الخميس 02 يناير 2025
14°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 عبدالرحمن خالد الحمود
كل الآراء

مصيبة أن تبدأ قصيدتك بكفر

Time
السبت 02 نوفمبر 2024
View
280
عبدالرحمن خالد الحمود
بالمرصاد

هذا ما فعله السيد نعيم قاسم الأمين العام الجديد لما يسمى "حزب الله" عندما تحدث للمرة الأولى، مدشناً منصبه الجديد حين قال (لا فض فوه) إن المقاومة اللبنانية لا تقاتل نيابة عن أحد!

فاذا كان سلفك الراحل، وقدوتك في الجهاد، قد أعلنها صراحة، وفي كل مناسبة ـ وما أكثر مناسباتكم ـ أن كل ما تملكون من أسلحة ومرتبات وأغذية ـ وكل ما بين هذا وذاك هو من الجمهورية الإسلامية في إيران، وبأوامر من آية الله الولي الفقيه خامنئي!

فهل هي تقية جديدة تحاول بها يا سيد نعيم أن تبدأ عصرك بها، بعد أن شعرتم أن صراحة الأمين الراحل قد أضرت بكم، وبحزبكم العتيد؟

شخصياً لم أحاول قط سبر أغوار المستقبل، أو التنبؤ بما سيفعله صناع تاريخ الحاضر، من ساسة وعسكر وبعض الطارئين من هؤلاء وأولئك، لكني أحاول عبثاً ربط أحداث التاريخ الماضي القريب مع ما نعيشه من أحداث كي لا أشطح كثيراً في توقعاتي كمدمن في التشاؤم، وكذلك لا أبالغ في التفاؤل الذي يبدو لنا أحياناً كالسراب الذي يكثر في صحارينا، وفي عقول الكثيرين من قادتنا، فأقول بعد التوكل على من لا رادّ لقضائه: إنك ومع الاحترام الشديد لشخصك، لن تصل الى الحضور أو الكاريزما التي حباها الله لسلفك، لأن مثل هذه الموهبة هي إحدى نِعَمْ الله على عباده يهبها لمن يشاء، وعليه فإنه ونظراً لما ستبديه من مواقف لمعالجة كل ما سيواجهك من أحداث، كأمين عام لحزب فقد نصف قوته، على أقل تقدير، فقد تجعلك هذه المواقف تلامس الزخم الذي كان يخلقه سلفك لنفسه، خصوصا حين يعلن إعلامه المؤثر، حينذاك، عن خطاب سيلقيه سماحته، والتي غالباً ما تكون ردود فعل عما كان يرتكبه العدو من مجازر مذلة، لم يشهدها تاريخنا العربي والاسلامي على مر العصور.

قد لا أذيع سراً عزيزي القارئ اذا قلت إنني كقومي عربي خُدعت بالشعارات التي كان يرفعها الامين العام الراحل، وكتبت مقالات عدة أشيد به وبحزبه، لا سيما بعد تحرير الجنوب اللبناني من براثن أقذر خلق الله، وحربه مع هذا العدو عام 2006، أما النكسة التي كشف بها "حزب الله" عن حقيقته حين بالغ في طائفيته المقيتة، عندما قتل وشرد الشعب السوري، من أهل السنة والجماعة، حماية للنظام المتطرف للفرس، ويعلم الله عن حجم المعاناة التي كنت ألقاها من بعض المراقبين والأصدقاء، وبعض المسؤولين بسبب تلك المقالات، وكما حدث تماماً لمواقفنا المؤيدة لديكتاتور العراق، آنذاك، حين كان يخدعنا بالدفاع عن البوابة الشرقية للعالم العربي، واذا به يجعل من هذه البوابة الوهمية حجة، ومنطلقاً لاجتياح كل من وقف معه لضمان صموده أمام تلك البوابة!

إن كل ما نتمناه أيها الامين العام الجديد، كعرب ومن كل الطوائف والملل، أن تتضافر جهودكم، كلبنانيين، كي تعيدوا بلادكم الجميلة الى ما كانت عليه كنافذة نطل من خلالها على العالم المتقدم بأسره، وواحة أمن وأمان يلوذ بها كل من فقد بعض، أو إحدى متع الدنيا والله الموفق.

كاتب كويتي

آخر الأخبار