الحديث عن دولة الإمارات لا يمكن أن يستقيم إلا بالحديث عن مآثر رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد، الساعي إلى رفعة وطنه، هذا الرجل لا يملّ من تفقد أرجاء بلاده، للاطلاع على ما تسير أمورها، وهل المسؤولون يعملون بأمانة، لهذا يستحق الشيخ محمد أن نقول له: بيّض الله وجهك، أيها الحاكم العادل الميداني.
الشيخ محمد بن زايد ترك الأبراج العالية، واعتمد الاختلاط بأهله لكي يعرف ما هناك، أصغيرة كانت أم كبيرة، ولهذا حقق الرجل الكثير من الإنجازات التي كان يسعى إليها شعب بلاده، وتشع عيونه بالفرح حين يرى فرحة أبناء الإمارات.
شيخ محمد، أنا من رواد مجلسك الاثنيني، وكنت أرى الناس كيف يتزاحمون عليه، وكيف تكون الحميمية بين الموجودين في ذلك المجلس الذي تشع فيه ابتسامتك، وهي ابتسامة زهد، ومخافة من رب العالمين، وكذلك أمل بالشباب أبناء دولتك الذين يفخر بهم كل أبناء الخليج.
شيخ محمد، ما زلت أتذكر تلك الطفلة، وأعتقد أن حينها كانت في السابعة أو الثامنة من العمر، مشاركة في أحد الاحتفالات، ومدت يدها للسلام على سموك، ولكنك لم تنتبه وقتها لها، فأنزلت يدها وشعر الناس الذين رأوها أن خاطرها انكسر.
في اليوم التالي، حين كنت سموك تشاهد الفيديو لذلك الاحتفال، رأيت ما حصل مع الطفلة، وخجلها أمام الناس، وأذكر حينها دمعت عيناك، كما عرفت، وأنك حركت جهاز الأمن في طول دولة الإمارات وعرضها، للسؤال عن عنوان سكنها، وسبقت حركتك دموعك، قبل إرادتك، وذهبت إلى منزلها كي تجبر خاطرها، وتواسيها، فكم كانت فرحتها، كذلك فرحة ذويها وأيضاً أهل الإمارات، الذين رأوا قائدهم يترك مشاغله من أجل جبر خاطر طفلة.
إنها إنسانية الحاكم العادل التي تتمتع بها، بارك الله في حياتك، إنها حرصك على أبناء وطنك، صغيرهم قبل كبيرهم.
شيخ محمد، بيّض الله وجهك مرة أخرى، فأنت حاكم إنسان، رؤوف بشعبه، وعزة وطنه، هنا أذكر شيخ محمد ما فعلت لتلك المواطنة الشابة الإماراتية، الطموحة، التي فتحت ورشة لإصلاح السيارات، والتقطت لها صوراً وصلت إلى سموك، فلم تتردد بطلب رقم هاتفها والاتصال بها، وتشجيعها، وانهالت دموعها لذلك التشجيع من ولي الأمر الحريص على ريادة ابنة الإمارات في كل المجالات، وكما علمت، لاحقاً، أن سموك زرتها في الورشة، وكعادتك ذهبت بلا أبهة، بل بكل بساطة، دون صولجان.
بعد هذه الحادثة، كم فتاة إماراتية ارتفعت معنوياتها وأفسحت عن طموحها ودخلت سوق العمل بكل عزم وقوة، وكم ورشة وورشة تقودها بنات الإمارات، أعز الله مقامها.
شيخ محمد، مرحباً بك في الكويت، بلاد أميرنا صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد، الذي يعمل بكل همّة لصنع عهد جديد، عنوانه الطموح والعزيمة، كي يعيد إلى الكويت ريادتها.
شيخ محمد، لا أخفي على سموك أن ذلك اليوم حين شاهدت ما حدث لتلك الطفلة الجميلة، وكيف واسيتها، وأنا أشاهد ذلك المنظر دمعت عيوني، والله عالم بذلك.
شيخ محمد، دام عزك، وعز دولة الإمارات، ورحم الله والدك، فقد رحل، لكنه ترك خلفه بذرة صالحة، سموك أحد أغصانها.