ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان متوسطا قادة ورؤساء الوفود المشاركين في القمة العربية والإسلامية غير العادية في صورة جماعية قبيل انعقادها في الرياض أمس (واس)
بن سلمان: نقف مع لبنان وفلسطين... وعباس: مقاطعة ومعاقبة الاحتلال... وميقاتي: نمر بأزمة غير مسبوقة
السيسي: سنقف ضد كل مخططات التصفية... وأردوغان: محاسبة مجرمي الحرب... وملك الأردن: كسر حصار غزة
الرياض، عواصم - وكالات: دعا قادة الدول العربية والإسلامية المشاركين في قمة الرياض إلى عزل إسرائيل دوليا وحظر توريد الأسلحة إليها، وتعليق عضويتها في الأمم المتحدة ودعم جهود التحالف الدولي لتجسيد دولة فلسطين، وأكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان رفض بلاده الهجمات الإسرائيلية على إيران، مجددا خلال افتتاحه القمة العربية - الإسلامية الطارئة بشأن غزة ولبنان أمس، رفض بلاده العدوان الإسرائيلي المستمر على المنطقة والحرب على غزة، ومؤكدا إدانة العمليات العسكرية التي تستهدف لبنان وتمس سيادته.
وأكد ولي العهد السعودي أن القمة العربية الإسلامية تنعقد في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين، مشدداً على أن المملكة تجدد رفضها القاطع للاعتداءات الإسرائيلية في غزة كما ترفض انتقاص دور السلطة الفلسطينية، مضيفا أن المملكة ترفض إعاقة عمل الوكالات الإنسانية في غزة، كما أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أن استمرار إسرائيل في جرائمها بحق الأبرياء والإمعان في انتهاك قدسية المسجد الأقصى، من شأنه تقويض الجهود الهادفة لحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، معبرا عن إدانة ورفض بلاده للأعمال العسكرية الإسرائيلية بحق لبنان ورفض تهديد أمن لبنان وتهجير مواطنيه، مضيفاً "ونؤكد وقوفنا مع لبنان وفلسطين"، داعيا المجتمع الدولي إلى النهوض بمسؤولياته لحفظ الأمن والسلم الدوليين وإلزام إسرائيل باحترام سيادة إيران وعدم الاعتداء على أراضيها، وعبر عن إدانة المملكة وشجبها لمنع وكالة "الأونروا" وإعاقتها من تقديم الأعمال الإغاثية في الأراضي الفلسطينية.
من جانبه، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى تعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة، ودعم التحالف الدولي لتجسيد دولة فلسطين، قائلا إن "الواجب العربي والإسلامي، يفرض علينا أن نتحلى بأعلى درجات التضامن والتعاون، في ظل فشل المجتمع الدولي، بوقف العدوان وحرب الإبادة الجماعية، التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني، منذ نحو عام"، داعيا الدول العربية والإسلامية إلى مطالبة مجلس الأمن والجمعية العامة بتعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة، ما لم تلتزم بالقانون الدولي وبتعهداتها الموثقة وتنهي جرائمها ضد الشعب الفلسطيني، كما دعا دول العالم إلى مراجعة علاقاتها مع دولة الاحتلال وعدم تطبيع علاقاتها معها، أمام عدم التزامها بالقانون الدولي، وارتكاب الإبادة الجماعية، واستهداف الاونروا، وتنفيذ قرار الجمعية العامة الذي يطالب الدول بفرض عقوبات على إسرائيل وتحديد العلاقات معها كما ويطالبها بإنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان خلال عام واحد، وفقاً لفتوى محكمة العدل الدولية.
وأكد عباس ضرورة دعم التحالف الدولي لتجسيد دولة فلسطين، وحصولها على عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة، وتطبيق مبادرة السلام العربية، ومواصلة حشد الدعم الدولي لتمكين دولة فلسطين من القيام بمهامها في تعزيز صمود شعبها، وحماية وحدته الوطنية، مؤكدا أن العمل جار على وضع الآليات واللجان والأجهزة اللازمة للحكومة لإدارة قطاع غزة تحت ولاية دولة فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية.
بدوره، حذر رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي من أن لبنان يمر بأزمة تاريخية مصيرية غير مسبوقة تهدد حاضره ومستقبله، وأنه يعاني من اعتداء إسرائيلي صارخ يخالف كل الأعراف الدولية، مشددا على أنه لا يجوز ولا يمكن أن تستمر إسرائيل في عدوانها المتمادي على لبنان وشعبه وانتهاك سيادته وتهديد علة وجوده دون حسيب أو رقيب، كاشفا أن العدوان الإسرائيلي تسبب بخسائر إنسانية فادحة فتجاوز عدد الضحايا الثلاثة ألاف و200 شهيد ونحو أربعة آلاف جريح من بينهم أطفال وممرضين ومسعفين، ونزوح نحو 1.2 مليون لبناني، فيما وصلت قيمة الخسائر المالية إلى خمسة مليارات و100 مليون دولار، داعيا لمساندة الدولة اللبنانية ومؤسساتها ومواصلة إرسال المساعدات الإنسانية، وإلى وقف العدوان على لبنان فورا ووقف إطلاق النار والعودة إلى تفعيل القرار 1701 بكل مندرجاته.
