الاثنين 05 مايو 2025
30°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
العالم شهد أمس أن ملك المغرب بخير
play icon
الافتتاحية

العالم شهد أمس أن ملك المغرب بخير

Time
الثلاثاء 29 أكتوبر 2024
View
720
أحمد الجارالله

في ظهور الملك محمد السادس بمقدم استقبال الرئيس الفرنسي، ثمة رسائل عدة، كانت موجهة إلى الداخل المغربي والخارج، أهمها تبديد الشائعات بشأن صحة الملك التي أثيرت في بعض وسائل الإعلام خارج المملكة، وكان القصد منها التشويش على الدور الكبير الذي تؤديه الرباط في المنطقة العربية عموماً، وأفريقيا على وجه الخصوص.

ثاني تلك الرسائل موجهة إلى أوروبا، حيث كانت هناك محاولات، من الجانب الفرنسي تحديداً، بعد أن شهدت العلاقات بين البلدين خلال العامين الماضيين توترات عدة، للضغط على المملكة، إلا أن الإصرار المغربي على الموقف الصلب فرض على فرنسا أن تعود عن تلك المحاولات، والدليل زيارة الدولة التي قام بها ماكرون، فهي تكريس للمصالحة بين باريس والرباط، وطي صفحة الخلافات، التي عملت على تأجيجها بعض الدول الساعية إلى محاصرة الدور المغربي أفريقياً.

هنا لا بد من الإشارة إلى أن باريس تدرك، كما العواصم الأوروبية كافة، أن مدخلها إلى القارة السوداء عبر بوابة الرباط، ولا يمكن حيادها عن هذا الطريق إذا أرادت إعادة حضورها إلى تلك المنطقة الغنية بالموارد، والخزان البشري.

أما في الشق الداخلي، فقد اعتاد المغاربة الجولات المستمرة للملك في البلاد كافة، ولهذا كانت الشائعات قد أثارت بعض المخاوف، لكن الحنكة في التعامل معها تكون من خلال حدث له دلالاته، ولهذا اطمأن الشعب المغربي إلى ظهور الملك في كامل صحته ونشاطه، خلال استقبال ضيفه الكبير، خصوصاً أنه حمل الكثير من الملفات، التي تحاول باريس من خلالها رسم أهداف طموحة في المملكة.

في هذا الشأن، يطول الحديث عن الإمكانات الكبيرة للدولة العربية الأفريقية الكبيرة، وإذا طالعنا على ماذا تركزت المباحثات، نجد أهمية التعويل الفرنسي على المغرب، إذ كانت اتفاقيات في مجملها تدور حول الطاقة والمياه والتعليم والأمن الداخلي، وهذا يفتح الأبواب أمام إعادة عجلة المشاريع إلى الدوران، وبالمناسبة، فإن المعروف بين الشعب المغربي أن الملك يتابع مباشرة هذه الأمور، خصوصاً ما يتعلق بالبنية التحتية.

منذ أكثر من عقد، أصبحت المملكة نقطة مركزية في الاستثمارات، بعد تحولها شريكاً في عدد من المصانع الكبرى، أكان في السيارات، التي بعضها تُصدّر إلى أوروبا، بعد ما كانت تستورد الرباط كل هذا من القارة العجوز، أو غيرها من الصناعات، وهذا ما تعول عليه القارة الأفريقية المحتاجة إلى كل السلع من أجل تخفيف فاتورة الاستيراد الكبيرة المستنزفة معظم مداخيلها، كما تعول عليه أوروبا الساعية إلى فتح أبواب كي تتخلص من أزماتها المزمنة.

علينا هنا الاعتراف أن الملك محمد السادس لديه حكمة وحنكة في معالجة الأزمات والأمور بهدوء، وهذا ما دفع إلى تعميق صداقات المملكة بالكثير من الدول الأفريقية، والعالم، وها هي الرباط بدأت تجني ثمارها، أكان بالاستثمارات في القطاعات كافة، أو من خلال جعل المملكة منطقة سياحية، ومقصداً للعيش وملاذاً بسبب الاستقرار، أمنياً واجتماعياً.

المغرب أثبت طوال العقود الماضية حرصه على العلاقات العربية عموماً، والخليجية خصوصاً، وهذه أيضاً نقطة تسجل لهذا البلد الكبير الذي يسعى دائما إلى أن يكون على مسافة واحدة من جميع الأشقاء، لأن القناعة هي أن الأخوة العربية يجب أن تترجم أفعالاً، وليست أقوالاً فقط.

ربما هناك من لا يزال يسعى إلى تشويه صورة الرباط الناصعة، لكنه يقع في شر أعماله، فيما صاحب الحق سلطان اسمه محمد السادس، والكتاب يُقرأ من عنوانه.

  • أحمد الجارالله
آخر الأخبار