زين وشين
كلنا تقريباً، إلا ما قل منا، نعرف من هو المدعو كمال الخطيب، فليس له ثقل سياسي، لكن يقال إنه نائب رئيس "حماس" الفلسطينية، وقد تكون حكومة العدو الإسرائيلي تعرفه أكثر منا، وتستطيع أن ترسل له في يوم من الايام مسيّرة تقصف عمره، وإن لم تكن تعرف مخبأه فهناك الف عميل وعميل يدلهم على موقعه. المهم أن هذا المناضل "الحمساوي" لا يطالب بتحرير فلسطين، ولاتهمه فلسطين بشيء، لكنه يطالب، وعلى رؤوس الأشهاد بتحرير مكة المكرمة مما أسماه "الاحتلال السعودي"! هذا هو الكفاح بعقيدتهم المشكوك فيها، وهذا هو الحل!
يهادنون المحتل الحقيقي، ويحاربون الإسلام الحقيقي، دين الفطرة الذي تمثله المملكة العربية السعودية، حتى إن اللقب الرسمي للملك السعودي هو خادم الحرمين الشريفين.
ولن أتكلم عن الإنجازات السعودية، خصوصاً في خدمة الحرمين الشريفين، التي أصبحت معروفة للجميع، بل ويراها مسلمو العالم على مدار الساعة في النقل المباشر من الحرمين الشريفين عبر شاشة التلفزيون السعودي، أثناء الصلوات، وهذا خلاف ما يراه الملايين من المعتمرين والحجاج على أرض مكة المكرمة والمدينة المنورة، منذ ولوجهم إلى المملكة العربية السعودية، حتى مغادرتهم، شاكرين ومقدرين، والناس شهداء الله في ارضه، وهذا خلاف مواقفهم المشرفة من القضية الفلسطينية. المضحك المبكي أن هذا "الحمساوي" المسكين لا يستطيع أن يحرر نفسه، ويطالب بتحرير الحرمين من "احتلال آل سعود"... والله وبالله، لو لا سمح الله لو حصل أي مكروه، لرأيت الدم إلى الركب في هذه الأماكن المقدسة، ولما تمكنت أنت وغيرك من أداء المناسك، لا حج ولا عمرة بهدوء وسكينة، إلا تحت السلاح، ودفع الرشاوى، ولرأيت الأصنام تعود إلى صحن الطواف، ولرجعت عبادة القبور، والشرك الأصغر والأكبر، مثلما كان يروي لنا الآباء والأجداد!
لا أعرف ما الذي يجعل المواطن الفلسطيني يتعمد استعداء الآخرين، وهو بأمس الحاجة إلى الدعم، ولا أعرف ما الذي يجعله يشغل وقته بالتفكير بالسعودية وغيرها، وهو لديه ما يشغله. الغريب أننا في السعودية والخليج كله نضع القضية الفلسطينية أولى أولوياتنا، بل هي قضيتنا الأولى، بينما هم يناصبوننا العداء. للعلم هذا الكلام لم نسمعه من هذا النكرة فقط، بل نسمعه بكثرة من خطباء جمعتهم، وخطاباتهم السياسية، وسط تصفيق وحماسة الغوغائيين و"الحمساويين"، بينما خطيب الجمعة في مكة يدعو في كل خطبة لفلسطين وأهلها، وكذلك خطيب الحرم النبوي. وهذا هو الفرق بيننا وبينهم، نحن ندعو لهم وهم يدعون علينا، ونحن ننادي بتحريرهم، وهم ينادون باحتلالنا، فاعتبروا يا أولي الألباب.
اللهم احفظ خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده، واجعل الحرمين الشريفين بأمن وأمان، تحت القيادة السعودية الفاضلة، واجعل كيد الكائدين في نحورهم، وأشغلهم بأنفسهم عنا. قد يقول قائل: أنت كويتي وتدافع عن السعودية.
فأقول له: ألا تعلم علم اليقين أنه إذا لطم الأنف لا بد وأن تدمع العين...زين؟