حوارات
يكون الإنسان صاحب فضل عندما يكون كثير العطاء، وحريصاً على فعل الخير والمعروف، في السرّ وفي العلن،
وصاحب الفضل هو من يُحسِنُ الى الناس في كلامه وأفعاله، لإدراكه قيمة هذا التميّز الأخلاقي، وما يجلب له من حسنات ورضى نفسيّ ذاتي، وطمأنينة روحيّة فريدة من نوعها، وهو بالطبع، من يتغلّب على نفسه الأمّارة بالسوء، ويتحكّم بهواه، ويجريهما مجرى الخير والفضيلة.
ومن المقوّمات السلوكيّة والأخلاقية التي تجعل الانسان صاحب فضل في عالم اليوم، نذكر ما يلي:
-حبّ الخير للناس: يحبّ صاحب الفضل الخير للآخرين، ويساهم في ذلك بكلامه وتصرّفاته الشخصية، ويدلّ الناس على الخير وما فيه منفعة لهم، من غير أن يتوقّع مقابلاً لذلك، وتتّسم تصرفاته بحبّ الخير للناس، فلا يقول شيئاً ولا يفعل شيئاً في الحياة العامة ما لم يغلّفه حبّ شديد للخير، وبذل فريد من نوعه للمعروف، ولكل ما هو حسن أخلاقياً.
-نقاء القلب من الغيرة والحسد: يسعى صاحب الفضل بشكل مستمر الى تنقية عقله وقلبه من الغيرة والحسد تجاه الناس الآخرين، وهو يخوض في ذلك معارك مستمرة مع النفس الإنسانية الأمّارة بالسوء والهوى البشري المتقلّب. ويربط نقاء قلبه من الغيرة والحسد بصعوده التدريجي على سلّم الدرجات الرفيعة في حسن الخلق.
-لا يمُنّ بما صنع: لا يمُنّ صاحب الفضل بما قال أو فعل من عمل الخير والمعروف، فلا يؤذي الآخرين بتعديده أفضاله عليهم، ولا يتطاول عليهم لإدراكه أنه هو نفسه أداة سخّرها الله عزّ وجلّ لإيصال أو لإسباغ نِعَمِه على عباده، وستجده يفرح بأدائه لدور من يوصل الخير للناس.
-حسن الخلق: يقول رسولنا الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الحديث الشريف: "اتَّقِ اللَّهَ حيثُ ما كنتَ، وأتبعِ السَّيِّئةَ الحسنةَ تمحُها، وخالقِ النَّاسَ بخلقٍ حسنٍ"، ومعاملة الناس بالأخلاق الحسنة هو العنوان البارز لعلاقات صاحب الفضل بالآخرين، وهو يمارس هذا السلوك الأخلاقيّ ليس تصنّعاً، بل بسبب إيمانه الثابت بأنّ المسلم حسن الخلق هو سفير دينه الحنيف، في كل وقت وفي كل مكان.
كاتب كويتي
DrAljenfawi@