حوارات
(وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)(الروم- 21).
يشير الطّلاق الصامت، في هذه المقالة، الى الانفصال العاطفي بين الزوجين فيما لا يزالان يحافظان على شرعية الزواج، فلا الزوج والزوجة منفصلان شرعيّا، أو جسديّا، لكنهم لا يمارسان الوظائف والمسؤوليات الزوجية والأسريّة المشتركة بشكل طبيعي.
ومن بعض علامات الطَّلاق الصامِت، وبعض أسبابه، وكيفية علاج هذه المعضلة في الحياة الزوجية، نذكر ما يلي:
- العلامات: يفتقد كلا الزوجين القدرة على التواصل الشفهي البنّاء بين بعضهما، وكأنهما شيّدا بينهما جدار صمت وهمي، وتستمر هذه العلاقة السلبية عادة عندما يكون لدى الزوجين أطفال، وتتصّف هذه العلاقة السلبية بالسرّية، وكتمان كلا الطرفين أسرارهما ومشاعرهما الحقيقية عن الطرف الآخر.
وربما ينفصل الزوجان مكانياً ويعيش كل منهما في منزل آخر، أو في مكان منفصل في بيت الأسرة، وربما يوجد عدم تواؤم فكريّ ونفسيّ وعاطفي ملاحظ بين من يعانون من الطّلاق الصّامت.
وربما يتعنّت كلا الطرفين في رفضهما إعادة مدّ جسور التعاون والتواصل والمحبّة، والمودّة الزوجية، ولكن لأسباب مختلفة، يُبْقِي هذا النوع من الزوجات والأزواج على علاقتهم الشرعية والقانونية حفاظاً على مصالح أبنائهم، أو لوجود تحفّظات اجتماعية معيّنة.
- أسبابه: يؤدّي الزواج التقليدي (الزواج باختيار الوالدين) أحياناً الى الطّلاق الصامت بسبب عدم التوافق الفكريّ والعاطفيّ بين الزوجين، أو للجهل بالمسؤوليات الأسريّة، أو لرفض تفهّم وجهة نظر الطرف الآخر، أو احترام رأيه، وبسبب التذمّر المتواصل، أو بسبب الرغبة النرجسية لبسط السيطرة، الفكرية والنفسيّة التامة على الطرف الآخر، وبسبب تدخّل بعض أعضاء الأسرة الممتدة في العلاقة الزوجية، وبخاصة أم أو أخت، أو أخ الزوجة أو الزوج، او لحشريّة الأصدقاء والصديقات السيّئين.
- علاج الطلاق الصامت: إذا لم يوجد أطفال بين الزوجين، فإنهاء العلاقة الزوجية ربما يكون حلاًّ مناسباً لإيقاف هذه المعاناة العاطفية المستمرة، وإذا وجد أطفال، فربما يجدر بهما الاستعانة بخدمات الاستشارات الأسرية، والمصارحة الكاملة والصّادقة، وإعادة إشعال حميمية العلاقة العاطفية، وبتجديد عُهود الزواج.
كاتب كويتي