زين وشين
مشكلة بعضنا، وليس كلنا، أننا نشغل أنفسنا بقضايا الآخرين، ونصبح موضوع نقاش، بين مؤيد ومعارض، بل ويطال بلادنا من سببنا كلام لا نرضاه بسبب تغريدة غير مسؤولة، مع العلم أن لدينا من القضايا المحلية ما يغنينا عن الخوض في قضايا الآخرين، إلا أن البعض يصر على أن يكون رقيباً على العالم، ويرى أن ذلك من حقه، ولا يعترف بالخطأ.
في هذا الوقت الحرج بالذات، الأجدر بنا أن ننشغل بتحصين جبهتنا الداخلية، والحرص على تجنيب بلادنا ويلات الحروب، التي تدور حولنا، وذلك أفضل بكثير من أن نتدخل في ما لا يعنينا، ونكون مع هذا ضد ذاك، أو نحرض ذاك على هذا، أو نطعن في أعراض الناس، مهما كان موقفنا منهم، ولعل أهم ما نقوله : الله يرفع عنهم، ولا يبتلينا. الشعب الكويتي عرف مرارة الاحتلال، وعرف قسوة التشرد، والإبعاد أو الابتعاد عن تراب الوطن، بسبب شراسة جلاوزة جنود النظام العراقي المحتل، وتنكيلهم بكل ما هو كويتي، إلى درجة أنهم يقتلون المواطن الكويتي أمام بيته، وأمام أطفاله بحجة أنه مقاوم للاحتلال، وبالتالي يطلبون من عائلته دفع ثمن الرصاصات التي أطلقت عليه!
الشواهد على ذلك كثيرة، وكلها معروفة وموثقة، الأمر الذي يفرض علينا أن نشعر بمعاناة الآخرين أكثر من غيرنا. نعم هناك من خذلنا، وأعان جيش الطغاة علينا، رغم اننا اصحاب حق ومجّد، بل لا يزال يمجّد الطاغية، رغم هلاكه، جاعلاً منه بطلاً، متناسياً تلك الحفرة التي ختم حياته بها.
ورغم كل ذلك نحن نتألم لألمهم، ونساعد قدر استطاعتنا، ولا ننسى الواجب الإنساني، ونقول لكل صاحب رأي أو ناشط في وسائل التواصل الاجتماعي: إما قل خيراً أو اصمت، ولا تكن سبباً في هجوم الاخرين عليك وعلى بلدك، فهناك من ينتظر أقل خطأ ليهاجم دولة الكويت، وأهلها، ونحن لا يسعدنا أن يصبح مواطناً كويتياً هدفاً للسب والقذف، يتعلم فيه الرماية من لا يعرفها.
في الوقت نفسه لا يسعدنا أن يصدر من مواطن كويتي قذف لمحصنة، أو كلام غير لائق بحق شعوب تذبح بالجملة، لأنها فقط تحاول أن تتمسك في وطنها، وتعيش على ترابه.
نعلم علم اليقين أن المسؤولية فردية، لكن من يقول لكل هؤلاء إن هذا الإنسان، أو ذاك يمثل نفسه ولا يمثل توجهات الدولة؟
يقول الخالق عز وجل في سورة الانعام: (وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
هنا نتوقف... زين.