زين وشين
القصة نفسها تتكرر في جميع مساجد الكويت، حين ينزل الغيث من رب العباد، نفع الله به البلاد والعباد، وجعله صيبا نافعا، لان وزارة «الاوقاف» تاركة الحبل على الغارب، وليس لها سلطة على المساجد، والأئمة لا يأتمرون بأمرها، فإنك تسمع في كل مسجد قصة «اجمع لا تجمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء».
هنا يتضح «عناد» بعض الائمة، حين يقول له الجماعة اجمع لا يجمع، واذا قالوا له لا تجمع جمع! لانه السلطان عليه، وتبعيته للحزب وليس للدولة ،واذا التبس الأمر عليه سأل مفتي الحزب، وتبع رأيهم.
يقول علماء السلف شرط جواز الجمع في المطر أن يكون العذر، وهو المطر موجود حال استباحة الرخصة، لأن الجمع مع عدم نزول المطر جمع بغير عذر، ولذلك اشترط كثير من الفقهاء وجود المطر عند افتتاح الأولى (الصلاة) لأنه وقت النية، وعند افتتاح الثانية لأنه وقت استباحة الرخصة.
ويقول العلامة ابن عثيمين، رحمه الله: «لمطر يبل الثياب»، يعني: إذا كان هناك مطر يبل الثياب لكثرته وغزارته، فإنه يجوز الجمع بين العشاءين، فإن كان مطراً قليلاً لا يبل الثياب، فإن الجمع لا يجوز، لأن هذا النوع من المطر لا يلحق المكلف فيه مشقة!
مما سبق يتبين ان الجمع بالمطر رخصة، والله عز وجل يحب ان تؤتى رخصه، كما يحب ان تؤتى عزائمه، ما يعني أن الله، عز وجل، يحب للمسلم أن يأخذ بالرخص الشرعية التي رخصها لعباده، رحمة بهم؛ كما قال سبحانه: «يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر»، لكن مشكلتنا بالقرار الغائب في وزارة «الاوقاف» لديها لجنة إفتاء، وتعرف متى يجوز الجمع، ومتى لا يجوز، ومع ذلك تترك الائمة على راحتهم، وكأنما عدمت وسائل الاتصال.
غياب القرار القوي الملزم جعل المساجد تفقد دورها الفاعل، ورسالتها، ويا ليت ادارة المساجد تبين لنا بماذا هي مشغولة، إذا كانت المساجد لا تزال تختلف بين اجمع ولا تجمع... زين.