الجمعة 09 مايو 2025
30°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
بدأت تباشير العهد الجديد
play icon
الافتتاحية

بدأت تباشير العهد الجديد

Time
الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
View
4540
أحمد الجارالله

من تباشير العهد الحالي، التوجُّه إلى حل واحدة من أعقد الأزمات المزمنة في الكويت، وهي "البدون"، التي استهلكت طاقات الجميع، وجرى توظيفها في مكاسب انتخاباتية، وقبلية وطائفية.

من المعروف أنه لا شيء مستحيلاً إذا وجدت الإرادة، وأصعب المشكلات لها دائماً أكثر من حل، إذا تيسّرت للدولة قيادة قادرة وحكيمة تدرك المخاطر المترتبة على بقاء أي مشكلة من دون حل، خصوصاً التي لا تكلفها الشيء الكثير، بل إنها تستغلها لتحولها فرصة نجاح.

هذا ما جرى في كل الدول التي وجدت أمامها مشكلة "البدون"، أو كانت لها مسميات أخرى، أكان في الولايات المتحدة أو فرنسا أو ألمانيا أو بريطانيا، ومعظم الدول الأوروبية والغربية، وحتى بعض دول الخليج، كالسعودية والإمارات والبحرين، فيما هناك دول تمنح هؤلاء مميزات أشبه بما للمواطن من حقوق، باستثناء الجنسية، لأنها تسعى إلى استغلال الجميع في فرص العمل ومشاريعها، ورفع ناتجها الوطني.

لا شك أن مشكلة المقيمين بصورة غير قانونية، وُلدت صغيرة، لكنها تحولت كرة ثلج، بسبب عدم الجدية في وضع الحلول لها، وكذلك المتاجرة النيابية بها في معظم مجالس الأمة، فيما يتناسى الجميع أنها كانت وصمة عار في جبين الكويت.

لهذا، وبدلاً من حلها بطرق حديثة، كان التضييق على هؤلاء إلى درجة أن بعضهم سلك طريق الجريمة كي يعيش، فيما بعضهم اختار الرحيل، خصوصاً من لديه مهنة، أو درجة علمية، وحصل على جنسية دول أخرى، فمنهم من أصبح بريطانياً، أو كندياً، أو غيرهما الكثير ممن تلقفتهم الدول واستفادت منهم، علماً أن الكويت، التي درسوا في مدارسها، وعاشوا طوال عمرهم فيها تخلت عنهم، وكأنها تحقق المثل الخليجي "عين عذاري تسقي البعيد وتعطش القريب".

في "إحصاء 1965"، كان عدد "البدون" لا يتعدى 15 ألفاً، لكنهم تُركوا بلا حل، إما بسبب عدم الجدية في حل المشكلة، أو استغلالهم في صراعات انتخابية، كما أسلفنا، لهذا اليوم أصبح العدد كبيراً جداً، ويتفاقم يومياً، خصوصاً مع سحب وإسقاط الجنسيات، ما يؤدي لاحقاً إلى مشكلات اجتماعية واقتصادية كبيرة، ومن المحتمل أن يصبح عددهم يزيد على مئتي ألف نسمة أو أكثر.

هذا الأمر كان في ذهن القائد، صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، الساعي إلى تنظيف البلاد من الأزمات والمشكلات التي تُركت من دون حل منذ ستة عقود، ورغم أن الملف كبير، إلا أن العزيمة إذا وجدت تسهل الطريق إلى الحل، خصوصاً في مجلس الوزراء، لهذا ما نشر عن خريطة طريق لإغلاق ملف "البدون" هو البداية الصحيحة لحسم ليس هذا الملف فقط، بل ملفات عدة، منها استغلال الطاقات البشرية والمتعلمة ممن يسمون "بدون" في المؤسسات كافة، للمساهمة في تعزيز الحركة الاقتصادية في البلاد.

إضافة إلى ذلك، لا بد من وجود قناعة أن الكويت في موقع ستراتيجي مهم، وهي مقبلة على مشاريع ضخمة، كما نقرأ، وبالتالي هي بحاجة إلى الكثير من اليد العاملة، في المشاريع الجديدة، والاستعانة بكل شاب، مواطن متدرب، أو "بدون" ممن ولدوا في البلاد وعاشوا فيها، كي يساعدوا على النهوض، وتعزيز الناتج الوطني.

لذا نكرر، إن الأخبار المنشورة عن حل مشكلة "البدون" مفرحة للجميع، لأنها تعني حلاً نهائياً لأزمة أرقت المجتمع طويلاً، واستغلتها القوى المشبوهة في تشويه صورة الكويت.

أخيراً، ومرة أخرى، إذا كانت هناك رغبة هناك طريق.

  • أحمد الجارالله
آخر الأخبار