السبت 05 يوليو 2025
42°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 د.خالد الجنفاوي
كل الآراء

الإفْرَاط في الحُب والبُغْض

Time
الخميس 07 نوفمبر 2024
View
30
د.خالد الجنفاوي
حوارات

يُفرِط الانسان، في الحب والبغض، عندما يتجاوز الحدود المنطقية في كلامه وتصرّفاته، لا سيما عندما يغالي في ردود فعله تجاه ما يتعرّض له في العالم الخارجي.

يوجد أشخاص يُفرطون في حبّهم او بغضهم تجاه الآخر، ما يؤدي الى اضطراب علاقاتهم، الفردية والاجتماعية.

من بعض علامات الإفراط في السلوك الشخصي ومن أسبابه، نذكر ما يلي:

-علامات الإفراط: يتّصف المُفرط في حبّه، او بغضه، بالتوتّر النفسي المستمر، كأنه أحد ركاب لعبة الأفعوانية (قطار الموت) 24 ساعة في اليوم، فتنخفض وترتفع شدّة توتّره خلال دقائق قليلة.كما تلاحظ عليه الاندفاع في تكوين انطباعاته النهائية عن الآخرين، فهو إمّا يُحبّ الآخر من أول نظرة، أو يبغضه تماماً، ولا يقف هذا النوع من المفرطين مواقف وسطية في حياتهم الأسرية، أو العامة، وينفعلون بشكل عصبي عندما يتعرّضون لأي ضغط نفسيّ طبيعي، وكذلك عدم قدرتهم على التعامل الفعّال مع الضغوط النفسيّة في الحياة، فإمّا أنهم يفرحون بشدّة، أو يكتئبون بشدّة (الشخصية الحديّة). ينغمسون هؤلاء في علاقات متلاطمة، وربما يتّصفون بفوضوية أساليب الحياة التي يتّبعونها، فإذا أحبّ أحدهم إنسانا آخر، فهو يتجاهل بشكل مبالغ عيوبه الصارخة، وإذا بغض يشيطنه بشكل كامل في مخيّلته المضطربة.

-الأسباب: بسبب ضعف النضج النفسي، لا سيما ما يتمثّل في ضعف القدرة على التكيّف الطبيعي مع الظروف البيئية المحيطة، ما يؤدي أحياناً الى الانغماس السريع في الإفراط السلوكيّ، وبسبب التعرّض لتربية أسرية سلبية لم يتعلّم فيها الطفل التحكّم المناسب بكلامه، وتصرّفاته الشخصية وفقاً للظروف التي يجد نفسه فيها. وربما بسبب استمرار مخالطة الانسان للسفهاء، ورفضه إصلاح نفسه، وإنشغاله المفرط بدلاً عن ذلك بالشؤون الخاصة للآخرين، ولغلبة هوى المرء على عقله، وضعف الاهتمام بتطوير الشخصية، او لضعف، أو فقدان مهارات التواصل الاجتماعي الفعّال، وبسبب الميل الى الانغماس في التفكير الكارثيّ، ولرفض التعلّم من تجارب الحياة، وبسبب الانفصال عن الواقع، وبسبب غياب القدوة الحسنة، او لعدم الاكتراث بإحترام الحدود الشخصية للآخرين، وضعف ضبط النفس. فلعل وعسى.

كاتب كويتي

DrAljenfawi@

آخر الأخبار