الاثنين 12 مايو 2025
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 طلال السعيد
كل الآراء

مصطلحات ثورية

Time
الاثنين 28 أكتوبر 2024
View
40
طلال السعيد
زين وشين

مواطن يخالف القانون، ثم يُحال إلى القضاء، ويُحاكم في ثلاث درجات التقاضي بحضور محاميه، ثم يحكم عليه بالسجن لثبوت التهمة، فكيف يصبح معتقل رأي أو مناضلاً سياسياً، أو إلى آخر ذلك من "المصطلحات الثورية"، التي ينقصها "وليخسأ الخاسئون"، لكي تكتمل تلك الشعارات التي لم تعد تنفع، ولا تشفع.

من أوقع نفسه تحت طائلة القانون عليه أن يتحمل النتائج، مثله مثل أي مواطن آخر، خصوصاً، أن كل الشعب الكويتي متفق على كفاءة ونزاهة القضاء الكويتي، والأحكام تصدر باسم صاحب السمو الأمير، رعاه الله، من هيئة قضائية نزيهة مستقلة، لا سلطة لأحد عليها، ورغم ذلك لا يزال هناك من يصنف مخالفي القانون، وفق انتماءاتهم السياسية، إلى مناضلين، وسجناء رأي، ومعتقلين، ويحاول أن يضيف صفة البطولة لهم، من دون ذكر القضية التي سجن عليها، أو حتى قراءة ديباجة الحكم التي عادة ما ترفق بالأحكام بعد صدورها.

لقد ذهب إلى غير رجعة زمن البطولات، والخروج إلى الشارع، والهتافات باسم الشعب، فيما هو أساساً لم يفوض أحداً بأن يهتف باسمه، أو نيابة عنه، بل إن الشعب يريد الهدوء والسكينة، والاستقرار، ووحدة الجبهة الداخلية، خصوصاً في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة، أو في زمن الحروب، الذي نحن فيه حالياً، والصواريخ تمر من فوق رؤوسنا، وهي في طريقها لقصف أهدافها.

لم يكن السجن، في يوم من الايام، طريقاً للكفاح، والنضال، والبطولات، ولا يُسمَى معتقلاً من صدر ضده حكم من محكمة مدنية مستقلة، بسبب وقوعه تحت طائلة القانون، ولسنا بحاجة إلى قصص البطولات الوهمية، التي يغردون بها على حلقات، وكل يتحدث عن بطولته، حتى من غادر الكويت بمحض إرادته، وقال: "إنني منعت من دخول بلدي"، وجعل من ذلك قصة بطولة!

البطل الحقيقي هو الذي يقول كلمة الحق مقتنعاً أن في ذلك إصلاحاً لموطن خلل يراه، ويشير إلى الخطأ، ويضع البديل من أجل المصلحة العامة، وفق الدستور وقوانين الدولة.

أما النضال والبطولات الوهمية، والحديث عن الاعتقال، فلا مكان له في الكويت بلد الحريات...زين.

آخر الأخبار