العاهل المغربي الملك محمد السادس مصافحا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لدى وصوله إلى العاصمة المغربية "الرباط" ليل أمس (وكالات)
ماكرون يبدأ زيارة رسمية للرباط ويدشن مشاريع استثمارية بالأقاليم الصحراوية وفتح قنصلية ومركز ثقافي بالعيون
الرباط، باريس، عواصم - وكالات: تدخل العلاقات المغربية- الفرنسية مرحلة جديدة، بزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي بدأها إلى الرباط ليل أمس وتستغرق ثلاثة أيام، وهي زيارة تهدف لإعطاء زخم جديد للشراكة التاريخية بين المغرب وفرنسا، ويسعى فيها الرئيس ماكرون مع العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى توطيد علاقات بلديهما، حيث تقدم العاهل المغربي الملك محمد السادس مستقبلي ضيفه في المطار على وقع 21 طلقة مدفعية، وبعدها توجها معا إلى القصر الملكي في سيارة مخصصة للمراسم لإجراء لقاء ثنائي يليه توقيع اتفاقيات في مجالات الطاقة والمياه والتعليم والأمن الداخلي. وفي مؤشر إلى الإرادة الفرنسية في تعزيز الشراكة بالكامل، يرافق وفد كبير إيمانويل ماكرون، ويشارك في الزيارة نحو عشرة وزراء بينهم وزير الداخلية برونو ريتايو الذي سوف تكون تصريحاته حول الهجرة موضع ترقب، فضلا عن وزراء الاقتصاد أنطوان رمان والتربية الوطنية آن جينيته والثقافة رشيدة داتي، وهي من أصول مغربية، كما يشارك في الزيارة رؤساء مجموعات مثل "إنجي" و"ألستوم" و"سافران" و"توتال إنرجي" و"سوييز"، فضلا عن ممثلين لشركات مثل "إيرباص" و"فيوليا" و"تاليس".
ومن المرتقب أن توثق زيارة الدولة التي يقوم بها ماكرون بمرافقة زوجته بريجيت ماكرون إلى الرباط تلبية لدعوة العاهل المغربي الشراكة الستراتيجية بين البلدين، ويعزز ذلك حجم الوفد الرسمي رفيع المستوى المرافق للرئيس الفرنسي والمكون من عشرة وزراء وعدد من البرلمانيين وممثلي الشركات ورجال الأعمال وشخصيات من عالم الثقافة والأدب والفن، وعن الزيارة، قالت وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة المغربية في بيان إنها تعكس عمق العلاقات الثنائية القائمة على شراكة راسخة وقوية بفضل الإرادة المشتركة لقائدي البلدين لتوطيد الروابط المتعددة الأبعاد التي تجمع البلدين.
وفيما من المقرر أن يلتقي ماكرون خلال زيارته بالعاهل المغربي الملك محمد السادس ورئيس الوزراء المغربي عزيز أخنوش ويلقي كلمة أمام البرلمان المغربي، أشادت الصحف المغربية في الأيام التي سبقت الزيارة بلم الشمل الدافئ وشهر العسل الجديد بين البلدين، فيما تم رفع الأعلام الفرنسية في جميع أنحاء الرباط، وقال وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو للأسبوعية الفرنسية "لا تريبون دو ديمانش": "نريد تجديد (علاقاتنا) فضلا عن التطلع للعقود المقبلة، من خلال تحديد أهداف طموحة جدا في مجالات كثيرة".
ويمكن القول إن عقدة العلاقات بين البلدين انفكت بعد الاعتراف الفرنسي بسيادة المغرب على الصحراء المغربية، وانفتح على إثر ذلك أفق ستراتيجي لا محدود لتوثيق الشراكة بينهما ليبدأ فصل جديد في العلاقات التاريخية بين البلدين، وتسعى باريس خلال الزيارة التي تستمر ثلاثة أيام إلى توقيع عدد من الاتفاقيات والعقود مع المغرب في مختلف المجالات والقطاعات منها الطاقة والصناعة والدفاع والأمن والتكنولوجيا والهجرة والثقافة والتعليم والبيئة، ومن شأن ذلك تثبيت مركز فرنسا كشريك ستراتيجي للمغرب إذ يعتبر البلد الأوروبي المستثمر الاول في المغرب بنحو ألف شركة فرنسية، كما من المتوقع أن يكشف الرئيس الفرنسي خلال لقائه بالعاهل المغربي عن جملة من المشاريع الاستثمارية الموجهة للاقاليم الصحراوية مع إعلان نية فرنسا فتحها قنصلية ومركزا ثقافيا في مدينة العيون بالصحراء المغربية.
وتأمل الرباط تأمل أن ينعكس الموقف الفرنسي الجديد استثمارات فرنسية واسعة في المنطقة التي تزخر بموارد سمكية ضخمة وعلى صعيد الطاقة الشمسية والرياح والفوسفات، وقد تنعكس زيارة الرئيس الفرنسي أيضا مجموعة واسعة من العقود، مع أن الطرفين توخيا التكتم حول آخر المفاوضات الجارية بهذا الشأن، وقد تتمكّن شركة "إيرباص هليكوبترز" من بيع 12 إلى 18 مروحية "كاراكال" للقوات المسلحة المغربية خلال الزيارة، وفق مصادر متطابقة، وتأمل فرنسا في أن تبقى الطرف الرئيسي في توسيع خط القطارات السريعة بين طنجة وأغادير بعد تدشين الجزء الأول بحفاوة من جانب محمد السادس وإيمانويل ماكرون في 2018.