الجمعة 22 نوفمبر 2024
23°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
عصفٌ فكري ستراتيجي يواكب تحولات اقتصادات الخليج لتسخير ابتكارات التكنولوجيا بالأعمال والتجارة
play icon
هنادي الصالح خلال مشاركتها في إحدى الورش النقاشية
الاقتصادية

عصفٌ فكري ستراتيجي يواكب تحولات اقتصادات الخليج لتسخير ابتكارات التكنولوجيا بالأعمال والتجارة

Time
الأحد 10 نوفمبر 2024
View
20
مروة البحراوي
خلال القمة الثالثة لـ"تقنية الأموال MoneyTech"... مئات المتخصّصين بحثوا مستجدات الأعمال
  • ناصر العتيبي: فتح مدارك الحوار وأبواب النقاش مع قادة الفكر الاستثماري
  • سلمى الحجاج: تجربة رائدة لتمكين المرأة بالقطاعين الخاص والمصرفي
  • هنادي الصالح: الذكاء الاصطناعي يخفّض تكاليف سلاسل الإمداد بنسبة 30%

انطلقت أمس فعاليات النسخة الثالثة من قمة "تقنية الأموال 2024 MoneyTech"، التي تنظمها جريدة "الجريدة" بمشاركة مئات المتخصصين في قطاع الأعمال والتجارة والتقنية المالية وريادة الأعمال، فضلاً عن مجموعة كبيرة من أصحاب الشركات الكبيرة والناشئة إلى جانب مستثمرين متخصصين.

القمة تهدف إلى الوقوف على أحدث ما توصل إليه عالم تقنية الأموال من مبتكرات ومستجدات، مع تدارس ما يمكنها الإسهام به على الصعيد المحلي الكويتي، عبر كلمات رئيسية وجلسات حوارية من شركات القطاع الخاص الكويتي، إضافة إلى مشاركات دولية بارزة.

تطوير ودعم الاقتصاد

بدوره، قال رئيس تحرير جريدة "الجريدة" ناصر العتيبي في كلمته الافتتاحية إن هذه الفعالية تنظمها الجريدة بالتعاون مع بنك الكويت الوطني، إلى جانب شركائها الستراتيجيين، وفاء منها بمسؤولياتها تجاه تطوير ودعم الاقتصاد الوطني، وسعياً لفتح مدارك الحوار وأبواب النقاش مع قادة الفكر الاستثماري الستراتيجي، من أجل تأسيس منصة تستعرض الخبرات والتجارب المحلية والعالمية، ونقلها إلى جيل الشباب.

وذكر العتيبي أن اقتصادات دول الخليج العربي تعيش تحولات رئيسية للانتقال من اقتصادات نفطية أحادية المصدر إلى متعددة ومتنوعة لمواجهة تقلبات أسعار الطاقة والتحديات الجيوسياسية الإقليمية، مبيناً أن التقارير المتخصصة تشير إلى نمو قوي للاقتصادات الخليجية في القطاعات غير النفطية، مما يؤكد نجاح المنظومة الخليجية في تنويع اقتصاداتها وجعلها في مقدمة الوجهات الاستثمارية القادمة، لاسيما في قطاع التكنولوجيا وتقنيات الأموال والذكاء الاصطناعي.

واعتبر أن هذا المشهد الاقتصادي الإيجابي يؤكد ضرورة تعزيز الاستثمار الإعلامي في بيئة الأعمال المحلية والخليجية، وتسليط الأضواء على أوجه الاستثمار في شركات التكنولوجيا السريعة النمو والفرص في بيئة استثمارية متغيرة.

وأعرب عن شكره لشركاء "الجريدة" الستراتيجيين، على تعاونهم لعقد هذه القمم ونجاحها حتى باتت من أهم الفعاليات الاقتصادية السنوية في الكويت، فضلاً عن شكره رئيس التحرير السابق لـ "الجريدة" الزميل خالد هلال المطيري على مساهمته الكبيرة في إنجاح النسختين السابقتين.

كما عبر عن تقديره لجميع المتحدثين المشاركين من داخل الكويت وخارجها من رؤساء تنفيذيين ومؤسسي شركات رائدة في مجالات الاستثمار الجريء والتكنولوجيا المالية،على مساهماتهم القيمة في القمة الحالية، متمنياً للجميع التوفيق والسداد.

وتتضمن فعاليات القمة مداخلات يتحدث خلالها رؤساء ومديرون تنفيذيون من شركات عدة، أبرزهم نائبة الرئيس التنفيذي لبنك الكويت الوطني شيخة البحر، ورئيسة مجلس إدارة أجيلتي هنادي أنور الصالح، والمدير التنفيذي بإدارة الثروات المؤسسية في "جي بي مورغان" سويسرا ستيفان جراتزر "التوزيع الجغرافي في الخليج".

