ولا بِشسع نعل كليب، هكذا هي المرأة الغزاوية، وهكذا يرد على مثل هؤلاء الخونة
اي نساء في الدنيا يشبهن نساء غزة، اي نساء ينجبن شهداء كنساء غزة.
"إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ" (سورة النور، الآية 23). نساء غزة هنَّ دررٌ في تاج الصبر، أرواحٌ تمضي بأقدام ثابتة، قلوبهن تعانق السماء، وهنَّ في معركة لا تعرف التراجع.
في قلب كل امرأة غزاوية صرخة تكاد تهز الأرض من تحت أقدام الظلم؛ إنها صرخة الحياة، والعزيمة، ونداء الكرامة، إنهن لا يكافحن فقط من أجل البقاء، بل من أجل الأمل، والحياة الحرة التي طالما حلم بها أطفالهن.
تحت القصف، لا ينكسرن، بل يُصبنَ بقوةٍ جديدة، كجذوع الزيتون الراسخة في أرضٍ تعشق الثبات، يمسحن دموع أطفالهن بيدٍ، ويرفعن شراع الصبر باليد الأخرى، وكأنهن يحملن العالم فوق أكتافهن، ولا يزلن مبتسمات، شامخات، غير خاضعات.
تحرق النيران منازلهن، وتدمر البيوت فوق رؤوسهن، لكن روحهُن تُحلِّق كالنسر في سماء الحرية، لا تهاب الظلام ولا تنكسر أمام العواصف.
في ساحات العلم، تتصدر الغزيات، يعلمن الأجيال معنى القوة، ويغرسن في نفوس الأطفال بذور الأمل والبقاء، ويعلّمنهم أن الحرية ليست هبة، بل تُؤخذ، وأن العيش بكرامة هو قدرٌ لمن صبر وكافح ورفع رأسه رغم الألم.
وهنَّ كذلك، في وجه العوز والحصار، يعجنّ خبز الكرامة بعرق الجبين، ويقتسمن لقمة العيش بابتسامة الرضا والإيمان.
نساء غزة لا يعرفن الانهزام؛ لهن قلوبٌ كالحجارة، تعاند كل ظلم، عيونهن لا ترى سوى النور رغم كل هذا الظلام. يحملن بين أيديهن طين الأرض، ويصنعن منه بيوتاً من عزة، وهن يقفن على حافة الحياة، يأخذن منها عِبرةً وكرامةً، ويرسلن للعالم رسالةً خالدة: نحن هنا، باقون، كالنخيل، نثبت أمام الرياح، ونرتفع نحو السماء.
محام كويتي