الجمعة 15 نوفمبر 2024
19°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
حاكموا مَن ساعد مزوّري الجنسية... وبلا تَشَفٍ
play icon
الافتتاحية

حاكموا مَن ساعد مزوّري الجنسية... وبلا تَشَفٍ

Time
الاثنين 11 نوفمبر 2024
View
1660
أحمد الجارالله

لا أحد يجادل في ممارسة الدولة، أي دولة، سيادتها على أرضها وشعبها، أكان ذلك في الحرب والسلم، أو نهجها السياسي داخلياً وخارجياً، أو تطوير القوانين، أو إلغائها، أي في شؤونها السيادية كافة، ومن ذلك أيضاً منح الجنسية أو إسقاطها وسحبها.

في هذا الشأن تحديداً، من حقها إذا وجدت أن هناك من اكتسب الجنسية، أو حتى الإقامة، بالتزوير أو التدليس، وغيرها من المسائل المحرّمة قانوناً، تعمل على تصويب الخطأ، ليس بمعاقبة المزور فقط، بل عليها في هذا الأمر أيضاً معاقبة من سهَّل، ولعب في الملفات، وساعد، وكذلك من خالف القانون عبر الإبقاء على جنسيته الأصلية، وحصل على الجنسية الكويتية، وهو ما يعرف بـ"المزدوج"، فالمجرم ليس المزور نفسه فقط، فهذه جريمة دخلت فيها مجموعة من المرتكبين.

من المعروف أن الناس تسعى إلى تحقيق أحلامها بشتى الطرق، فهناك من يتخيل أنه فوق القانون، أو أن "الواسطة" أقوى من كل السلطات، فيقع في فخ الأحلام غير الواقعية، وقيل قديماً إن الطريق إلى السجن مليئة بحسني النية.

فكل هؤلاء عملوا على تقويض الأمن القومي للبلاد، وهم على استعداد لارتكاب الكوارث، سعياً إلى جلب المنافع لأنفسهم.

في كل هذا لا جدال، إنما التشهير، والتشفي، والغمز واللمز، وغيرها من ممارسات ليست من أخلاق أهل الكويت، ولا عاداتهم وتقاليدهم، فهذه فيها الكثير مما يوحي أن الذين يذهبون إلى هذا الحد من التعرض للأشخاص، يحاولون مُداراة أمر مشبوه.

المعروف تاريخياً أنه لا الشعب الكويتي، ولا أسرة آل الصباح الكرام، ولا كبار شيوخها، ولا القيادة، يرضون بالتشفي والتعرض للناس، ولا أخذ الآخرين بجريرة شخص ما، إذ لا أحد يعرف الظروف التي دفعت الإنسان إلى ارتكاب هذه المخالفة، وهذا ليس تبريراً، الفصل بين مرتكبها وبين التعرض من غير وجه حق للناس، فالدوافع والظروف عند أصحاب القرار، والشخص نفسه، ولكي لا يستمر ذلك التشفي، أو الغمز من قناة هذا أو ذاك، لا بد من وضع الأمور في نصابها الصحيح، فالسؤال: من أعطى الحق للمتشفين أن يشمتوا في الناس؟، فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس"، وكذلك قال الشاعر:

لسانك لا تذكر به عورة امرئ

فكلُّك عورات وللناس ألسن

في هذا الشأن، يأتي دور النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع ووزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف، الذي يعمل بكل إنسانية، ولا يظلم، بل وكما نعرف عنه، أنه حريص على كل من في الكويت، وينفذ توجيهات صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، بكل دقة، وأساس كل ذلك حفظ كرامات الناس، وهنا لا نبالغ في أن الشيخ فهد اليوسف يدرك بالسليقة، والتربية الكويتية الأصيلة ماذا يعني حفظ الكرامات.

نعم، يمكن لمعالي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء أن يوقف هذا التشفي، عبر الكثير من الوسائل، لأن هناك من يسعى إلى النيل من الأشخاص من خلال الغمز ويتهم أبرياء، لمجرد أنه اختلف معه في أمر شخصي لا علاقة له بالهوية الوطنية، علماً أن هذا المتشفي في سلوكه لا علاقة له بالمواطنة الكويتية الأصلية.

  • أحمد الجارالله
آخر الأخبار