دور بنك الخليج

من ناحيتها، استعرضت مديرة عام الموارد البشرية في بنك الخليج سلمى الحجاج تجربة بنك الخليج الرائدة في مجال تمكين المرأة بالقطاع الخاص بشكل عام والقطاع المصرفي بشكل خاص، مشيرة إلى حجم الخسائر التي يتكبدها الاقتصاد العالمي والكويتي نتيجة التأخير في تمكين المرأة، الأمر الذي يستدعي ضرورة الإسراع في سد الفجوة بين الجنسين.

وأشارت إلى دراسة أجراها بنك الخليج منذ عشر سنوات، رصدت أن نسبة الخريجين في الكويت سنوياً تكون بنسبة 71% للبنات مقابل 29% للشباب، ومع مرور السنوات والترقيات تصبح نسبة القياديات في القطاع الخاص 90% للرجال مقابل 10% للنساء.

وأضافت، أن البنك ـ بناء على تلك الدراسةـ اتخذ العديد من الإجراءات التي ساهمت بشكل كبير في تمكين المرأة وزيادة نسبتهم في المناصب القيادية من 10% قبل 10 سنوات إلى 30% في نهاية 2023 أي بنسبة زيادة 300%.

الفوائد الاقتصادية والمجتمعية

وبينت أن التنوع بين الجنسين في بيئة العمل يساهم في زيادة الربحية، والإنتاجية، ويرفع مؤشر الإبداع والابتكار، وقدرة الشركات على الاحتفاظ بالمواهب، وتحسين سمعة المؤسسة، مشيرة إلى العديد من الفوائد الاقتصادية من تمكين المرأة أهمها، إضافة موارد بشرية جديدة إلى سوق العمل بإمكانيات وأفكار جديدة، كما انه يساهم في زيادة إنتاجية المؤسسات والاقتصاد الوطني، ومع دخول المزيد من النساء إلى سوق العمل يزيد حجم الإنفاق في السوق، فضلاً عن أن نيل المرأة حقوقها يساهم في زيادة مستوى السعادة داخل الأسرة والمجتمع.

وبينت أن تمكين المرأة وتعزيز دورها القيادي يتطلب المزيد من المرونة في التعامل معها ومراعاة ظروفها الاجتماعية والأسرية، فضلاً عن التوجيه من قبل المحيطين بها لتقليص الصعاب التي تواجهها ودعم قدرتها بالتغلب عليها، والتوقف عن ممارسات التمييز على أساس الجنس، كما أنه على المرأة نفسها أن تتصف بالطموح والثقة في قدراتها.

ونوهت بمثلث تعزيز دور المرأة القيادي في المجتمع والذي يضم القيادات والرجل والمرأة نفسها، حيث إن القيادات في العمل مطالبون بالمزيد من المرونة في التعامل معها ومراعاة ظروفها الاجتماعية والأسرية، وكذلك الرجال المحيطون بها مطالبون بالمزيد من التوجيه وتقليص الصعاب التي تواجهها ودعم قدرتها في التغلب عليها، والتوقف عن ممارسات التمييز على أساس الجنس وكذلك المرأة نفسها يجب أن تتصف بالطموح والثقة في قدراتها.

وأوصت الحجاج بضرورة وضع خطة مدروسة للوصول إلى النتائج المرجوة في دعم المرأة ضمن رؤية الكويت 2035 والتي تتضمن في أحد محاورها تمكين المرأة، مع إجراء تقييم سنوي عليها لتقييم النتائج، مع العمل على نشر ثقافة المساواة بين الجنسين، والحرص على التنوع في التوظيف، من خلال تطبيق مفهوم واضح مبني على الكفاءة والقدرة.

سنغافورة نموذجاً في تمكين المرأة

وأكدت أن الدولة تصرف بشكل كبير على التعليم، وتهتم بالمرأة، ولكن في ذات الوقت لا تجد المواهب الكافية للعمل في الاقتصاد، مشيرة إلى أنه في السوق المحلي مقابل كل خريج رجل 3 خريجات من الإناث بكفاءة لا تقل عن الرجل، وأشارت إلى أن من أبرز النماذج الناجحة سنغافورة، فعندما استقلت عن ماليزيا في عام 1965 كانت جزءا من خطتها هو تمكين المرأة، وفي أوائل سبيعنات القرن الماضي، كان نصيب المرآة من سوق العمل 29 في المئة، أما حاليا فوصلت تلك النسبة الى 58 في المئة، وهو مؤشر جيد يعكس دور المرأة وأهميتها.

