تعادل هاريس وترامب في أول فرز للأصوات الحضورية... ومسار معقّد قد يؤخر إعلان النتائج أسابيع
واشنطن، عواصم - وكالات: في انتخابات رئاسية هي الأكثر تنافسية في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية، بدا تعادل المرشحين الرئاسيين نائبة الرئيس الأميركي مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس والرئيس السابق المرشح الجمهوري دونالد ترامب في أول فرز حضوري للأصوات في الانتخابات "مناسبا"، فبعد فرز الأصوات الستة ببلدة ديكسفيل نوتش الصغيرة في نيوهامبشاير، حصل دونالد ترامب على ثلاثة أصوات وحصلت كامالا هاريس على ثلاثة أصوات، وتتمتع ديكسفيل نوتش بهذا التقليد الذي يعود إلى عام 1960 لكونها أول بلدة تكمل التصويت الحضوري في تاريخ البلاد، وبعد عزف النشيد الوطني بشكل حماسي داخل مركز الاقتراع، بدأ الناخبون الستة في الإدلاء بأصواتهم عند منتصف الليل واكتمل فرز الأصوات بعد 15 دقيقة.
وانطلقت الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركية أمس، حيث يصوت الناخبون لاختيار رئيسهم القادم في منافسة محتدمة بين هاريس وترامب، وفتحت مراكز الاقتراع في ولايتي فيرمونت ونيو هامبشاير عند الساعة 6:00 صباحا وأغلقت صناديق الاقتراع الأولى في الساعة 18:00 بتوقيت شرق الولايات المتحدة، وستغلق آخر مراكز الاقتراع في الساعة 01:00 بتوقيت شرق الولايات المتحدة، ومع نهاية اليوم، ستبدأ عملية فرز الأصوات لتحديد الفائز، إلا أن النتائج الرسمية قد تستغرق وقتا نظرا للزيادة المتوقعة في التصويت بالبريد والتصويت المبكر هذا العام، وفي حال فوز هاريس، فإنها ستدخل التاريخ، لتصبح أول امرأة وأول أميركية آسيوية وأول امرأة سوداء تفوز بالرئاسة، كما سيكون فوز ترامب تاريخيا أيضا، حيث سينضم إلى غروفر كليفلاند باعتبارهما الرئيسين الوحيدين اللذين خدما فترات غير متتالية، وذلك بعد أن أصبح كليفلاند أول رئيس يتم عزله مرتين، والرئيس السابق الوحيد الذي أدين بارتكاب جرائم جنائية.
وبمجرد إغلاق مراكز الاقتراع، يبدأ فرز الأصوات عبر الولايات المختلفة، لكنها عملية تختلف من ولاية إلى أخرى، وقد تستغرق أياما، خصوصا في حال حدوث نزاعات وطعون قانونية، حيث تضم الولايات المتحدة ست مناطق زمنية، وبالتالي فإنه بدأ إغلاق مراكز الاقتراع من الساعة الحادية عشرة ليل أمس بتوقيت غرينتش (الثانية صباح اليوم الأربعاء) بتوقيت الكويت في ولايتَي إنديانا وكنتاكي، ويمتد حتى الساعة السادسة من صباح اليوم الأربعاء بتوقيت غرينتش (التاسعة صباحا بتوقيت الكويت)، في أقصى الغرب، في جزر ألوشيان في ألاسكا.
ولا تستطيع الولايات أن تباشر قبل غيرها بفرز بطاقات الاقتراع، لكن معظمها سمح لمسؤولي الاقتراع بإعدادها، أي التحقق من استيفائها الشروط، بهدف تسهيل عملية الفرز، في المقابل، لا تسمح ولايات مثل بنسلفانيا وويسكنسن، وهما ولايتان رئيسيتان، بذلك قبل يوم التصويت، وفي غالبية الولايات، تمر بطاقات الاقتراع أولا عبر ماسح ضوئي يعطي نتيجة أولية قبل إعادة فرز الأصوات يدويا للتأكد من صحتها، بعد ذلك، يصادق مسؤولو مراكز الاقتراع الذين يُنتخبون أو يُعيّنون وفقا للقوانين، على النتيجة لتُحوَّل بعدها إلى سلطات المقاطعات والولايات والمسؤولين المحليين للأحزاب السياسية، وإذا كانت نتيجة التصويت متقاربة، وهو السيناريو المرجّح للولايات السبع الرئيسية في هذه الانتخابات، سيكون من الضروري عد بطاقات الاقتراع مرة أو أكثر.
ولا يمكن معرفة موعد إعلان النتيجة النهائية، ففي العام 2020، أعلنت وسائل الإعلام فوز جو بايدن على دونالد ترامب بعد أربعة أيام من التصويت، أما في العام 2016، فأُعلن فوز ترامب على هيلاري كلينتون في اليوم التالي لعملية التصويت، وفي عامَي 2008 و2012، أُعلن فوز باراك أوباما مساء يوم الانتخابات عندما واجه جون ماكين في 2008 وميت رومني في 2012، لكن في العام 2000، لم يعرف اسم الفائز، وكان حينها جورج دبليو بوش، حتى 12 ديسمبر، بعد خمسة أسابيع على الانتخابات، وبعد عملية إعادة فرز طويلة وطعون متعددة في فلوريدا، إلى أن بتتها المحكمة العليا.
