات دفاع جوي ورادارات في سورية والعراق".
رحلات جوية تجارية حول المجال الجوي الإيراني حيث تم تعليق الرحلات في أعقاب إعلان إسرائيل شن ضربات دقيقة (أب)