- الاتفاقيات الجديدة وسعت الأساس التعاقدي والقانوني لمزيد من تطوير العلاقات الشاملة
- "صندوق التنمية" استثمر 85 مليون دولار في مشاريع الطاقة والنقل والبري منذ عام 2001
- للبلدين مصالح مشتركة في مكافحة الإرهاب والتطرف على المستوى الثنائي والدولي
ـ ترشيد استخدام الموارد المائية من خلال تنفيذ التعاون الدولي البناء
ـ لا حل للصراعات إلا بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة بما في ذلك إقامة دولة فلسطينية مستقلة
أكد رئيس جمهورية طاجيكستان إمام علي رحمان أن بلاده تولي أهمية كبيرة لتطوير العلاقات مع دولة الكويت في سياستها الخارجية، معرباً عن التقدير عالي المستوى لعملية تطوير العلاقات المتعددة الأوجه بين طاجيكستان والكويت وآفاقهما المستقبلية "والتي تقوم على القيم الثقافية المشتركة والثقة والاحترام والتفاهم المتبادل".
جاء ذلك في لقاء صحافي أجرته المدير العام لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) الدكتورة فاطمة السالم مع الرئيس رحمان بمناسبة زيارته الرسمية إلى دولة الكويت.
وقال الرئيس رحمان إن حزمة الوثائق الجديدة التي تم التوقيع عليها خلال هذه الزيارة قد وسعت الأساس التعاقدي والقانوني ووضعت أساسا مناسبا لمزيد من تطوير العلاقات الشاملة.
وأضاف "نعتقد أن البلدين لديهما فرص وفيرة غير مستغلة لمزيد من توسيع التعاون متبادل المنفعة خاصة في مجالات الطاقة والصناعة والزراعة والنقل والسياحة والرعاية الصحية والإنسانية وغيرها".
وبين الرئيس أن العام المقبل سيصادف الذكرى الثلاثين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين طاجيكستان والكويت حيث سيكون العام المقبل مرحلة نوعية جديدة في مسار العلاقات الثنائية، مؤكدا أن طاجيكستان والكويت تواصلان التعاون المفيد في إطار المنظمات الدولية والإقليمية ويدعم كل منهما مبادرات الآخر على الساحة الدولية.
تعزيز التعاون
وأعرب الرئيس رحمان عن استعداد بلاده لمواصلة تطوير وتعزيز العلاقات الودية والتعاون متبادل المنفعة باستخدام جميع الأدوات الثنائية والمتعددة الأطراف القائمة.
وحول تطوير التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين، اعتبر الرئيس أن قضايا توسيع التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري مع دولة الكويت من الاتجاهات ذات الأولوية في علاقاتنا، مبينا أنه خلال عهد الاستقلال شهدت بلادنا تطورا سريعا وحققت إنجازات مهمة إذ وبلغ متوسط معدل النمو السنوي لاقتصاد الجمهورية على مدى السنوات العشر الماضية أكثر من 7 في المئة.
وأضاف تقيم المنظمات المالية الدولية طاجيكستان كدولة ذات اقتصاد سريع النمو وفرص استثمارية مواتية موضحا أن لدى بلاده تعاونا موثوقا وناجحا مع معظم المؤسسات المالية الدولية وشركاء التنمية الآخرين.
وأشار إلى أنه منذ عام 2001 استثمر الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية أكثر من 85 مليون دولار أميركي في تنفيذ مشاريع الطاقة والنقل والبري في المشاريع الاستثمارية الحكومية في طاجيكستان، مؤكدا الاستعداد للتعاون مع هذا الصندوق في تنفيذ مشاريع استثمارية أخرى في طاجيكستان.
الصناعة
وعن الصناعات في بلاده، قال الرئيس رحمان إن صناعة التعدين في طاجيكستان تتمتع بآفاق جيدة إذ يتم استخراج أكثر من 40 نوعا من المعادن والمنتجات الأخرى هناك ويوجد 800 منجم من المعادن المتعددة والعناصر النادرة والثمينة بما في ذلك النحاس والفضة والذهب والرصاص والأنتيمون والزنك والليثيوم والتنغستن والزئبق.
أما في مجال الصناعات الخفيفة والأغذية في طاجيكستان فقد ذكر أنه يتم إيلاء الاهتمام الرئيسي لإنشاء مجموعات لمعالجة المواد الخام والمنتجات النهائية ذات القيمة العالية كما تهتم البلاد بالتعاون المثمر مع الجانب الكويتي في تطوير القطاعات المالية والمصرفية وخاصة استخدام الأوراق المالية الخضراء ورقمنة اقتصاد طاجيكستان.
وأفاد بأنه يتم حاليا تهيئة الظروف اللازمة لجذب رأس المال الأجنبي والتجارة الدولية الآخذة في التوسع فقد وفرت تشريعات الدولة العديد من المزايا والضمانات القانونية الواسعة لحماية الأعمال والاستثمار.
المياه والمناخ
وعن مبادرات طاجيكستان الدولية في مجال المياه والمناخ والاعتراف بها كدولة رائدة في هذا الاتجاه، قال الرئيس رحمان "يعلم الجميع أن الماء هو مصدر الحياة وأن دوره مهم في تنمية البشرية
وفي الظروف العالمية الحديثة تخضع الموارد المائية في جميع أنحاء العالم وخاصة المياه العذبة للتأثير العميق لمختلف التهديدات بما في ذلك تغير المناخ والنمو السكاني والتحضر والتصنيع.