وشددت الحجاج على أن عدم دخول المرأة الى سوق العمل بعد احتيازها سنوات التعليم بتفوق، يعتبر فرصا ضائعة في ظل الحاجة، للموارد البشرية، اللازمة للتنمية الاقتصادية، ولفتت الى أن الدولة تخسر مليارات بسبب عدم استغلال إمكانية المرأة والاعداد التي تتخرج سنويا، التي تعادل 3 اضعاف الرجل، مؤكدة أن المرأة بكل المقاييس لها بصمة وتثري الاقتصاد، مشيرة إلى أنه يجب ان تكون هناك قناعة تامة أن المجتمع هو المستفيد الأول من تمكين المرأة، ووصولها إلى المناصب القيادية.

"أجيليتي" والاستثمارات الجريئة

من ناحيتها، ركزت رئيسة مجلس إدارة شركة أجيليتي هنادي الصالح خلال الحلقة النقاشية التي أقيمت خلال المؤتمر بعنوان "الاستثمارات الجريئة في مرحلة انتقالية: التبصّر في المشهد المتغير للمنطقة"، على الاستثمارات الجريئة في البيئات الاقتصادية المتغيرة، وأهميتها في تحفيز التحولات الهيكلية في قطاعات الأعمال الأساسية وبناء اقتصاد إقليمي أكثر مرونة.

وتحدثت الصالح عن العناصر الرئيسية التي تقوم عليها الاستثمارات الجريئة، وأهمية الابتكار لدعم تنوع اقتصادات المنطقة، قائلة: "يرتكز نظام الابتكار القوي في المشاريع على ثلاثة عناصر أساسية: دور القطاع الحكومي من خلال التشريعات والتمويل، وجامعات قوية لتنمية المواهب وتعزيز البحث والتطوير، والقطاع الخاص.

وحول الدور الحكومي الذي يحظى به مجال الاستثمارات الجريئة في منطقة الخليج، أضافت "في دول مجلس التعاون الخليجي، تشهد الاستثمارات الجريئة نمواً قوياً بدعم من السياسات الحكومية المساندة في جميع أنحاء المنطقة، حيث شهدنا تحسناً واضحاً في سهولة ممارسة الأعمال، فضلاً عن زيادة استثمارات صناديق الثروة السيادية في المنطقة في الشركات التي تقود الابتكار، وأضف إلى ذلك تقدّم أسواق الأسهم الإقليمية في تعزيز إدراج شركات التكنولوجيا للاكتتاب العام. ولكن الأهم من ذلك هو الاعتراف بأهمية الاستثمار في تطوير رأس المال البشري، فالاستثمارات الجريئة تستجيب لهذا التوجه، حيث شهدنا نمو تمويلها بمعدلات قوية في المنطقة خلال السنوات الخمس الماضية."

التحول الرقمي

وعن نهج "أجيليتي" للتحول الرقمي أشارت إلى أنه قائم على ثلاثة محاور رئيسية هي، تبني التكنولوجيا من قبل القادة التنفيذيين: أول ما قامت به "أجيليتي" هو ضمان تبني جميع الرؤساء التنفيذيين في الشركات التابعة لها للتكنولوجيا ذات الصلة بأعمالهم لتعزيز هوامش الأرباح، واحتضان الشركات الناشئة: بدأت "أجيليتي" في احتضان الأعمال الجديدة انطلاقاً من إيمانها بأن التكنولوجيا في بعض المجالات ستؤدي إلى إحداث تغييرات جوهرية في أجزاء من سلسلة القيمة لدينا، وأردنا أن نكون في المقدمة، والتوجه نحو الاستثمارات الجريئة: توفّر الاستثمارات الجريئة وصولاً مباشراً لرواد أعمال وتقنيات تحمل قيمة مضافة وذات صلة بسلاسل الإمداد لكنها تقع خارج النطاق التقليدي للأعمال.

وأضافت أن هذا النهج يعزز من قدرة "أجيليتي" على البقاء في طليعة الابتكار والاستفادة من الفرص الجديدة، مشيرة إلى أن الذكاء الاصطناعي يشهد نمواً سريعاً اليوم، مقارنةً بتقنية البلوك تشين التي كانت الحديث السائد في أحد الأيام، موضحةً أن "أجيليتي" تتبنى الذكاء الاصطناعي في أجزاء مختلفة من سلسلة الإمداد خلال السنوات القليلة الماضية، وما يميز الذكاء الاصطناعي هو أنه يعزز الإنتاجية ويخفض التكاليف بنسبة تصل إلى 30% ضمن سلسلة الإمداد.

