عرضت ضمن مهرجان "BACKSTAGE" المسرحي
من جديد تعود القضية الفلسطينية إلى الواجهة في المسرح الكويتي لتؤكد للعالم أنها القضية الأهم في العالم العربي التي تحتاج الى المزيد من الدعم حتى يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه كاملة، ولعل تبني المسرح العربي والكويتي على التحديد هذه القضية في كل الفعاليات التي تقام إنما هو ايمان بعدالة هذه القضية وانسانيتها، وظهر ذلك جليا في فعاليات الدورة الأولى لمهرجان ‘" BACKSTAGE لليوم الخامس حيث عرضت مسرحية "على أمل" من تأليف سلطان محمد وإخراج صقر الشحي ومن انتاج شركة "كام ميديا " للفنان خالد امين والمسرحية من بطولة مجموعة من الشباب الواعدين وهم احمد الرشيدي "الصحفي" ومحمد الزنكي "الدكتور" وسارة العنزي "الممرضة" ومنيرة الجوشتي "المرأة الفلسطينية "
تدور احداث العمل تدور حول صحفي شاب يقيم في بيته مع عدد من الكلاب يعاني من قلق وعدم الإحساس بالأمان فنشاهده يتنقل بين سريره ومكتبه وهو يتابع الساعة، وكان الوقت توقف ليفاجأ باقتحام بعض الاشخاص بيته والتحقيق معه على جريمة لم يرتكبها في إشارة للمحتل الإسرائيلي الذي اغتصب ارض فلسطين بالقوة ويتم حقن هذا الصحفي الشاب بمادة تجعله مشوشا في التفكير في محاولة من هؤلاء المغتصبين في تغيب العقول وزرع الأفكار السلبية بداخله كل ذلك من اجل تغيير معتقداته وتفكيره وكتاباته ضد إسرائيل بل اوهموه ان عمره اصبح 80 عاماً وهي تقريبا فترة احتلال الكيان الإسرائيلي لفلسطين بالإضافة انهم قاموا بطرده من بيته بحجة انها عيادة طبية وليست بيته لينتهي العمل بنهاية معلقة بأننا سوف نعيش على أمل أن يستمر الكفاح لعودة فلسطين لأهلها.
العمل قدم مجموعة من اللوحات المشهدية عبر خلالها وبوضوح عن معتقدات الكيان الصهيوني ومدى تمرسه في الأذى والتبجح في تشويه الحقائق على ارض الواقع، ومبالغة في العنف والدمار اللانساني دون رادع او وازع.
العرض كان اشبه بالدراما السوداوية التي غاب عنها الأمل وانطفأت انوارها، امام عدو غاب عنه الضمير مستغلا حالة الصمت العالمي امام ما يحدث، ولعل القليل من التفاؤل في هذا العمل هو الإيحاء بان الجميع مستمر في الدعم حتى عودة فلسطين الى اهلها.
المؤلف سلطان محمد قدم قصة إنسانية تناولت معاناة الشعب الفلسطيني من الانتهاكات الصارخة من العدو الإسرائيلي تجاههم واضطهادهم لهم وسلب ارضهم وتاريخهم من خلال تقديمه حالات مختلفة على خشبة المسرح وان كنت أرى ان النص كان يحتاج تفكيكا اكثر مما شاهدناه خلال العرض، ولكن ذلك سيأتي مستقبلا مع الخبرة واعتبرها بداية جيدة
اما مخرج العمل صقر الشحي فقد حاول تقديم عرض متماسك بمجموعة من الطاقات الشبابية الذين أجادوا في توصيل رسالة العمل الى حد كبير للجمهور ويحسب له تقديمه معادلة إيقاعية سليمة لعناصر العرض المسرحي، من خلال التعبير الكلامي والموسيقى وطريقة تبادل الحوار، ولعبت الإضاءة لسلطان محمد وتنفيذ التويجري والموسيقى والمؤثرات السمعية لمحمد الحجي والازياء لحصة العباد بجانب الديكور لمحمد بهبهاني دوراً في الإيحاء بالزمن وتقطيع الحدث، إضافة إلى حركة الممثلين الرائعة على الخشبة في تشكيلات جماعية عبرت عن العمل بشكل جيد جدا.
وبالنسبة للممثلين احمد الرشيدي ومحمد الزنكي وسارة العنزي ومنيرة الجوشتي قدموا ادوارهم بشكل جميل مما يؤكد على أنهم يملكون مواهب وقدرات تمثيلية حقيقية ستظهر اكثر واكثر في قادم الاعمال