وأضاف "نؤيد في هذا الصدد ترشيد استخدام الموارد المائية من خلال تنفيذ التعاون الدولي البناء"، موضحا أن بلاده تسعى إلى تحقيق هدف القيام بدور نشط في حل المشكلات المتعلقة بالمياه على المستوى العالمي من خلال تفعيل دبلوماسية التعاون الوثيق في قطاع المياه.
ولفت إلى أنه لهذا السبب ظلت طاجيكستان تتقدم بشكل مطرد في القضايا المتعلقة بالمياه والمناخ على مدى العقدين الماضيين وتلعب دورا هاما في أجندة التنمية العالمية، مشيرا إلى أنه خلال هذه الفترة وبمبادرة من طاجيكستان اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة 9 قرارات ذات صلة في مجال المياه والمناخ تهدف إلى توحيد المجتمع الدولي لحل المشاكل المتعلقة بالمياه وتسريع الإجراءات في هذا المجال.
5 مبادرات دولية
وأشار إلى أن طاجيكستان صاحبة 5 مبادرات دولية هي (السنة الدولية للمياه النظيفة) 2003 والعقد الدولي للعمل (الماء من أجل الحياة) 2005 - 2015 و(السنة الدولية للتعاون في مجال المياه) 2013 و(العقد الدولي للعمل: المياه من أجل التنمية المستدامة) (2018 - 2028) والسنة الدولية لحماية الأنهار الجليدية (2025) وقد تم الاعتراف بها على الساحة الدولية كدولة رائدة في حل المشاكل العالمية المتعلقة بالمياه والمناخ.
وقال "بالرجوع إلى إحصاءات الأمم المتحدة يمكن الإشارة إلى أن العقد الدولي للعمل (الماء من أجل الحياة 2005 - 2015) ساعد نحو 3ر1 مليار شخص في البلدان النامية في الحصول على مياه الشرب النظيفة كما حقق التقدم في مجال الصرف الصحي".
وأضاف الرئيس رحمان أن "من الإنجازات الأخرى أنه في عملية تطوير خطة التنمية المستدامة لعام 2030 وبفضل جهودنا المتواصلة على وجه التحديد تمت الموافقة على مسألة المياه والصرف الصحي باعتبارها الهدف السادس من بين أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر".
ولفت بشكل خاص إلى إعلان سنة 2025 باعتبارها (السنة الدولية لحماية الأنهار الجليدية) ويوم 21 مارس (اليوم العالمي للأنهار الجليدية)، موضحا أنه في إطار تنفيذ مبادرة (عام حماية الأنهار الجليدية) ستعقد عدة مؤتمرات في طاجيكستان والدول الأخرى من أهمها المؤتمر الدولي الرفيع المستوى لحماية الأنهار الجليدية الذي سيعقد في مايو 2025 في دوشنبه.
وأعرب عن تطلعه إلى عناية الخبراء والمتخصصين الكويتيين أيضا بهذه القضية العالمية والمشاركة بفعالية في مؤتمر دوشنبه المقبل.
مكافحة الإرهاب
وحول ما يشهده العالم من مظاهر الإرهاب وتصاعد التوترات بشكل غير مسبوق منذ ثلاثة عقود على الأقل وموقف طاجيكستان من مثل هذا الوضع وسبل حله، أوضح الرئيس رحمان أن قضايا الإرهاب والتطرف الدولي تظل تتصدر جدول الأعمال الدولي، مشيرا إلى أن لطاجيكستان والكويت مصالح مشتركة في مكافحة الإرهاب والتطرف على المستوى الثنائي والدولي.
وذكر أنه من الطبيعي أن يتم التعاون والتنسيق بين الجهات المعنية في البلدين الشقيقين لمواجهة مثل هذه الأخطار والتهديدات، لافتا إلى أن من أهداف زيارته إلى دولة الكويت بحث سبل توسيع التعاون في هذا الصدد وكذلك المشاركة في مؤتمر دولي في إطار عملية دوشنبه لمكافحة الإرهاب الذي يعقد بالتعاون مع طاجيكستان ومكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب معربا في الوقت ذاته عن الامتنان للتعاون الفعال من الجانب الكويتي في عقد هذا المؤتمر.
وفي ما يتعلق بمواجهة تهديدات العصر الحديث، أشار الرئيس إلى أنه لن تنجح أي دولة في السير على هذا الطريق بمفردها، داعيا المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات مشتركة وفعالة لمكافحة هذه الظواهر غير المرغوب فيها.
وقال "لسوء الحظ نشهد هذه الأيام بأن الوضع السياسي والأمني في العالم وخاصة في الشرق الأوسط والمناطق الأخرى أصبح أكثر تعقيدا لاسيما الوضع الراهن في قطاع غزة في فلسطين ولبنان مما أدى الى مقتل عشرات الآلاف من المدنيين من بينهم أطفال ونساء وشيوخ مما يشكل مصدر قلقنا العميق".
وأكد أن لطاجيكستان موقف حازم في شأن هذه القضية فهي تدين بشدة أي أعمال عنف وقتل للمدنيين وتطالب بوقف فوري لإطلاق النار "ولا نرى حل هذه الصراعات إلا من خلال السبل الديبلوماسية والسياسية وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة بما في ذلك إقامة دولة فلسطينية مستقلة".
وأفاد بأن طاجيكستان تؤيد ضمان السلام والاستقرار الدائمين والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والأمن الكامل في أفغانستان كما تأمل من خلال التعاون النشط من جانب المجتمع الدولي أن تصبح أفغانستان دولة آمنة ونامية.