وولفتت إلى أن "أجيليتي" أعلنت الشهر الماضي عن استثمارها في صندوق "غلوبال فينتشرز" الجديد والذي تم إنشاؤه في مطلع العام الجاري لتمويل الشركات الناشئة المبتكِرة في مجال تقنيات قطاع سلاسل الإمداد وتقنيات الطاقة والتقنيات الزراعية، وتتكون محفظة أجيليتي من شركات مقرها الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وشركات تبحث عن فرص تجارية أو تسعى للتوسع في المنطقة.

وتطرّقت خلال الجلسة النقاشية أيضاً إلى الديناميكيات المتغيرة للاستثمارات الجريئة في الخليج، ولفتت الصالح إلى أن تمويل الاستثمارات الجريئة يُعتبر أولوية لدى جميع الجهات سواء كانت خاصة أو حكومية، وذلك نظراً لإمكانياته في تحويل أو تخطي قطاعات اقتصادية بأكملها، ومع ما يصاحب ذلك من مخاطر كبيرة، إلّا أن العوائد قد تكون هائلة ومجزية.

مسؤولية اجتماعية... واستدامة بيئية

شهدت القمة جلسة بعنوان "تقييم نهج المنطقة تجاه المسؤولية الاجتماعية للشركات والاستدامة البيئية"، بمشاركة ليلى المطيري الرئيس التنفيذي إنجاز - الكويت، وأندريا دانيل المؤسس والشريك العام لشركة غلوبال ميلينيال كابيتال، ودلال بهبهاني عضو مجلس الإدارة في بورصة الكويت.

تأثير المقاول على الاقتصاد

احتضنت "قمة تقنية الأموال 2024" جلسة نقاشية قيّمة جاءت بعنوان "تأثير المقاول على الاقتصاد" مع دينا الناشي، الشريك والرئيس التنفيذي، لشركة الناصر والناشي المتحدة، ولحقتها كلمة رئيسية بعنوان "دور الصناديق السيادية في مجال رأس المال الاستثماري" قدمها فهد الشارخ من "تيك إنفست" (TechInvest)، وتبعتها جلسة نقاشية مهمة أخرى بعنوان "الطريق إلى الأسواق العامة والخاصة للشركات المحلية"، وقد سلّطت هذه الجلسة الضوء على ممارسات المسؤولية الاجتماعية للشركات والحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية بمفهومها العميق، كونها ضرورة لاستمرارية الأعمال على المدى الطويل، وجذب الاستثمار الأجنبي المباشر، وكانت هذه الجلسة بمشاركة دلال الشايع نائب أول للرئيس التنفيذي - الاستثمارات البديلة، كامكو إنفست، ورشا عثمان نائب الرئيس التنفيذي - الخدمات المصرفية الاستثمارية "أسواق المال" المركز المالي الكويتي "المركز"، وستيف خياط المؤسس والمدير العام والرئيس التنفيذي لشركة فينكس فينتشر بارتنرز، بالإضافة لربيع خوري الشريك الإداري ومسؤول التخارج الرئيسي لشركة "ميدل إيست فينتشر بارتنرز".

الخليج: ألغينا أشكال التمييز ضد المرأة وحققنا المساواة الكاملة

قالت مديرة عام الموارد البشرية في بنك الخليج سلمى الحجاج إن مجلس إدارة البنك قرر في نهاية 2021 إلغاء حالات التمييز بين موظفي البنك من الرجال والنساء، وتحقيق المساواة الكاملة بينهم في المزايا الوظيفية، مشيرة إلى أن البنك كان من أوائل شركات القطاع الخاص الكويتية الموقعة على مبادئ تمكين المرأة (WEPs) في عام 2019، كما أطلق مبادرة " WOW" في عام 2017، حيث تجتمع الكوادر النسائية شهرياً، لمناقشة التحديات التي تواجههن، فضلاً عن توفير برامج متنوعة لتدريب وتطوير الكوادر النسائية تؤهلن للترقي للمناصب العليا.

ولفتت إلى أن 63% معدل الكويت على مؤشر الفجوة ما بين الجنسين والذي يعتمد على 4 معايير رئيسية هي الاقتصاد والتعليم والصحة والسياسة، مبينة أن دول أوروبا وأميركا تحتاج 50 سنة لإغلاق الفجوة بين الجنسين، في حين تحتاج منطقة الشرق الأوسط إلى115 سنة.

ونوهت بأن الكويت قطعت شوطاً طويلاً في مجال تمكين المرأة لكننا نطمح إلى المزيد، لاسيما أن الاحصائيات تشير إلى أن العالم يخسر سنوياً نحو 20 تريليون دولار وهي قيمة الفرص الضائعة نتيجة عدم تمكين المرأة بشكل كامل سنوياً.

آخر الأخبار