الأربعاء 15 يناير 2025
17°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 صالح بن عبد الله المسلم
كل الآراء

إيران و"نظرية الفستق"

Time
الخميس 07 نوفمبر 2024
View
70
صالح بن عبد الله المسلم

تؤدي السياسة دوراً كبيراً في اتخاذ القرارات، خصوصا في أوقات الازمات والحروب، وللحكومات اساليبها باتخذ مثل القرارات المصيرية، التي تتماشى مع مصالحها العليا، ومصالح شعوبها، وما يتماشى مع أهدافها الموضوعة والمرسومة، وستراتيجياتها، الجيوسياسية، والجيوغرافية، والحالة التي يفترض ان تتخذ فيها القرارات والمصالح المتعلقة بهذا القرار أو ذلك. عُرف عن "النظام الإيراني، المُستمد من النظام والعُرف الفارسي، انه لا يتخذ قراراته بالعجلة التي تتمتع بها العقليات العربية، ولا يتخذ قراراته اثناء الغضب، بل التأني في اتخاذها، والبرود في مُعالجة المشكلات والأزمات.

وعرفت عنه ما أُسميه "نظرية الفستق"، فنحن العرب ومعنا الخليجيون اذا اردنا ان نستمتع ونأكل الفستق، نأخذ كمية ونحتضنها بكفوفنا، ونتراجع للخلف، ونبدأ بالفستقة والتلذذ بأكله مجتمعين، عكس الإيرانيين الذين ينظرون في الإناء الذي يحتوي الفستق، ومن ثم تتقلب عيونهم، وتجوب نظراتهم أيها تختار، بعدها يقررون أن يأخذوا هذه ويتركون البقية، لكنهم لا يستعجلون أيضا في قضمها، بل يقلبونها وينظفونها، ويلقون عليها نظرات وكأنها "ماسة" أو جوهرة غالية، وبعدها يتلذذون بأكلها ومضغها بهدوء تام. هكذا هي السياسة الإيرانية في معالجتها للأمور، والأزمات، والقضايا، وما يحدث حاليا من حروب طاحنة بينهم وبين إسرائيل، وما يحدث لأذرعتها "حزب الله" في لبنان، و"الحوثيين" في اليمن، و"الحشد الشعبي" وغيرها من الاذرع في العراق وسورية، نجد ان السياسة الإيرانية تتعامل مع كل تلك الاحداث والمنغصات ومقتل رئيسي وهنية ونصر الله، والاختراقات الامنية وضرب طهران، تتعامل معها بهدوء وحرب نفسية لإسرائيل، واستنزاف، وعدم الانزلاق لأغوار الحروب، والتروي في الردود، رغم محاولات الأغلبية الى جرها للحروب، والدمار الشامل للمنطقة، التي تسعى اليها أميركا وحلفاؤها. ونعلم ان الاميركان لا يرغبون في إيقاف الحروب، ونعلم انهم من اشد انصار النظام الإيراني، وأصحاب العمائم، وان الحفاظ على النظام الإيراني يخدم مصالح واشنطن والبيت الأبيض، بكل ما تعنيه الكلمة من معنى لمفهوم خدمة المصالح!

ما تمر به المنطقة من احداث ومعارك، واختراقات، يجعلنا نضع اكفنا على قلوبنا، لما هو آتٍ، ونسأل الله ان يلطف بنا لأن المقبل الأسوأ.

كاتب سعودي

آخر الأخبار