من جهته، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى عزل إسرائيل دوليا وفرض حظر أسلحة على توريد الأسلحة إليها ووقف التجارة معها، مشددا على ضرورة متابعة تقديم مجرمي الحرب الإسرائيليين للمحاكمة ومحاسبتهم على جرائمهم في غزة ولبنان، بينما أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وقوف بلاده ضد كل مخططات تصفية القضية الفلسطينية بتهجير الأهالي أو بتحويل قطاع غزة إلى مكان غير صالح للحياة، قائلا "لن نقبل به تحت أي ظرف من الظروف"، محذرا من أن مستقبل المنطقة والعالم أصبح على مفترق طرق، مشددا على العمل على حل الدولتين بدلا من الاستمرار في الحروب.
من ناحيته، أكد ملك الأردن عبد الله الثاني ضرورة تكثيف الجهود لكسر الحصار المفروض على الفلسطينيين في قطاع غزة، داعيا لإطلاق جسر إنساني لكسر الحصار المفروض على أهالي غزة.
البيان الختامي: حشد الدعم الدولي لتجميد عضوية تل أبيب في الأمم المتحدة
الرياض، عواصم - وكالات: شددت مسودة القمة العربية والإسلامية التي خلصت إليها أعمال القمة العربية- الإسلامية أمس، على ضرورة حشد الدعم الدولي لتجميد مشاركة إسرائيل في الأمم المتحدة، فضلاً عن التحذير من خطورة التصعيد الذي يعصف بالمنطقة وتبعاته الإقليمية والدولية، والتوسع رقعة العدوان الذي جاوز العام على قطاع غزة، وامتد ليشمل لبنان، ومن انتهاك سيادة العراق وسورية وإيران، دونما تدابير أممية حاسمة، فضلاً عن تخاذل الشرعية الدولية.
وأدان المشروع بأشد العبارات ما يتكشف من جرائم مروعة وصادمة يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة في سياق جريمة الإبادة الجماعية، بما فيها المقابر الجماعية وجريمة التعذيب والإعدام الميداني، والإخفاء القسري والنهب، فضلاً عن التطهير العرقي خاصة في شمال قطاع غزة عبر الأسابيع الماضية، ومطالبة مجلس الأمن بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة وذات مصداقية للتحقيق في هذه الجرائم، واتخاذ خطوات جدية لمنع طمس الأدلة والبراهين لمساءلة ومحاسبة مرتكبيها وضمان عدم إفالتهم من العقاب.
وأكدت تفاصيل المشروع الإدانة الشديدة للعدوان الإسرائيلي المتمادي والمتواصل على لبنان وانتهاك سيادته وحرمة أراضيه، والدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار، إلى جانب التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 بكامل مندرجاته، والتأكيد على التضامن مع لبنان في مواجهة هذا العدوان، فضلاً عن الإدانة الشديدة لقتل المدنيين والتدمير الممنهج للمناطق السكنية والتهجير القسري للأشخاص واستهداف قوة الأمم المتحدة المؤقتة العاملة في لبنان "اليونيفيل"، بجانب التأكيد على دعم المؤسسات الدستورية اللبنانية في ممارسة سلطتها وبسط سيادة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها، والتأكيد في هذا الصدد على دعم القوات المسلحة اللبنانية باعتبارها الضامنة لوحدة لبنان واستقراره، والتشديد على أهمية الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية.
وأدنت مسودة القمة العربية- الإسلامية سياسة العقاب الجماعي الذي تنتهجه إسرائيل واستخدام الحصار والتجويع سلاحاً ضد المدنيين في قطاع غزة، ومطالبة المجتمع الدولي باتخاذ خطوات عملية فورية لإنهاء الكارثة الإنسانية التي يسببها العدوان، وبما يشمل إجبار إسرائيل على الانسحاب الكامل من قطاع غزة و فتح جميع المعابر بينها وبين القطاع، وأظهرت في الوقت نفسه الرغبة في حشد الدعم الدولي لتجميد مشاركة إسرائيل في الأمم المتحدة، فضلاً عن مطالبة مجلس الأمن بإلزام إسرائيل في وقف سياساتها، ومطالبة جميع الدول بحظر تصدير أو نقل الأسلحة لإسرائيل.
وطالب المشروع أيضاً المجتمع الدولي للتحرك بفاعلية إلزام إسرائيل احترام القانون الدولي، واستنكار ازدواجية المعايير في تطبيق القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وميثاق الأمم المتحدة، فضلاً عن التحذير من أن هذه الازدواجية تقوض بشكل خطير صدقية الدول التي تحصن إسرائيل وتضعها فوق المساءلة، وصدقية العمل متعدد الأطراف، وتُعري انتقائية تطبيق منظومة القيم الإنسانية، فضلاً عن تأكيد العمل على حشد التأييد الدولي لانضمام دولة فلسطين إلى الأمم المتحدة عضواً كامل العضوية، ودعم الجهود المقدرة والمتواصلة التي تبذلها الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، بصفتها العضو في المنظمتين في مجلس الأمن لتقديم مشروع قرار لقبول هذه العضوية، فضلاً عن مساعيها لنصرة القضية ووحدة الصف الفلسطيني.
إلى ذلك، كشفت المسودة تكليف اللجنة الوزارية العربية الإسلامية المشتركة برئاسة السعودية، والمشكلة وفق القرار الصادر عن قمة نوفمبر 2023، بمواصلة عملها وتكثيف جهودها.
الأمير محمد بن سلمان مفتتحا القمة نائبا عن خادم الحرمين الشريفين (واس)