المبيدات الحشرية، مواد كيماوية مستخلصة من الطبيعة، تُصنع لمكافحة الآفات التي تؤثر على المحاصيل، وتخفض من جودتها، وتُستخدم لزيادة الإنتاج الزراعي، مما يسهم في خفض الأسعار.
تختلف أنواع المبيدات وفقاً لدرجة سميتها، وطريقة استخدامها، وقد وضعت المقاييس العالمية حدوداً قصوى لتراكم كل نوع منها على المحاصيل.
لهذا، يتعين على الجهات المسؤولة عن الزراعة في الكويت، وضع معايير صارمة، بالتنسيق مع الوزارات والجهات المعنية.
بحيث يكون لكل مبيد جدول يحدد المدة المحرمة التي قد تمتد من يوم واحد حتى 21 يوما. مع العلم أن أغلب فترة تكون مسموحة بين 7و14 يوماً، وكلما قلت الفترة أصبحت أكثر خطورة.وللعلم؛ تحتل الفراولة المرتبة الأولى في قائمة تضم 12 نوعاً من الفواكه والخضار التي تحتوي على أعلى نسب من بقايا المبيدات الحشرية في المحاصيل، وذلك وفق تقرير"مجموعة العمل البيئية" وفيما حلت ثمرة الكرز في المرتبة السابعة ضمن قائمة مكونة من 46 صنفاً من الأطعمة الأكثر تلوثاً، يليها الخوخ، الكمثرى، الفلفل الحلو، الفلفل الحار، الكرفس، والطماطم. ويؤكد الخبراء على أهمية تجنب المبيدات الحشرية، خصوصا للأطفال والرضع، نظراً للأضرار المحتملة التي قد تسببها في الدماغ النامي؛ فقد أظهرت دراسة أجريت في عام 2020 وجود زيادة في فقدان الذكاء والإعاقات الذهنية لدى الأطفال نتيجة التعرض للفوسفات العضوي، وهو فئة شائعة من مبيدات الآفات. ولحماية الصحة والوقاية من مخاطر استخدام المبيدات، يُوصى باستخدام طرق آمنة لتنظيف الفواكه والخضروات، ورغم أن غسل المنتجات قبل تناولها يعتبر خطوة ضرورية، إلا أن الدراسات تشير إلى أن الغسل وحده لا يضمن إزالة المخلفات الكيماوية السامة المستخدمة في الزراعة.
وقد أظهرت الأبحاث المنشورة في مجلة "الجمعية الكيماوية الأميركية" أن تنظيف المنتجات الطازجة بالماء الجاري البارد، وفركها بالفرشاة قد يكون فعالاً، كما يُعد تقشيرها أفضل وسيلة للتخلص من بقايا المبيدات الحشرية.
وحبذا، بل ينبغي إنشاء جهة مختصة بتحديد الحد الأقصى لنسبة بقايا المبيدات، وفحص جميع المنتجات المحلية والمستوردة عبر سحب عينات عشوائية منها للتأكد من سلامتها. كما يجب أيضاً مراقبة النسب المسموح بها من بقايا المبيدات لضمان التزام المنتجات بهذه المعايير.
وقد وظف الاتحاد الكويتي لتجار المواد والمستلزمات الزراعية خبير زراعي لتقديم ورش تدريبية استمرت ثلاثة أيام (على مدار سنتين) بهدف تدريب المشرفين على الاستخدام الصحيح للمبيدات الحشرية. لكن، للأسف، لم تستمر هذه الدورات، ولا يزال العديد من المزارعين يرشون المبيدات دون توجيه علمي.
الأمر الذي يحدونا إلى التوصية بالآتي:
1 - إنشاء مختبر لفحص بقايا المبيدات، ويشمل الفحص الكروماتوغرافي للسموم الفطرية، والمعادن الثقيلة، والمواد الكيماوية التي تحافظ على عدم التعفن.
2 - لتفادي التسارع في النضج (التعفن) يجب فصل الفواكه التي تنتج غاز الإيثيلين، مثل التفاح والأفوكادوا عن بقية الفواكه.
3 - فحص المنتجات المحلية والمستوردة عشوائياً، قبل وصولها إلى المستهلك، مع الالتزام بالمعايير الدولية.
4 - إلزام جميع المزارع بتدريب مديري المزارع على استخدام المبيدات، أو الاستعانة بشركات متخصصة ومرخصة لذلك.
عضو مجلس إدارة هيئة الزراعة سابقاً