وفي العام 2020، ثم في انتخابات منتصف الولاية عام 2022، رفض مسؤولو التصويت في الكثير من المقاطعات المصادقة على النتائج، وهي خطوة ضرورية عادة ما تكون إجراء شكليا قبل نشرها، وهو احتمال قد يحدث هذا العام في بعض الولايات الرئيسية، حيث الجمهوريون مستعدون لتقديم طعون قانونية قد تصل مجددا إلى المحكمة العليا، كذلك قد تؤدي إجراءات بدأها الطرفان حتى قبل يوم التصويت للطعن في القواعد الانتخابية إلى تعقيد العملية.
وبينما ينص القانون على أنه يجب إصدار الأحكام في كل الطعون قبل اجتماع الناخبين الكبار البالغ عددهم 538 في 17 ديسمبر، ويفترض أن تتم المصادقة على نتيجة التصويت أمام الكونغرس في السادس من يناير 2025، أشارت حملة كامالا هاريس إلى أن النتائج النهائية، خصوصا في بنسلفانيا ونيفادا، لن تُعرف قبل أيام، محذرة معسكر دونالد ترامب من أي محاولة لزرع الشك والفوضى بنزاهة الانتخابات.
مسيّرات وقناصة وتدريبات على صدّ مهاجمين
واشنطن، عواصم - وكالات: وسط أجواء مشحونة، وفيما تظهر آخر استطلاعات الرأي تعادلا شبه تام بين المرشحين في الولايات الحاسمة التي ستمنح المرشحة الديمقراطية أو المرشح الجمهوري في هذا الاقتراع غير المباشر، عددا كافيا من الناخبين الكبار لتحقيق عتبة 270 ناخبا كبيرا من أصل 538 الضرورية للفوز، تشهد الانتخابات الحالية إجراءات احترازية غير مسبوقة تعكس حدة المنافسة، حيث أحيطت بعض مراكز الاقتراع بإجراءات أمنية مكثفة مع مراقبة بمسيّرات وقناصة على الأسطح، وتابع موظفون معنيون بالانتخابات تدريبات شملت خصوصا كيفية التحصن في قاعة أو استخدام عبوات مكافحة الحريق لصد مهاجمين محتملين، وعمدت نحو ثلاث ولايات هي واشنطن ونيفادا وأوريغن إلى تعبئة احتياطي الحرس الوطني كإجراء احترازي.
تحذيرات أمنية من تدخلات روسيا وإيران
واشنطن، عواصم - وكالات: حذرت الأجهزة الأمنية الأميركية من تدخلات روسيا وإيران للتأثير على عملية انتخابات الرئاسة، حيث أكد مكتب مديرة الاستخبارات الوطنية ومكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية في بيان مشترك، أنهم لاحظوا منذ يوم الجمعة الماضي أن «خصوماً أجانب وخاصة روسيا يقومون بعمليات تأثير إضافية تهدف إلى تقويض الثقة العامة في نزاهة الانتخابات الأميركية وتأجيج الانقسامات بين الأميركيين، متوقعة أن تشتد هذه الأنشطة خلال يوم الانتخابات وفي الأسابيع المقبلة وأن تركز روايات التأثير الأجنبي على الولايات المتأرجحة التي ستحسم السباق الرئاسي. وحذرت من إيران، مؤكدة أنها تظل تشكل تهديدا كبيرا من حيث التأثير الأجنبي على الانتخابات في الولايات المتحدة.
مرشحون تغيب عنهم أضواء المنافسة
واشنطن، عواصم - وكالات: سلطت الأضواء في الانتخابات الرئاسية الأميركية على مرشحي الحزبين الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطي كامالا هاريس، رغم أن هناك منافسين آخرين غابت عنهم الأضواء منذ بدء السباق إلى البيت الأبيض، وضاع حق هؤلاء المنافسين في العرس الانتخابي لدى وسائل الإعلام إلا قليلا، ففي الاقتراع الجاري، هناك إلى جانب دونالد ترامب وكامالا هاريس على بطاقة الاقتراع مرشحون، أبرزهم مرشحة الخضر جيل ستاين، والناشط السياسي والأكاديمي كورنيل ويست، ومرشح الحزب التحرري تشايس أوليفر، ويأتي على رأس المرشحين المستقلين، الناشط السياسي والأكاديمي، كورنيل ويست الذي يتخذ موقفا مناهضا لسياسات هاريس "مجرمة الحرب" وترامب "رجل العصابات"، فيما تخوض الطبيبة جيل ستاين المنافسة للمرة الثانية مرشحة عن حزب الخضر، بعد تجربة في عام 2016، وتتهم الديمقراطيين بعدم الوفاء بتعهداتهم فيما يخص الشباب والعمال، مشيرة إلى أن الجمهوريين لم يقدموا مثل هذه الوعود من الأساس. وفي أواخر مايو الماضي، دعا حزب التحرريين ترامب والمستقل روبرت كينيدي جونيور، إلى التحدث بمؤتمره، قبل أن يستقر الحزب في النهاية على اختيار مرشحه الحالي تشيس أوليفر، وكان أوليفر ترشح عام 2022 لمقعد مجلس الشيوخ عن ولاية جورجيا وحصد نسبة 2 في المئة فقط من الأصوات.