الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
25°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 م. عادل الجارالله الخرافي
كل الآراء

ولاية العهد ورئاسة الوزراء بين الفصل والدمج

Time
الاثنين 04 نوفمبر 2024
View
40
م. عادل الجارالله الخرافي

الذين من جيلي، وقبله، عاصروا دمج ولاية العهد مع رئاسة مجلس الوزراء، وأيضا عاصروا شراسة مجلس الأمة وقوته، برجال صناديد يتحملون المسؤولية الوطنية، ويعرفون مستوى الكلمة، ومعنى المحاسبة، ويدركون معنى شعرة معاوية بين البرلمان والحكم.

هؤلاء كانت لديهم قدرة على التفريق بين المصالح الشخصية والوطنية، ولم يخلطوا بينهما ابداً، ولهذا كانوا يحسبون أي كلمة، ومتى يسألون، أو يستجبون، ومعناه، بل كيف يسألون سعياً منهم إلى تحقيق أعلى فوائد للوطن والمواطن.

وكانت تشكيلات مجلس الأمة متنوعة، من شتى المكونات الاجتماعية، وكل هؤلاء كانوا يجمعون على الخط الفاصل بين المحاسبة والتعدي على الكرامات، ويعملون ضمن الأصول والتقاليد الكويتية، وهذا أضاف إلى الممارسة الديمقراطية الكثير من الإيجابيات.

وفي هذا الشأن كان هناك أيضا خط وقاية لرئاسة مجلس الوزراء، لأن شاغل هذا المنصب هو ولي العهد، أي أمير المستقبل، وقد كان يشغله سمو الشيخ سعد العبدالله، رحمه الله، وتميزت تلك الفترة بالكثير من الشدة في المواجهة، لكنها لم تخرج عن الأصول.

في مطلع الألفية الجديدة، وفي العقد الأول منها، كان الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله، أمام تحديات كبرى، إذ كان الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله، مريضاً، وكذلك مرض الشيخ سعد العبدالله، فكان مهمة إدارة الدولة التنفيذية واقعة على عاتق الشيخ صباح الأحمد، وتلافياً لأي خلل، جرى فصل ولاية العهد عن رئاسة مجلس الوزراء، واستمر الوضع على هذه الحال.

في هذا الشأن كانت هناك إيجابيات وسلبيات، لكن بعد هذا الزمن أرى أن لها إيجابيات أكثر من سلبيات، وهناك من يرى هي الإيجابية الوحيدة أن رئيس مجلس الوزراء لم يتعرض للإستجواب لان هناك حصانة لولاية العهد، كما أن الأدبيات تحكم التعامل بين الكويتيين.

لكن أراها من منظور آخر، وهو أن رئاسة مجلس الوزراء وولاية العهد عندما يخرج أحد من أسرة آل الصباح، وتحديداً من ذرية مبارك، إلى المصاف العليا، لهذين المنصبين، فالجميع يتمنى أن يكون له خبرة كبيرة، وتمرس في الشأن العام، وتدرج في المناصب التنفيذية، إضافة، طبعاً، أن يكون على مستوى عال من التعليم، ما يؤهله لإدارة الشأن العام في البلاد.

فإذا كانت الظروف في الماضي أملت فصل ولاية العهد عن رئاسة مجلس الوزراء، ففي العصر الحالي، هناك كوكبة كبيرة من آل الصباح، المتعلمة والقادرة على الجمع بين المنصبين، وغالبيتهم ممن تدرجوا، او هم في طور التجربة بالعمل العام، ولا شك أنهم تحت نظر وتوجيهات القيادة السياسية، وبالتالي لديهم القدرة على القيادة.

فهؤلاء يأتون إلى الحكم وهم في مستوى أفضل، ولديهم القدرة على مواجهة الطرح المتطرف النسبي في البرلمان، عندما يعود العمل في مجلس الأمة، رغم إنني أرى ذلك التطرف أمراً صحياً، لكن يجب أن يكون في الإطار المؤدب والرزين الذي تعارف عليه أهل الكويت، لأن عندما يعود البرلمان، بإذن الله، سيكون هناك ممثلون للشعب يعرفون معنى المحافظة على شعرة معاوية بين السلطات كافة، وكذلك بينهم وبين الحكم، ربما يكون ولي العهد حينها رئيساً لمجلس الوزراء.

آخر الأخبار